رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هاآرتس: مصر لا تزال رهينة الثورة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رأى المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" في مقاله بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن مصر لا تزال رهينة الثورة في ضوء تأرجح الرئيس بين مصالح جماعته "الإخوان المسلمين" ومطالب المعارضة والقضايا الملحة.

وأشار إلى أن تمرد رجال الشرطة على التعليمات وإطلاقهم اللحية وتهديد الأحزاب بمقاطعة الانتخابات هي مجرد جزء من مشاكل مرسي، مؤكداً أن حركة الإخوان المسلمين الداعمة لمرسي أصبحت بدون أشقاء بعد أن وصف بعض القيادات السلفية الرئيس مرسي بالديكتاتور. 
وأضاف "برئيل" بأن المظاهرات والاعتصامات التي قام بها صغار رجال الشرطة في عشرة محافظات مصرية ضد وزير الداخلية "محمد إبراهيم" بعدما سئموا من المماطلة في مطالبهم، وكذلك مظاهرات رجال الشرطة الملتحين المحسوبين على التيارات الإسلامية من إخوان مسلمين وسلفيين انتهت كلها برضوخ النظام حيث تم تمكين الضباط الملتحين من مواصلة العمل في الشوارع بلحيتهم وكذلك تمت الاستجابة لمعظم مطالب المعتصمين من تزويدهم بمسدسات للدفاع عن أنفسهم وإلغاء الدعاوى المرفوعة ضد بعضهم ورفع الغرامات الموقعة على من أدينوا منهم، مع ضمان ترقي الكثير منهم وتوفير مساكن لأسر الضباط.   
وتابع "برئيل" بأن "تمرد رجال الشرطة" رغم أنه مشكلة صغيرة اضطر نظام مرسي لمواجهتها، لكنه يؤكد على الطريق الحافل بالمطبات الذي يجب على مرسي السير فيه لتحقيق التهدئة في الدولة، مشيراً إلى أن المشكلة الأصعب بالنسبة لمرسي هي تعاطيه مع جماعات المعارضة قبيل الانتخابات العامة لمجلس النواب المقررة في 22 أبريل.
ورأى برئيل أن المعركة السياسية التي يواجهها مرسي لم تعد مع الحركات الليبرالية، مشيراً إلى أن مرسي ومؤيديه من حركة الإخوان المسلمين نجحوا في مناطحة جبهتين قويتين آخرتين هم في أمس الحاجة إليهما في أي إجراء يتخذه، أولهما هي الجبهة السلفية على خلفية إقالة أحد زعمائها "خالد علم الدين" من منصب مستشار الرئيس والذي اتهم مرسي بأنه يتصرف كديكتاتور، وثانيهما الجيش الذي أوضح قبل أسبوعين لمرسي أنه لن يسمح له بإقالة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. 
وأشار "برئيل" إلى أن الآونة الأخيرة  شهدت نشر تسجيلاً لمحاضرة ألقاها القيادي الإخواني "على عبد الفتاح" بمسجد في كفر الدوار،

اتهم فيه الجيش بأنه "نصب فخاً للرئيس في العملية التي راح ضحيتها 16 جندياً وضابطاً مصرياً في رفح. لكن مرسي استفاد من تلك المؤامرة وطهر صفوف الجيش. مرسي كان وحده في وقتها، بدون جيش، وبدون حرس جمهوري، وبدون مخابرات، الله فقط ساعده على الانتصار".
وأشار "برئيل" إلى أن هذا التسجيل أثار غضب قيادات الجيش التي نقلت رسالة حادة تناقلتها وسائل الإعلام مؤداها أن "لصبر الجيش حدود، وأن قيادات الإخوان المسلمين إذا استمرت في إهانة الجيش، فإنه لن يضمن سلامة الانتخابات". 
وأضاف "برئيل" أن مشاكل مرسي أضيفت إليها هذا الأسبوع مشكلة أخرى فجرتها صحيفة "الوطن" التي نشرت وثائق فحواها أن نائب زعيم الإخوان المسلمين، رجل الأعمال خيرت الشاطر، قام بالتوقيع على اتفاق مع وزارة الثقافة القطرية لبيع مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وكأن ماسبيرو من ممتلكات الإخوان المسلمين وليس ملكاً للدولة.  
وأكد "برئيل" أن تلك الوثيقة تعكس نية حركة الإخوان المسلمين في السيطرة على ممتلكات الدولة، وزيادة إيراداتهم على حساب مواطني مصر، وهو ما يؤكد أن نظام مرسي ليس "نظاماً لكل المصريين وإنما هو نظام حركة الإخوان من أجل الإخوان المسلمين".
واختتم "برئيل" بأن الرئيس مرسي يعرف جيداً تلك التهديدات التي تستلزم تنازلات من جانبه، لكنه يدرك أيضاً دوره كمندوب للإخوان المسلمين، مؤكداً أن مصر بين هذا وذاك لا تزال رهينة للثورة التي لم تكتمل.