عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تايم : الجدران والحواجز رمز لأزمة مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان " طبيعة القاهرة الجديدة: الاحتجاجات تفرز عالم الجدران والحواجز" ، نشرت مجلة  " تايم" الامريكية تقريرا عن الوضع فى مدينة القاهرة وبالتحديد فى أماكن الاشتباك وبؤر المواجهة التى تشهد الاحتجاجات والمظاهرات فى ميدان التحرير والشوارع المحيطة ببمنى البرلمان ووزارة الداخلية.

ونقلت المجلة صورة للوضع فى المحلات الكائنة فى تلك الشوارع ، وكيف تضرر أصحابها ، وكيف أن المواطنين يعانون الأمرين للوصول إلى الوزارات وغيرها من المرافق الواقعة فى المنطقة بسبب إغلاق الشوارع بالحواجز والجدران الاسمنية الضخمة ، وكذلك سكان تلك المناطق الذين ضاقوا ذرعا من تلك الظاهرة.

   محلات السفارة الامريكية

ورسمت المجلة مشهدا لـ "رمضان روميح"،  وهو مدير ممتلئ الجسم لمقهى انترنت اسمه " وايت هاوس نت " ( البيت الأبيض للنت) ، في الشارع الكائن به السفارة الأمريكية في القاهرة، وهو يجلس على كرسي على الرصيف خارج متجره ويدخن " الشيشة "، حيث يقول:" انه لم يأتى إليه العديد من العملاء في الآونة الأخيرة، بسبب الجدار الخرسان المرتفع الذى يسد الشارع المجاور لمتجره ، حيث تم بناءه من قبل الحكومة المصرية في شهر نوفمبر الماضي لمنع المتظاهرين المتواجدين فى ميدان التحرير من الإقتراب من السفارة.
ويضيف "روميح " البالغ من العمر 41 عاما ، ويأتى من شارع الهرم حيث يسكن ، الى وسط  البلد يوميا :" أن متجره يعتمد عادة على المارة القادمين من المناطق التجارية المزدحمة المحيطة بميدان التحرير، ولكن الآن بسبب وجود نظام محكم من الجدران والأسلاك الشائكة وحواجز الطرق التى وضعتها قوات الأمن ، لم يعد هناك طرق للمرور تربط وسط المدينة وميدان التحرير بالشارع الذى يوجد به متجره.  
ونتيجة لذلك، كما يقول:" فأن معدل العمل زيرو" ، فحتى وقت متأخر بعد الظهر في ذلك اليوم الذى ألتقت به المجلة ، لم يحقق دخل سوى 20 جنيها فقط"، وقال وهو يشير بخرطوم الشيشة الى الجدار القبيح: "الناس يجب أن يحفروا أنفاقا كى يعبرون كما يفعلون في غزة"،
وأوضح "روميح " أن النار اشتعلت في اثنين من واجهات المحلات المجاورة لمتجره،  خلال اشتباكات وقعت مؤخرا بين المتظاهرين والشرطة ، وهناك بقايا قذيفة محترقة فى سيارة لا تزال موجودة في الطريق أمام المحل.

القفز على الحواجز


وقالت المجلة إن المشهد المؤسف أن ترى سيدة كبيرة أورجل ، يحاول القفز من فوق الجدار الخرسانى ، عبر وضع كتل وحجارة يتم القفز من عليها ، وهناك من يحاول أحداث شق صغير فى الجدار من أجل المرور ، حيث تقف الطوابير الطويلة من أجل المرور أو القفز . وأشارت إلى أن هذا المشهد المحزن تكرر أكثر من مرة فى شوارع العاصمة ، حيث سبق أن رفعت الحكومة تلك الحواجز بعد انتخاب مجلس الشعب فى بداية العام الماضى ، ولكن مع تجدد الشتباكات فى الشهرين الماضيين ، أعيد بناء الجدران والحواجز مرة أخرى.

   حوار الجدران  


وبينما تقترب الذكرى الثانية للانتفاضة فى الخامس والعشرين من الشهر الجارى، لا تزال الاضطرابات مشتعلة في أعقاب الاعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس "محمد مرسي" في نوفمبر الماضى ، وأصبحت الجدران رمزا للأزمة السياسية في مصر.
وفقا لما يقوله المهندس المعماري والمخطط الحضري "نجاتي عمر"، فإن الجدران اصبحت تدل على إعادة التفاوض بعد الثورة على قواعد "اللعبة بين الشعب والسلطات . فالشعب يضع الشروط والسلطات تستجيب فقط من خلال بناء الجدران. "

  الفصل الجسدى

وأشارت المجلة إلى أن الشرطة التى تغير دورها فى مرحلة ما بعد الثورة ، تبدو وكأنها عاجزة عن التصرف ، ورغم حالة الشلل التى أصابتها بعد الثورة ، إلا أنها لم تختفِ تماما  ولكنها غيرت من تكتيكاتها ، كما تغير موقف المواطنين تجاه السلطة ، وبدلا من منع الاحتجاجات بالقوة والعنف ، لجأت الشرطة الى الفصل

الجسدي للمتظاهرين عن طريق إقامة الحواجز والجدران التى تفصل بين قوات الأمن والمتظاهرين خصوصا فى المناطق القريبة من المنشآت الحكومية والسفارات.
ويقول "محمد الشاهد" وهو مرشح لنيل درجة الدكتوراه في جامعة نيويورك ويدرس التخطيط العمرانى في القاهرة : "الجدران هي تهرب شامل من لتعامل مع القضايا"
ويضيف :" كان هناك جهاز أمن قوى تحت حكم "مبارك" ، قادر على منع الاحداث قبل أن تتحول إلى الاحتجاج، ولكن الآن أصبحت الاحتجاجات مسألة عادية تحدث بشكل طبيعى ، وأصبحت الجدران على ما يبدو هى الحل في الوقت الراهن ".

أسلوب مكرر


ويضيف "الشاهد " : " ليس هناك شيء جديد حول استخدام مثل هذه التكتيكات المعوقة من جانب الحكومات لاحتواء التمرد.  فقد بنت السلطات الفرنسية الجدران  في الجزائر العاصمة لخنق الحركة المناهضة للاستعمار هناك في خمسينات القرن الماضى ، وقامت اسرائيل ببناء الجدار العازل حول الضفة الغربية، وقام الجيش الامريكي بتقسيم بغداد بجدران خرسانية. الحكومة المصرية الخاصة، كما أن السلطات المصرية سبق أن استخدمت نفس الوسيلة فى اواخر سبعينات القرن الماضى ، وذلك باستخدام الجدران والحواجز المعدنية لحماية المباني الحكومية من تفجر الغضب الشعبي ، الناجمة جزئيا عن الإصلاحات الاقتصادية التى لم تحظى بشعبية ، والتى أدخلها الرئيس الراحل "أنور السادات".

وفى أعقاب ثورة  2011 ، ومع تفجر الاشتباكات بين المواطنين المحتجين وقوات الامن ، بدأت القوات العسكرية والأمنية فى بناء الجدران، والتي تتكون من مكعبات خرسانية كبيرة معززة بأسلاك شائكة، عبر الشوارع المؤدية الى وزارة الداخلية المكروهة على نطاق واسع ،وكذلك مام مقرات  قوات الأمن.

المنطقة الخضراء


وقالت المجلة إن الحكومة نجحت فى اقامة " منطقة خضراء آمنة" ، حول البرلمان ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية ووزارة الصحة وغيرهم من المرافق الحكومية المهمة الكائنة بالمنطقة ، عبر إغلاق شوارع القصر العينى والشيخ ريحان والميادين المحيطة والشوارع المؤدية إليهم.

القصر الرئاسى


وعندما انتقلت الاحتجاجات من ميدان التحرير، كجزء من الجغرافيا المتطورة من أي وقت مضى من الاحتجاج، الى قصر الرئاسة فى مصر الجديدة ، ردت الحكومة ببناء جدار آخر خارج القصر، لتعوق الحركة عبر عدة تقاطاعات من طريق وأربع حارات وخط سكة حديد للمترو.
وأضافت المجلة أن الوضع فى تلك المناطق المكبلة بالجدران والحواجز العازلة ، أصبح مأسويا ، حيث بدت وكأنها مهجورة لا يسكنها إلا جنود الأمن المركزى وسيارت الأمن المحترقة والمخلفات.
ونقلت المجلة معاناة سكان منطقة جاردن سيتى والقصر العينى ، وكيف أنهم يعانون الأمرين فى الوصول إلى منازلهم والخروج إلى أعمالهم.