ف.تايمز: أي هدنة في سوريا ضربا من الخيال

رأت صحيفة "الفاينشال تايمز" البريطانية إن فشل هدنة عيد الأضحى التي اقترحها المبعوث الدولي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي توضح مدى التعقيد الذي تعيشه الثورة السورية المندلعة منذ 19 شهرا، وتشير إلى لإستحالة إبرام هدنة مستقبلا بين الأطراف المتحاربة.

وقالت الصحيفة إن هدنة عيد الأضحى المدعومة دوليا فشلت بشكل كبير في إيقاف الحرب الدموية التي تعيشها سوريا وأصبحت في حالة يرثى لها اليوم الاثنين، بعد يوم من قيام بشار الأسد بقصف المناطق السكنية في دمشق بالطائرات.
وأضافت إن مئات الناس -بما في ذلك عشرات جنود بشار قتلوا منذ بدء سريان الهدنة أول أيام عيد الأضحى- مشيرين إلى معدل القتل مماثل للمعايير اليومية الدامية المنتشرة منذ بدأ الثورة. 
وأوضحت إن فشل الهدنة لم يفاجأ المحللين، خاصة في غياب الإرادة لدى الأطراف المتحاربة أو أي آلية لرصدها وإنفاذها، وتساءل سلمان شيخ مدير مركز بروكنجز الدوحة :"إن الوقت قد حان لطرح السؤال ما هو هي الخطة البديلة.
وقصفت الطائرات الحربية السورية مناطق سكنية في أطراف دمشق، واندلعت الاشتباكات مرة أخرى بالقرب من معرة النعمان، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى المقدمة من نشطاء المعارضة بلغ أكثر من 270 شخصا، خلال يومين فقط من الهدنة أي ما يوازي 120 مدنيا يوميا.
واتهمت الحكومة السورية المعارضة بانتهاك وقف إطلاق النار، فيما تقول المعارضة إن النظام مرة أخرى تجاهل ببساطة الهدنة، الأوضاع على الارض دفعت عدد من المحللين للقول إن فكرة وقف إطلاق النار كان دائما ضربا من الخيال نظرا لاتساع عمق وجغرافية الصراع الذي تطور لحرب أهلية بعد حملة وحشية من الحكومة على المتظاهرين السلميين.