جارديان: مالى علامة فارقة فى إفريقيا
تحت عنوان " مالى علامة فارقة فى افريقيا "، رأت صحيفة (جارديان) أن التدخل العسكري الذي تدعمه فرنسا في مالي حاليا للتصدي لهجمات الإسلاميين سيكون علامة فارقة في تاريخ القارة الأفريقية السوداء بأكملها وذلك على المستويين الأمني وتهديد السلام في القارة.
ورأت الصحيفة أن ستة أسابيع تعد فترة طويلة في إحداث تغييرات كافية في السياسة الأفريقية. ففي أواخر نوفمبر اعترف تقرير للأمم المتحدة بشأن الأزمة في مالي أن البلاد "في خطر من أن تصبح ملاذا دائما للإرهابيين"، لكنها أعربت عن تحفظات جدية حول ما إذا كانت ستتدخل بقوة إقيليمة أم لا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه نتيجة التدخل الفرنسي ومتعدد الجنسيات في مالي، تسلل الصراع إلى الجزائر ويمكن أن ينتشر في جميع أنحاء المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التدخل العسكرى بمالى لن يكون يسيرا أو قصير الأمد، نظرا لتسلح إسلاميى مالى ودرايتهم بجغرافيا البلاد الوعرة، لكن مجرد فكرة تولى قوات أفريقية قيادة التدخل مع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقى "الأميسوم" فى الصومال، إنما يثبت قدرة أفريقيا
وأضافت الصحيفة أن التفكير التقليدى بأن السيادة الوطنية أصبحت مصدر الأمن والأمان قد انتهى، ولم يعد يجدى نفعا، فحكومة مالى تنازلت عن سيادتها طوعيا لإضفاء الشرعية على تدخل متعدد الجنسيات، لإنقاذها من تهديد الجماعات الجهادية، ولتؤكد أن أمن أفريقيا بات يُنظر إليه من الجانب الإقليمي والقاري ولا يقتصر على الداخل فقط.
وختمت الصحيفة مقالها مستبعدة حدوث انقسامات وشقاق وطنى بسبب التدخل الأوروبى بمالى على غرار ما تسبب به تدخل "الناتو"، حلف شمال الأطلسى، بليبيا قبل عامين، نتيجة انعدام التوافق بين فرنسا وجيرانها الأوروبيين حول مالى، واكتفاء الدول الأوروبية بتقديم دعم لوجيستى، خوفا من تكرار مأساة التدخل البرى بعد حرب أفغانستان.