رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تايم: أوباما أو رومنى.. لا مفر من الدبلوماسية مع إيران

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت مجلة "تايم" الامريكية إنه لم يعد هناك سر مختفى حول مستقبل سياسة إيران والولايات المتحدة، فبغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الامريكية، فإن محادثات مباشرة بين واشنطن وطهران قد يكون لا مفر منها، على الرغم من إصرار إدارة الرئيس "بارك أوباما"، ردا على تقارير وسائل الاعلام في نهاية الأسبوع الماضي، أنه لا يوجد مثل هذه الخطط حاليا، وكذلك نفي إيران أنها ترغب فى تلك المحادثات.

والسبب، أن الفائز فى انتخابات يوم 6 نوفمبر ، قد لا يجد بديلا سوى محاولة اجراء محادثات مباشرة مع إيران للمرة الأولى منذ عام 1979، هو بكل بساطة أن كلا من الرئيس "أوباما" ومنافسه الجمهورى "ميت رومني" أعلنوا  رغبتهم في تجنب دخول الولايات المتحدة فى حرب ثالثة في بلد مسلم في غضون عقد من الزمن.

 رومنى واوباما متفقان

وقال "رومني" في مناظرة يوم الاثنين مع "اوباما" حول السياسة الخارجية:
"من الضروري بالنسبة لنا أن نفهم ما هى مهمتنا في إيران"، واضاف "رومنى" :" هل نحن نسعى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي من خلال الوسائل السلمية والدبلوماسية"، مشيرا الى انه يفضل استمرار العقوبات، ولكن يجب ان يتوازى ذلك مع التهديد بعمل عسكري كملاذ أخير فى حالة عبور ايران خطا أحمر محددا نحو تطوير قدرات أسلحة نووية، وهى نفس الرؤية التى تقوم عليها سياسة إدارة "أوباما"، وفى حين لم يحدد "رومني" ماهو الخط الاحمر بالنسبة له، كان "أوباما" واضحا عندما حدد الخط الأحمر، بتحرك ايران للحصول على سلاح نووي.  واستخدم "رومني" عبارة " قدرة الاسلحة النووية "- على الرغم من أنه لم يكن واضحا تماما ما إذا كان هذا يعني القدرة على صنع أسلحة نووية، والتي ربما تملكها ايران بالفعل ولكنها كامنة، أو القدرة على التجميع السريع ونشر الرؤوس النووية فوق الصواريخ". وبدلا من ذلك أصر "رومني" ببساطة على انه سيفرض عقوبات أكثر صرامة على ايران بشكل عاجل.

  لا للخيار العسكرى

ووفقا لمجلة "بوليتيكو"، فى الشهر الماضي قال "رومني" للصحفيين على متن طائرة الحملة الانتخابية:"انه لا يعتقد أنه في نهاية المطاف سيكون لدينا خيار لاستخدام العمل العسكري ضد ايران"، رغم انه قال: "لا أستطيع أن استبعد اى  خيار من على الطاولة، لا بد أن يكون معروفا للإيرانيين ان هناك أداة يمكن أن تستخدم لمنعهم من ان تصبح ايران دولة نووية، ولكن آمل بالتأكيد ألا نضطر للعمل العسكري".
وفي نفس المناظرة، سئل عما اذا كان يتفق مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" على ان يكون الخط الأحمر "هو انتاج إيران لليورانيوم متوسط التخصيب بشكل كاف، بما يمكن معالجته لانتاج قنبلة واحدة من اليورنيوم عالي التخصيب"، فقال "رومني" انه تحدث مع "نتنياهو" عبر الهاتف فى هذا الشأن، لكنه امتنع عن تأييد الخط الأحمر الإسرائيلي المحدد من قبل " نتنياهو"، واضاف:"اننا لم نذهب إلى ما يكفي، في هذا النوع من التفاصيل التي من شأنها أن تحدد على وجه الدقة متى وأين سيكون الخط الاحمر".

   مخاطر الحرب 

وقالت المجلة انه نظرا للمخاطر المنتظرة من بدء حرب لا مبرر لها مع إيران، فإنه من الصعب أن نرى "رومني" اكثر حماسا لـ"الخيار العسكري" من أوباما، حيث ان المخاطر لهذا الصراع المفتوح سيمتد اثرها على الاقتصاد العالمي بسبب التأثيرات المحتملة على أسعار النفط، كما ان وزارة الدفاع الامريكية وقادة المخابرات وكثيرًا من نظرائهم

الإسرائيليين يحذرون من أنه" حتى نجاح الضربة العسكرية قد يؤدى الى مجرد نكسة فى الجدول الزمني الإيرانى لانتاج الاسلحة النووية، ولكنها لن تزيل كافة القيود والحوافز على منع ايران من انتاج أسلحة نووية، كما حدث مع "صدام حسين" بعد قصف الإسرائيليين لمفاعل "أوزيراك" العراقى في عام 1981، بل من الممكن ان تؤدى الضربة الى استجابة فورية من الايرانيين بإطلاق برنامج مكثف للقنابل السرية. ويحذر عدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية من ان العمل العسكرى يمكن ان يجعل إيران المسلحة نوويا أكثر، وليس أقل، احتمالا.

   العقوبات قد لاتجدى   

ومع ذلك فإن المشكلة مع العقوبات التي تفضلها كل من إدارة "أوباما" وحملة "رومني" هو أنه، انها  تلحق الألم الاقتصادي بثبات متصاعد بالمجتمع الإيراني، إلا أنها تظل أداة، من غير المحتمل أن تجعل ايران تستسلم، وهو ما عبر عنه الزعيم الايراني الاعلى "آية الله علي خامنئي" ، كما ان هناك إجماعًا بين المحللين على انه من غير المحتمل أن تستسلم ايران ببساطة حول القضية النووية من أجل تخفيف المعاناة الاقتصادية، وفى ظل غياب صيغة توافقية مقبولة من الطرفين، يمكن أن يؤدى مسار السياسة الحالية بسهولة إلى الحرب.

  تسوية حقيقية  

في حين انه قد يكون هناك تسوية حقيقية، لا يراها "خامنئي" انها استسلام في حقوق ايران النووية، مثل رفع العقوبات.
واكدت المجلة ان المشكلة، انه فى ظل وجود حزمة من العقوبات والمحادثات، فإن طهران لا ترى عرضًا جذابًا بما فيه الكفاية - ولا حتى واضح المعالم، ولابد من مجموعة من الخطوات المطلوبة لتغيير الديناميكية، خصوصا ان قادة إيران اختاروا أن يستوعبوا الالم الاقتصادى، بقدر استعدادهم للحرب، وكأنما انه ليس لديهم البديل.
وقال الرئيس "أوباما"، عندما سئل فى المناظرة "عما يمكن أن يشكل اتفاقا مقبولا"،  "هدفنا هو الحصول على اعتراف ايران بأنه لابد من التخلي عن برنامجها النووي وتلتزم بقرارات الأمم المتحدة القائمة".
وختمت المجلة بأنه ايا كان الفائز فى الانتخابات الرئاسية، وبعيدا عن السجال الدائر حاليا فى الحملات الانتخابية، فإن كل من "اوباما" و"رومنى" لن يكون امامه سوى الخيار الدبلوماسى لحل الازمة مع ايران، وقد تستمر سياسة العقوبات المشددة مع التلويح بالحرب لفترة معينة، ولكن فى النهاية سيكون المسار الدبلوماسى هو الحل.