عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جازيتا: حوادث الكرة ليست جديدة على مصر

صورة أرشيفية لأحداث
صورة أرشيفية لأحداث مجزرة استدا بورسعيد

رأى الكاتب "يفجيني شيستاكوف" في مقاله اليوم بصحيفة "روسيسكايا جازيتا" الروسية أن حوادث العنف في كرة القدم لم تكن جديدة على مصر، وإنما شهدت مصر حروب شوارع حقيقة بين مشجعوا النوادي في عهد الرئيس "أنور السادات".

وقال الكاتب: في عهد الرئيس أنور السادات في سبعينيات القرن الماضي، كان مشجعو أشهر نوادي كرة القدم في القاهرة "الزمالك" و"الأهلي" يشتبكون مع بعضهم بشكل دائم، محولين شوارع العاصمة المصرية إلى ساحات حرب حقيقية.
وهذه الحالة ليست غريبة وطارئة على المشهد المصري، ولذا فمن وجهة نظر المراقبين، لم يتغير شيء في سلوك مشجعي أندية كرة القدم المصرية. ولكن هناك أمر آخر يجب أخذه بالحسبان، في ظل الظروف المتوترة للغاية التي تعيشها البلاد. وهو إمكانية أن تسعى بعض القوى لاستغلال المشجعين لخدمة أهدافها الخاصة.
لا يؤيد مشجعو أندية كرة القدم في مصر حزبا سياسيا بعينه: كـ"الإخوان المسلمين" أو الليبراليين العلمانيين، فهم في غالبيتهم خليط غير متجانس وغير مسيس. ولكن الجماعات السياسية كالإسلاميين وخصومهم يحاولون كسبهم إلى صفوفهم.
ومن جهة أخرى تلقي الأوضاع الصعبة التي تعيشها مصر بظلالها على المشهد السياسي: فالبلاد تشهد صراعا على النفوذ بين عدة مجموعات سياسية مختلفة الأهواء والأيديولوجيات والمصالح. منها جماعة "الإخوان المسلمين" التي تدعم الرئيس "محمد مرسي" ومنافسوهم الأكثر راديكالية من السلفيين الذين ينتقدون الرئيس مرسي على إدارته المستبدة وصلاته الحميمة مع الغرب، وعدم جديته - حسب وجهة نظرهم - في تطبيق تعاليم الإسلام.
ويرى السلفيون أن الرئيس في الوضع الراهن يقدم التنازلات أمام الليبراليين من أتباع الغرب. ورغم أن الرئيس مرسي حسب رأي المراقبين يمضي بخطوات حازمة نحو أسلمة الوضع في مصر، يعتبر السلفيون تلك الخطوات غير كافية.
وتابع الكاتب قائلاً: إن القوة الثالثة في مصر هم السياسيون العلمانيون الذين درس أغلبيتهم في الغرب، وتحرروا من التأثيرات الدينية، وإلى جانبهم يقف الشباب المتأثر بالثقافة الأوروبية. وهذه الفئة لديها مخاوف جدية من السياسة المتبعة لأسلمة المجتمع بأكمله، وتخشى أن يخلف مرسي في الحكم من هم أكثر راديكالية.
ورغم كل الصعوبات، يبدو الرئيس مرسي مسيطرا على الوضع في البلاد. فقد أقام علاقة جيدة من التعاون مع الجيش، وهو ما يجعله يتصرف بصرامة. وفي حال لم يبدأ الرئيس مرسي بتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها، ولم تجلب سياسته تحسنا جديا لوضع الأغلبية العظمى من المجتمع المصري، سينفضّ الناس من حوله بسرعة.
ومن الصعوبات التي يواجهها الوضع المصري أن البدء بأي شكل من الإصلاح يحتاج إلى تضحيات. وليس واضحا بعد من سيتحمل تبعة الإصلاحات الموعودة؟ هل هي الطبقة الوسطى أم طبقة الفلاحين؟ بالإضافة إلى أن مرسي لم يحدد بعد أولويات برنامجه الإصلاحي المستقبلي. وفي حال تم تنفيذ تلك الإصلاحات أم لا، سيظهر فريق خاسر. وهذه اللحظة ستكون حاسمة بالنسبة للسلطات المصرية وللرئيس المصري بالذات. لأن فشل "مرسي" في مهمته سيسبب تغييرات كبيرة في الشرق الأوسط.