رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف.بوليسى: حروب أمريكا ستستمر 10سنوات أخرى بطائرات بدون طيار

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان "الحرب الثالثة الطويلة"، نشرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية مقالا حول الحروب الأمريكية فى الخارج التى انطلقت بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 فى نيويورك.

وقالت المجلة إنه بغض النظر عمن سيفوز في انتخابات الرئاسة فى السادس من نوفمبر، يتعين على أميركا الاستعداد لحرب لمدة 10 سنوات أخرى بنظام الطائرات بدون طيار.
وأشارت المجلة إلى أن الثالث من نوفمبر يصادف الذكرى السنوية العاشرة لحرب أميركا الثالثة ، وهى حملة القتل المستهدف بالطائرات بدون طيار، بعيدا عن ساحة المعركة التقليدية ،  والتي كانت السمة المميزة للسياسة العسكرية الأمريكية بعد 11سبتمبر 2001 ، الى جانب الصراعات في العراق أو أفغانستان.
وعلى عكس الحروب الأخرى، لم يكن هناك أي مراسم في البيت الأبيض أو البنتاجون، أو مسيرات الشوارع الرئيسية والميادين للاعتراف بالتضحيات التي قدمها عدد لا يحصى من الأفراد المدنيين والعسكريين المعنيين، ولم يكن هناك حتى بيان رئاسي حول عمليات القتل المستهدف التى ، لا يمكن، ولن تعترف بها الحكومة الأمريكية حتى الآن.
وتدار الحرب من قبل كل من وكالة المخابرات المركزية، بشكل سرى وغير معترف به تماما، وقيادة العمليات الخاصة المشتركة ، وتوصف دون أي خصوصية او محددات باسم "العمل المباشر" من قبل البيت الأبيض، ولا تخضع الحرب الثالثة لقواعد الشفافية والمساءلة تجاه المسؤولين الامريكيين.

  الأهداف
والحرب الثالثة ، التي بدأت بضربات وجهتها طائرات بدون طيار في اليمن، لها  هدفا بسيطان، الاول، هو منع أى هجوم آخر على الولايات المتحدة ، والثانى،  اعتقال أو قتل نشطاء القاعدة المسئولين عن العمليات.
وقالت المجلة إن تلك العمليات بدأتها ادارة الرئيس السابق "جورج بوش"، فى إطار ما اسمته "مكافحة الإرهاب"، حيث سعت الى تنفيذ هجمات وقائية ضد الملاذات الآمنة للإرهابيين.
وبعد خمسة أيام من احداث 11سبتمبر 2001، قال نائب الرئيس آنذاك " ديك تشيني" إن الولايات المتحدة سوف تضطر إلى العمل السرى" ، وأعلن مسؤول امريكى كبير :" إن الرئيس أعطى وكالة الاستخبارات المركزية الضوء الأخضر للقيام بكل ما هو ضروري، وأن العمليات القاتلة التي كان لا يمكن تصورها قبل 11 سبتمبر هي الآن قيد التنفيذ ".
 500 هدف
وفي 17 سبتمبر 2001، وقع الرئيس " بوش" على مذكرة الإخطار والتفويض التي أذنت لوكالة المخابرات بالقتل، دون الحصول على موافقة رئاسية أخرى، وكان هناك ما يقرب من 500 هدف مشتبه به يستوجب قتلهم بأى طريقة. والغريب أنه فى  15 أكتوبر 2001، وبخت ادارة " بوش"  اسرائيل لقتل أشخاصا يشتبه في أنهم وراء هجوم إرهابى فى تل أبيب".
واكدت المجلة ان الولايات المتحدة قتلت العديد من الاشخاص الذين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة خلال عمليات في أفغانستان للإطاحة بحركة "طالبان". ومع ذلك، فر العديدون منهم الى أماكن أخرى، عبر خط " دوراند"  في المناطق القبلية في باكستان. وفي مايو 2002، قال الجنرال " جون كين" ، قائد الفرقة المجوقلة 101: " لقد كسرنا إرادتهم وأنهم يحاولون إنشاء ملاذ آمن آخر في باكستان حاليا .. وعندما يحين الوقت المناسب، سوف نتعامل مع هذا الامر" . في الواقع، وبعد ذلك بعامين، وبالتحديد في 17 يونيو 2004، قتل صاروخ " هيلفاير"  قائد طالبان " نق محمد" ، لتبدأ حملة وكالة الاستخبارات وهجمات الطائرات بدون طيار في باكستان التي لا تزال حتى يومنا هذا.
  البداية فى اليمن
وبعد ان نقل تنظيم القاعدة نشاطه إلى اليمن ، وبعد مطاردة استمرت عاما وعدة فرص ضائعة، وبالتحديد فى الثالث من نوفمبر2002 ،  كان " أبوعلي الحارثي" ، وهو مخطط ميداني في خلية للقاعدة التي قصفت المدمرة كول في عام 2002 ، وحراسه بالقرب من الحدود السعودية، وبعد تحديد أن " الحارثي"  ومجموعة من رجال مجهولين كانوا يستقلون سيارات الدفع الرباعي، أطلقت طائرة بدون طيار من طراز "بريداتور" صاروخ "هيلفاير" ، مما أسفر عن مقتل " الحارثي" ، وأربعة يمنيين غير معروفين، و"أحمد حجازي" (المعروف باسم كمال درويش) ، وهو أمريكي بالتجنس ، جند ستة

رجال من " لاكاوانا" ، فى نيويورك، لحضور معسكر للقاعدة لفترة وجيزة في أفغانستان، وادعى مسؤول امريكى في وقت لاحق  ان وفاة " حجازي"  كان لها ما يبررها ، فهى " أضرار جانبية" ، حيث كان فقط في المكان الخطأ في الوقت الخطأ".
 400 عملية
ومنذ نوفمبر عام 2002، كانت هناك 400 حالة قتل موثقة فى اطار عمليات القتل المستهدف التى تنفذها الولايات المتحدة فى باكستان واليمن والصومال، وحالة واحدة فى الفلبين . وعلى الرغم من أن أكثر من 95 % من جميع عمليات القتل المستهدفة تمت من قبل طائرات بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة ، الا ان عدد قليل من العمليات قامت بها القوات الجوية الخاصة عن طريق طائرات " ايه سى 130" وصواريخ كروز أطلقتها سفن تابعة للبحرية ، والغارات التي نفذتها عناصر العمليات الخاصة ، بما في ذلك تلك التي قتلت " أسامة بن لادن"  في مايو 2011.
واكدت المجلة ان عمليات القتل المستهدف أدت الى خسائر كبيرة، بشكل يفوق تصور أي شخص في عصر ما بعد 11سبتمبر 2001. وعلى الرغم من أن الأرقام المتاحة للجمهور تختلف عن تلك التى ترصدها منظمات البحوث، قتل ما يقدر بنحو 3400 شخص فى تلك العمليات ، 13 % منهم من المدنيين. وزاد من تعقيد هذه التقديرات ، أن بعض الجماعات التي تستهدفها الطائرات بدون طيار، تعمل بشكل هادف بالقرب من المنشآت المدنية في محاولة لتجنب التعرض للقتل.
وبسبب عدم وجود إمكانية الوصول المباشر الموثوق بها للصحفيين وغيرها من الاسباب التى تصعب عملية الاحصاء والتقصى عن القتلى ، هناك حالة من تضارب الارقام ،  والبعض يدعي أن هذه الأرقام مرتفعة جدا، والبعض الآخر يرى انها منخفضة جدا ، والحقيقة هي أنه لا أحد يعرف الحقيقة.
واذا كانت الحرب الثالثة قد بدأت قبل 10 سنوات، فإنه لا تظهر أي علامات على انها ستنتهى قريبا ، ومن المؤكد ان الحروب ستستمر في أفغانستان والعراق، والتي كانت قد بدأت أيضا نتيجة للهجمات الإرهابية في  11 سبتمبر.
  إجماع على الاستمرار
وخلال المناظرة الرئاسية الأخيرة، أيد "ميت رومني"  بقوة عمليات الطائرات بدون طيار التى تنفذها ادارة الرئيس " أوباما" وقال : "ان الرئيس كان على حق  فى استخدام هذه التكنولوجيا، ونعتقد أنه ينبغي لنا الاستمرار في استخدامها".
وفي الوقت نفسه، في الأسبوع الماضي، ذكر "جريج ميلر" وهو من  كبار المسؤولين في إدارة " أوباما"، "ان هناك توافقا واسع النطاق لعمليات القتل المستهدف ، ومن المرجح أن يتم تمديدها لعقد آخر على الأقل، اى اننا قد ننتظر حتى 3 نوفمبر 2022.