عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بوليسى:إسرائيل ستخسر فى غزة وحماس المستفيد

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان "عملية الرصاص المصبوب 2" نشرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية تقريرًا عن الوضع المتفجر فى غزة.

وقالت المجلة إن إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية يقاتلان في قطاع غزة في صراع لن يفوز فيه أحد.
وأضافت المجلة أن اغتيال إسرائيل للقائد العسكري لحماس "أحمد الجعبري" في هجوم صاروخي، قضى على الهدوء والهدنة الهشة في قطاع غزة، ويمكن أن يكون خطوة أخرى في تغيير التوازن الأساسي للسلطة والقوة داخل حماس.
وأشارت المجلة إلى أن الهجوم الإسرائيلى يعتبر أخطر وأكبر تصعيد منذ عملية الرصاص المصبوب في غزة في ديسمبر 2008، والتي استشهد فيها 1400 فلسطينى ومقتل 13 إسرائيليًا.
                         تعزيز موقف حماس والجهاديين
وأكدت المجلة أن شعب إسرائيل لن ينال السلام والأمن من خلال الحروب التي لا نهاية لها مع مجموعة دائمة التطور من النشطاء الفلسطينيين، والنتيجة الحتمية لعدم وجود اتفاق السلام، هى الموت والدمار، فقد فشلت عملية الرصاص المصبوب في حل أي من القضايا الخاصة بأمن إسرائيل ولم تفعل شيئًا لإضعاف قبضة حماس على السلطة في غزة. ولكنها فضحت إسرائيل وعرضتها لإدانة دولية لم يسبق لها مثيل بشأن استهدافها للأهداف المدنية وغير العسكرية، وجرائم الحرب المزعومة، والاستخدام المفرط للقوة، كما أن أولئك الذين يطلقون الصواريخ من غزة، أو يؤيدون مثل هذه الهجمات، يجب أيضًا أن يكونوا مسؤولين عما يعرفونه جيدًا، وهو الرد الإسرائيلي، الذى غالبًا ما يدفع ثمنه في المقام الأول، الفلسطينيون الأبرياء، ومما لاشك فيه أن اغتيال "الجعبري" هو ضربة قوية لجناح حماس العسكري، والتي لم تفقد منذ فترة طويلة زعيم بهذه المكانة، وحتى لو كان هذا هو بداية لـ"إعادة تشكيل" غزة، يمكن إسرائيل مرة أخرى في نهاية المطاف كسب المعركة ولكنا ستخسر الحرب إذا لم تكن حذرة، والتطورات في ساحة قتال غزة يمكن أن تنتهي بتعزيز موقف حماس بدلا من إضعافها، والأسوأ من ذلك، يمكن أن يؤدى التصعيد الى تمكين التنظيمات الجهادية المتطرفة الفلسطينية الجديدة التي بدأت تنشأ في غزة.
                                مغامرة
وحذرت المجلة من أن تكون العمليات التى قام بها الجيش الإسرائيلي وقصف عدد من الأهداف في أنحاء قطاع غزة، ومقتل "الجعبري"، مجرد بداية في حملة واسعة النطاق، تحت مبرر "حماية المدنيين الإسرائيليين وشل البنية التحتية للإرهاب"، وقالت إنه من الممكن أن يتم وضع هذه التطورات كون تلك العمليات مقدمة لتدخل بري إسرائيلي آخر في غزة، فقد قال "آفي ديختر" وزير دفاع الجبهة الداخلية فى اسرائيل يوم 11 نوفمبر: "يجب على إسرائيل إجراء إعادة تشكيل وترتيب غزة"، ولكنه لم يكشف ماذا تعنى هذه العبارة.
ومن المستحيل أن نعرف كيف سيتطور الصراع في الأيام المقبلة، ولكن ما هو واضح أن اندلاع العنف هو نتيجة لدوامة من الأحداث التي أعادت تشكيل هياكل السلطة داخل حماس وعلاقاتها مع القوى الإقليمية، بما في ذلك مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
                           صراعات حماس الداخلية
وخلال معظم الفترة الماضية منذ عملية الرصاص المصبوب، امتنع قادة حماس في غزة عن تنفيذ أى هجمات ضد إسرائيل وحاولوا منع الجماعات المسلحة الأخرى من شن هجمات أيضا، ولكن خلال الأشهر الماضية من العام الحالى 2012 ، تغيرت هذه السياسة، إلى حد كبير بسبب التحولات الداخلية داخل حماس نفسها.
فقد ظلت الديناميكية الداخلية فى حماس طوال السنوات الماضية، أن يكون قادة المكتب السياسي، الذين يعيشون بالكامل تقريبا في البلدان العربية المجاورة، أكثر تشددا من مواطنيهم داخل قطاع غزة. ففى الوقت الذى حافظ فيه القادة في المنفى على علاقات وثيقة مع الأنظمة الراديكالية في إيران وسوريا، كانت حكومة حماس في غزة أكثر تحفظا لأنها كانت أكثر الخاسرين من العنف مع إسرائيل.
وقد انعكست هذه العملية الحسابية في الأشهر الأخيرة مع تحالفات حماس الخارجية، حيث خضعت لتحول دراماتيكي وبدأ جناحها المحلي يسعى بجرأة لتأكيد تفوقه، فقد انهارت علاقة حماس مع دمشق تمامًا عندما خرجت المعارضة السورية ضد نظام الرئيس "بشار الاسد"، حيث تخلت حماس عن مقر المكتب السياسي الذى كان فى دمشق، وانتشر قادة المكتب حاليا في العواصم العربية المختلفة، وقد أدى هذا أيضًا لضغوط هائلة مع إيران التي أصبحت على ما يبدو تزيد حماس بتمويل مادى أقل بكثير مما كان عليه من قبل.
وقالت المجلة إن قادة حماس في غزة، حرصوا بشكل متزايد على التأكيد بأن المكتب السياسي لا يمثل القيادة الرئيسية للحركة، ولكنه مجرد جناحها الدبلوماسي، الذي يقوم دوره الأساسي على تأمين المساعدات والدعم من الحكومات الأجنبية، كما أن حكومة حماس والقوة شبه العسكرية في غزة، هم الذين فى مقعد القيادة، لأنهم يشاركون فعليا في محاربة إسرائيل.

وأوضحت المجلة أن الرغبة في أن تكون هى رأس الرمح فى الحرب ضد إسرائيل، تفسر لماذا اشتركت حماس في الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل في وقت سابق من هذا العام، كما قامت بما هو أقل مما كانت تفعله بكثير لمنع الجماعات الأخرى من شن هجمات في الأسابيع الأخيرة، ورأت المجلة أن الهجمات هي جزء من عملية لنقل القيادة القصوى بعيدا عن المنفيين إلى قيادة حماس السياسية والعسكرية في غزة، والذي يصورون أنفسهم كقادة حاكمين ومقاتلين.
ومما يعكس الصراع الداخلي، إعلان زعيم الحركة "خالد مشعل" فى سبتمبر، أنه سيتنحى عن منصبه، والمتنافسان على القيادة، هما زعيم حماس في غزة بحكم الأمر الواقع، إسماعيل هنية، والرجل الثانى فى المكتب السياسي فى القاهرة "موسى أبو مرزوق"، وقالت

المجلة إن فوز "هنية" سيكن تعزيزا لمساعى نقل السلطة داخل حماس إلى غزة، في حين يمثل فوز "أبو مرزوق" الآمال المستمرة بأن قوة وثروات حماس ستتوقف على الاستفادة من "الصحوة الإسلامية" على صعيد المنطقة، أوما يسميه البعض بالربيع العربي.
                         انتخابات إسرائيل
إلا أن هذه الهجمات الصاروخية لا تأتي فقط من خلافات داخلية حادة داخل حماس فقط، ولكن أيضا نتيجة الانتخابات الإسرائيلية القادمة في يناير، حيث يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وحكومته لضغوط هائلة للرد بشدة على استمرار إطلاق الصواريخ - أكثر من 800 صواريخ حتى الآن هذا العام، وفقا لمسؤولين اسرائيليين – ويعتبر اغتيال "الجعبري" أقوى رسالة ورد على منتقدى "نتنياهو". وقالت المجلة إن "نتنياهو" صنع حياته السياسية من خلال القضايا الأمنية، ولكن إذا كان يأمل فى الاستفادة من الأحداث بالحد من اتساع نطاق الحريق، فإنه يمكن أن يخرج عن نطاق سيطرة الجميع.
                          الدولة الفلسطينية
وقالت المجلة إن التفسير الحيوي الثالث لهجوم يوم الأربعاء، مرتبط بالمبادرة المرتقبة لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تطلب رسميًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تكون عضوًا مراقبًا فى المنظمة الدولية، وهو ما تعارضه اسرائيل بشدة، ولكنه من المؤكد سيحظى بأغلبية إذا تم طرحه، فقد لوحت إسرائيل بسلسلة من التهديدات، بما في ذلك قطع عائدات الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية، وإلغاء تفاقات "أوسلو" وإسقاط الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، وتوسيع النشاط الاستيطاني بشكل كبير، وضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وقد نجحت إسرائيل كما فى تعبئة رأى عام أمريكى وأوروبى معارض لمحاولة إقامة دولة فلسطينية، حيث اقنعت امريكا والأوروبيين بأن هذه الخطوة "أحادية الجانب" واستفزازية، الأمر الذي يمهد الطريق لاتخاذ تدابير انتقامية. ولكن يجب على الإسرائيليين أن يدركوا أن أي ضربات مالية إضافية أودبلوماسية وسياسية للسلطة الفلسطينية المريضة أصلا- حيث إنها غير قادرة حاليًا على تلبية رواتب الموظفين، والتي يعتمد عليها غالبية الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة  -يمكن أن تعزز موقف "حماس" فقط.
وعندما أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية خلال العام الماضي مبادرتها في الأمم المتحدة، كانت حماس تمر بحالة من الفوضى من أزمتها المتنامية مع سوريا وايران وهو ما جعل اسرائيل تستغل الموقف فى عقاب منظمة التحرير الفلسطينية. ولكن هذه المرة، حماس هي في وضع مختلف تماما، فهى على وشك تحقيق الشرعية الإقليمية والدولية، فقد زار أمير قطر مؤخرا غزة، ليصبح أول رئيس دولة يفعل ذلك، ووعدت ب 400 مليون دولار مساعدات لإعادة الإعمار لحكومة حماس، ورئيس الوزراء التركي "رجب طيب اردوجان" كما يقال، ينوى القيام بزيارة رسمية إلى غزة، ومصر، أيضا، تتنافس من أجل إظهار المحبة لحماس، على الرغم من أن حكومة الرئيس "محمد مرسي" لم تفعل شيئًا يذكر لمساعدة  "حماس" من الناحية العملية.
                             حماس المستفيد                   
ولأول مرة منذ سنوات عديدة، يمكن لحماس أن تدعى أن لديها رؤية للمستقبل ولديها رعاة حقيقيين، يمكن الاعتماد عليهم، وقوة دفع إقليمية، كمستفيد رئيسى من موجة الانتصارات السياسية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط. أما منظمة التحرير الفلسطينية، فيمكن لحماس القول، إن المنظمة لا يوجد لديها المال، ولا الأصدقاء، ولا الرؤية لا، ولا المستقبل.
وإذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية ستذهب إلى الأمام مع مبادرتها في الأمم المتحدة وسترد إسرائيل والغرب بإجراءات عقابية كبيرة، فإن حماس في وضع أفضل من أي وقت مضى بأن تكون المستفيد المباشر من هذا الواقع، حيث ستحقق  هدفها المنشود فى فرض سيطرتها على الحركة الوطنية الفلسطينية - وربما حتى على منظمة التحرير الفلسطينية نفسها - من منافسيها القوميين العلمانيين.