رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

درشبيجل: مصر تواجه شتاءً صعباً

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان شتاء ساخن فى بلدان الربيع العربى، نشرت مجلة "درشبيجل الالمانية" تقريرًا عن الأوضاع فى مصر وتونس.

وقالت المجلة إن الأسبوع الماضى شهدت مصر أسوأ موجة للعنف منذ مظاهرات الربيع العربي التي أطاحت بنظام الرئيس السابق "حسني مبارك" قبل عامين، حيث قتل ستة أشخاص وأصيب المئات عندما اشتبك المتظاهرون المعارضون والمؤيدون للرئيس "محمد مرسي" ليل الأربعاء. 

وقالت المجلة إنه رغم التنازلات التى قدمها الرئيس "محمد مرسى" وتخليه عن الإعلان الدستورى الذى أثار الجدل وفجر الأوضاع، إلا أن بعض قوى المعارضة، ترفض الحوار وتصر على ضرورة تأجيل الاستفتاء على الدستور الجديد المقرر له 15 ديسمبر الجارى، وهو الأمر المستحيل حيث يمنع الإعلان الدستورى الصادر فى 30 مارس 2011 ذلك، لكن زعماء المعارضة يقولون إنه بدون هذه التنازلات لن توافق على إجراء محادثات.

وأوضحت المجلة أن رئيس الولايات المتحدة "باراك أوباما" اتصل بـ"مرسي" مساء الخميس للتعبير عن قلقه من أحداث العنف التى أوقعت قتلى ومصابين، ووفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض، أكد "اوباما" أن العنف غير مقبول وحث كل من مرسي والمعارضة للمشاركة في حوار دون شروط مسبقة، وهو ما يعنى أن موقف أمريكا واضح.

إلا أن استمرار الأزمة وعدم قبول المعارضة بتنازلات "مرسى" سيفتح الباب مرة أخرى أمام احتمالات تجدد العنف وأن فرص المصالحة تتضاءل، كما عبرت ألمانيا عن قلقها على لسان وزير الخارجية.

وأشارت المجلة إلى أنه في ضوء الاستقطاب الحالي بين الإسلاميين والمعسكر العلماني، وجدت مصر نفسها الآن في أزمة سياسية عميقة، وهو ما يسهم فى تزايد حدة الأزمة والمشاكل الاقتصادية التى تعانى منها البلاد منذ فترة طويلة وهو ما يضعف دور مصر في المنطقة".
النظام القديم
ونتيجة لذلك، يبدو أن مصر تدفع ثمنًا باهظًا للتدمير السياسي والركود الذى تسبب فيه النظام الديكتاتورى السابق، حيث تعاني حاليًا من الحكم غير الكفء لجماعة الإخوان المسلمين، ومن معارصة غير ناضجة".
وأضافت المجلة أن مصر في حاجة للروح الوطنية والتوافق بين القوى الديمقراطية السياسية بدلاً من المواجهة المستمرة التى ستعمق الفجوة فقط، وضرورة التوفيق بين "مرسي" والمعارضة.

وقالت: "هناك فكرة سائدة أن الفوضى والانقسام له ما يبرره، خصوصا في البلدان التي لم تعرف لعقود طويلة شيئا آخر غير الاستبداد أو الطغاة، وبالتالي

فإن الانتقال مباشرة إلى دولة ديمقراطية دستورية أمر مستحيل، ولكن في الواقع هذا المنطق خطير، لأن معنى ذلك أن الناس الذين ليس لديهم خبرة مع الحرية وإساءة استخدامها، سيتجهون إلى الفوضى وتجدد العنف، وأن الأمر يتطلب حاكماً بصلاحيات مطلقة من شأنها أن تقود الشعب بيد قوية جداً، إلا أن هذا المنطق، الذى يقتنع به الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، يبدو جيدا، والحقيقة تبدو مختلفة جدا، لأنه من النادر ان يحقق هذا المسار الديمقراطية".

  مرسى سياسى ماكر
وقالت المجلة إن "مرسي" ... هو إسلامي، ولكن ليس محاربا مقدسا، وإنما هو سياسى ماكر متعطش للسلطة، وعلى هذا النحو، قد يكون مستعدًا لتقديم تنازلات، ولكن ذلك لن يحدث إلا إذا كان يتعامل مع خصوم يعرفون ما يريده". ومن هنا يمكن القول إن الربيع العربي يتحول إلى شتاء قاس، فالقوى السياسية في مصر لم تنجح في كسب الوقت لعملية مفتوحة لتأسيس دولة ديمقراطية".
وأكدت المجلة أن العنف، كوسيلة للمواجهة السياسية، يتصاعد وتهدئة الوضع لا تلوح في الأفق، وهو ما يعنى أن كلا الجانبين يواجه مخاطر، هي ببساطة عالية جدًا، فالإخوان المسلمون لا يريدون التخلي عن السلطة التى اكتسبوها، ومؤيدو النظام القديم والنشطاء العلمانيون يعرفون أنه في المستقبل القريب لن يكونوا قادرين على إلحاق الهزيمة بهم في صناديق الاقتراع، ومن هنا يمكن القول ان المواجهات يمكن ان تندلع فى أى وقت، إلا إذا اقتنع الجانبان بضرورة التفاهم وأنه لابد من قبول الآخر.