عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إيكونوميست: فرصة كبيرة لتسوية القضية الفلسطينية

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان "معارك قديمة، وشرق أوسط جديد" نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية تقريرا عن الوضع فى غزة والأزمة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل.

وتساءلت المجلة عما اذا كان اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه منذ يومين بين الطرفين، يمكن أن يكون أساسا للسلام، وما إذا كان من الممكن التوصل إلى سلام دائم من أي وقت مضى بين العرب واليهود في الشرق الأوسط؟ .. وأجابت المجلة :" أن أى جولة أخرى من سفك الدماء تشير إلى أن أي أمل مثل هذا قد يكون صعب المنال.

وقالت المجلة إنه وسط حجج عقيمة ومعتادة حول من بدأ، اشتعلت حرب بين اسرائيل حماس، استمرت 8 أيام وحولت عشرات المباني الى أنقاض، وقد قتل أكثر من 140 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وستة إسرائيليين، وللمرة الأولى سقطت صواريخ من غزة بالقرب من تل أبيب، عاصمة إسرائيل، ومدينة القدس الشريف.
 إمكانية كسر الجمود
ولكن على الرغم من أن الإسرائيليين والفلسطينيين لا يزالان غارقين في صراعهما القديم، إلا أن جميع من حولهما فى الشرق الأوسط آخذ في التغيير، فقد بعثر الربيع العربي القطع والاوراق في الهواء، ولكن شاءوا أم أبوا، فإن الفلسطينيين والإسرائيليين سيجدون أنفسهم مقحمين في الاضطرابات الإقليمية حولهم، وربما أن هذا سيجعل الصراع أكثر دموية من ذي قبل، ومع ذلك، هناك أسباب للتفكير بإمكانية كسر الجمود القاتل.

 حرب لا فائز فيها لا خاسر

وللوهلة الأولى، يبدو التفاؤل صعب جدا تبريره الآن، حتى لو كان الاتفاق على وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه فى 21 نوفمبر الجارى، عزز موقف الصقور فى الجانبين.
فقادة "حماس"، الحركة الإسلامية التي حكمت غزة منذ عام 2007، يدعون أنهم أجبروا الإسرائيليين على التراجع، رغم الخسائر التى منيت بها غزة. وعلى الرغم من قتل بعض زعمائها ومحاصرة ما يصل الى 1,7مليون هم سكان غزة  في واحدة من أكثر أركان الارض بؤسا وازدحاما بالسكان، فشلت اسرائيل في تدمير "حماس"، بل أن حماس كسبت مصداقية شعبية في الضفة الغربية، التى تدار حاليا من قبل حركة " فتح "، الفصيل الفلسطيني الأكثر اعتدالا ومنافس "حماس".

التوقيت فى صالح حماس
وعلاوة على ذلك، فإن قادة حماس يدركون جيدا أن التوقيت في صالحهم، حيث إن الإسلاميين في أنحاء العالم العربي يكتسبون النفوذ، وهو ما مكن حماس من تكوين أصدقاء أقوياء وأغنياء، فها هى تركيا القوة الإقليمية الناشئة التي كانت أقرب حليف مسلم لإسرائيل، تحتضن "حماس"؛ وها هى قطر التى تعد واحدة من أغنى وأكثر دول الخليج حيوية تفتح خزائنها لحماس، بالتالى أصبحت حماس ضمن هلال إسلامى يلتف حول إسرائيل، من لبنان في الشمال، حيث حزب الله الذى تسيطر عليه سوريا وإيران، ثم المتمردين الاسلاميين الذين يحاربون للإطاحة بالرئيس السورى "بشار الأسد"، ومرورا بالأردن، حيث يهدد حلفاء "حماس" النظام الملكى هناك، وقبل كل شيء، على الجهة الجنوبية لإسرائيل، صعد الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر وأصبح هناك رئيس إخوانى هو "محمد مرسي"، وبعيدا عن قوة مصر كأكبر دولة عربية من حيث عدد السكان ودورها المحوري بالمنطقة، فأن التوازنات تغيرت في المنطقة،  فقد ظل "حسني مبارك"، الطاغية العلماني الذي كان يدير مصر لمدة 30 عاما حتى سقوطه في عام 2011، مناهضا لحركة حماس، وعلى النقيض من ذلك، فإن الإخوان المسلمين فى مصر هم أبناء عمومة لحماس.

صقور اسرائيل
وفي الوقت نفسه، سوف يستخلص المتشددون فى إسرائيل نتائج عكس ذلك، من الناحية العسكرية، سيرون أنهم وضعوا حماس مرة أخرى تحت الحصار فى غزة، كما أثبتت نظام القبة الحديدية المضادة للصواريخ جدارته، حيث تم تدميرالعديد من صواريخ حماس، وفى نفس الوقت سيستريح الاسرائيليون لفترة من الوقت من صواريخ حماس . ومن حيث الدبلوماسية تحركت أمريكا بشكل سريع وثابت من أي وقت مضى؛ والعديد من الدول الأوروبية اتهمت حماس بالمسؤولية عن بدء العنف.

وقبل كل شيء، فقد ازدهرت إسرائيل، خاصة في عهد "بنيامين نتنياهو"، رئيس الوزراء الذى تجاهل إلى حد كبير عملية السلام. وعلى الرغم من أن الصواريخ

من غزة أسفرت عن مقتل نحو 30 اسرائيليا منذ عام 2004، إلا أن إسرائيل تحررت إلى حد ما من المفجرين الانتحاريين، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى الجدار العازل الذي يحاط بالضفة الغربية، التى تعتبر المكون الرئيسى للدولة الفلسطينية المزمع إقامتها ، ويحمي الجدار المستوطنات اليهدية التي لا تزال تتوسع رغم عدم شرعيتها في القانون الدولي. ويبدو ان "نتنياهو" الذي اندمج حزبه "الليكود" مع حزب وزير الخارجية "افيجدور ليبرمان" الأكثر تشددا لخوض الانتخابات التي سجرى في 22 يناير، يخطط أن تكون الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها مقتصرة على الضفة الغربية التى يحيط بها الجدار العازل، فهى لا تطلق الصواريخ، تماما كما تفعل غزة؟ ومن الأفضل الحفاظ على تلك الدولة وراء ذلك الجدار وضرب شعيها إذا حاول رفع رأسه.

 توازنات القوى مع العرب
وقالت المجلة إنه ربما يفوز المتشددون فى اسرائيل، وحتى إذا كان الربيع العربي سيغير حساباتهم، فإن سيطرة الاسلاميين على السلطة في مصر وأماكن أخرى لديها القليل من الحب لإسرائيل، لا يعنى أن التركيز فى الاولويات لتلك الدول ستكون للملف الاسرائيلى، بل إنهم سيركزون على معالجة المشاكل الداخلية، كما أن إسرائيل لديها ميزانية دفاع أكبر من تلك الموجودة لدى الجيران العرب الأربعة مجتمعين. كما أن تلك الحكومات الاسلامية الناشئة سوف تبدأ حربا مع القوى السياسية المحلية، مما سيصعب مهمتها فى اصلاح اقتصاداتها ، ولعل ذلك السبب الذى جعل الرئيس "مرسي" يعمل مع الرئيس الامريكى "باراك أوباما" من اجل وقف إطلاق النار فى غزة ، وربما يكون ذلك مجرد علامة لبداية لشيء ما آخر.
 برميل بارود فى وجه إسرائيل
واكدت المجلة أنه على الإسرائيليين أن ينظروا أيضا إلى المدى الطويل، ففى ظل تحول بقية العالم العربي ليصبح أكثر ديمقراطية، وحرمان الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير، فإن ذلك بمثابة تحضير برميل بارود قابل للانفجار في الأراضي التي تحتلها إسرائيل فى أى وقت.

وختمت المجلة بأنه لابد من حل كل القضايا والملفات العالقة وعلى اسرائيل ان تدرك انه لا يمكن التمسك بالارض والأمن معا، فحل الدولتين مهم جدا وعلى الاطراف اللاعبة المهمة فى الخارج أن تسعى من اجل وقف تدفق الأسلحة إلى غزة، وأن تقوم مصر جنبا إلى جنب مع تركيا وقطر، باقناع حماس لقبول فكرة الدولة اليهودية على أساس حدود عام 1967 مع تبادل الأراضي والقدس المشتركة، ويجب أيضا الضغط من أجل المصالحة بين حماس وفتح للعمل معا، وهو الذى التي من شأنه أن يساعد فى إقامة دولة فلسطينية.

ومن المؤكد أن "أوباما" له دور مهم في إلزام اسرائيل بالجلوس على طاولة المفاوضات من أجل تسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين.