رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف.بوليسى: ليلة الحسم بين أوباما ورومنى

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إن الرئيس الأميركى " باراك اوباما" سيخوض اختبار الفرصة الأخيرة والأمل المتبقى له عندما يقف الليلة أمام منافسه الجمهورى فى انتخابات الرئاسة " ميت رومنى " فى ثالث وآخر مناظرة للمرشحين قبل الانتخابات .

وأشارت المجلة إلى أن مناظرة الليلة ستخصص للسياسة الخارجية ، وهو الملف الشائك لكلا المرشحين. وقالت إن السؤال الأول الذى سيطرح نفسه بقوة على الرئيس "اوباما"  هو : " أن منتقديه يقولون إنه ليس لديه استراتيجية واضحة فى السياسة الخارجية وإنه يعتمد على سياسة رد الفعل فقط تجاه الأحداث" ، وإذا كان لديه مذهب أو استراتيجية ، فما هى ؟!
وتخيلت المجلة رد "اوباما" ورد المحاور وهو:
- لقد قتلت "بن لادن"
- شكرا لك سيدى الرئيس، .. سيادة المحافظ "رومني"، .. هذا      - دورك: ؟ ما هو الخطأ في عقيدة أو استراتيجية أوباما"؟
- " ليبيا ليبيا ليبيا."
هكذا تخيلت المجلة أن يكون محور النقاش فى السياسة الخارجية ، أن يركز "اوباما" على انجازاته فى قتل زغيم تنظيم القاعدة " اسامة بن لادن" ، وأن يرد عليه "رومنى" بأنه أخفق فى ليبيا ، التى شهدت مقتل السفير الأمريكى هناك على يد القاعدة.
وأوضحت المجلة أنه بطبيعة الحال، سوف يعطى نقاش الليلة الفرصة لكلا المرشحين لتفنيد خلافاتهما بشأن أفغانستان، وإيران، وإسرائيل، وروسيا، وسوريا ، وكذلك ليبيا والصين في كل مرة أخرى، وبعض هذه الاختلافات حقيقي، وليس مجرد دعاية خطابية ، ومع ذلك، ضاق النقاش في السياسة الخارجية بين المرشحين وصولا إلى التفاهات ، وهذا إن دل إنما يدل على أن كلا الرجلين ، لديه من السقطات ما يكفى  ، فالرئيس " أوباما " لديه من الإنجازات القليل جدا الذى يمكن أن يتباهى به، في حين أن "رومني" لديه قناعات حقيقية قليلة جدا حول هذا الموضوع، ويسعى فقط لمجاراة الرأي العام، والقيام بأي شيء ، من أجل تقويض منافسه.
  وعود اوباما فى 2008
وقالت المجلة إنه من الصعب أن نتذكر الآن، ولكن ربما قبل انهيار الاقتصاد في صيف وخريف عام 2008، عندما ركزت حملة "أوباما" على إعادة توجيه موقف أميركا جوهريا في العالم، وقال إنه سيضع سياسات "جورج دبليو بوش" جانبا ،  من أجل تبني سياسة خارجية جديدة تقوم على من الفرصة على قدر منح  التهديد، وخلال مناظرة له مع المرشح الجمهورى "جون ماكين" فى انتخابات 2008 فى السياسة الخارجية ، قال اوباما :" إنه على  أمريكا ان تجعل الأطفال في جميع أنحاء العالم ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها الأمل، كما فعل والده الكيني يوما ما ، وإلى جانب ذلك قال طيلة فترة الحملة الانتخابية عام 2008، أنه سيسعى لمضاعفة المساعدات الخارجية الأمريكية، وحظر التعذيب، وإغلاق  معسكر "جوانتنامو"، والعمل على صياغة لغة جديدة تقوم على  الاحترام المتبادل للمصالح المتبادلة مع الدول الاخرى، فقد كان جدول أعمال "أوباما" للسياسة الخارجية أكثر طموحا  من أي مرشح منذ الرئيس "جون كينيدي".
 انجازات الرئيس
وكرئيس ، حقق "أوباما" بعض النجاحات الحقيقية ، فقد وقع معاهدة الحد من التسلح مع روسيا، وشكل تحالف عالمي لعزل إيران، وتدخل في ليبيا للاطاحة بالدكتاتور "معمر القذافى"، وأنهى التورط العسكري الأميركي في العراق، وكان من الممكن أن يكون الوضع فى العالم أسوأ لولا تدخلات "أوباما" وواقعيته، كما أن الاقتصاد الأمريكي تجاوز كبوته بعد أن قام "أوباما" بضخ 800 مليار دولار في الإنفاق التحفيزي وتدخل لإنقاذ صناعات والسيارات وسوق المال،
                       سوريا وليبيا
ولكن إذا كانت تلك هى الانجازات كما يراها "اوباما"  ، وأن الأوضاع اصبحت أفضل مما كانت عليه "، إلا أن الوضع الحالى الملتهب فى سوريا ، والفوضى فى ليبيا ، وتأزم الملف اللنووى الايرانى والعلاقات المتوترة مع روسيا ، تضع علامات استفهام كثيرة على سياسة "اوباما" الخارجية.
وأكدت المجلة أن جدول الأعمال الإيجابي للسياسة الخارجية فى عام 2008، اختفى ، ويبدو أن العالم  كان أكثر تشددا وصعوبة مما تصور واعتقد "اوباما" ،. وأشارت المجلة الى أن "اوباما" أدرك أن المواطنين في الشرق الأوسط ينتظرون تغييرا في السياسة الأمريكية، وليس تغييرا في القيادة الأميركية، كما تأكد أن أفغانستان  ما هى إلا حفرة واسعة من الرمال المتحركة ابتلعت الوقت والاهتمام، ناهيك عن حياة الأمريكيين والدولارات ، وبشأن تغير المناخ ومنع الانتشار النووي، والمساعدات الخارجية، ومحاكمة الارهابيين في المحاكم المدنية، وضع الجمهوريين في الكونجرس العديد من العقبات فى طريق "اوباما نحو انجازها.
  وإذا كان الرئيس قد غير نظرته الطموحة للعالم

، وحتى جمهوره. فإنه من البديهي أن الناخبين لا يهتمون بالسياسة الخارجية، لكنهم أيضا لا يشعرون بالرضا عن قدرة أميركا على جعل العالم مكانا أفضل.
 تراجع الامل فى الربيع العربى
ووفقا لآخر استطلاع قام به  مركز "بيو" للبحوث، انخفضت نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون أن الربيع العربي سوف يحمل الخير سواء بالنسبة للشعوب العربية أو بالنسبة للولايات المتحدة منذ الأيام العنيفة فى مطلع عام 2011 ، وتقريبا ثلثي المستطلعين يريدون من الولايات المتحدة أن تكون أقل انخراطا مما كانت عليه في تغييرات القيادات فى الشرق الاوسط " ، وهو ما يشير إلى رفض التدخل في سوريا ، وهناك أعداد متزايدة تريد أن ترى إجراءات أكثر صرامة على إيران والصين، في حين أن أغلبية كبيرة تؤيد سحب القوات من أفغانستان في أقرب وقت ممكن.
  التركة الثقيلة
فلا عجب أنه عندما يتحدث "أوباما" عن نجاحاته اليوم،  أنك لا تسمع أي شيء تقريبا عن جدول أعمال 2008 أو حتى عن معاهدة "ستارت" الجديدة للحد من الأسلحة النووية؟
هذا هو خطأه؟ ، بمعنى أنه أثار توقعات لا يستطيع تلبيتها. ولكن  يجب أن يتذكر الجميع أن  "أوباما" ورث تركة مثقلة سواء فى الداخل أو الخارج  ، فقد ورث حربين، والأزمة النووية الإيرانية، و" صين " أكثر حزما، وكان عليه أن يتعامل مع تطورات عنيفة في العالم العربي ، خرجت عن نطاق سيطرة واشنطن تماما .
وقالت المجلة إن الناخبين أصبحوا أكثر غضبا لتراجع قدرة أميركا جزئيا على تحديد ومواجهة ما يحدث في العالم.
 رومنى يستغل الموقف
ويسعى "رومني" لاستغلال هذا الخوف والغضب، وقد ركز وكلاء له بلا هوادة على سؤال عما إذا كان أوباما أرجع الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، فى ليبيا، إلى الإرهاب ، على الرغم من أن التقارير الإخبارية قالت فى بادئ الأمر أن البيت الأبيض برر الهجوم  فى البداية، بأنه رد فعل على شريط الفيديو المسىء للاسلام ،  كما يجادل "رومنى" بشأن مسألة أكثر أهمية بكثير ، هى ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة التدخل في ليبيا ، وما إذا كان البيت الأبيض يميل لاستخدام القوة لأغراض إنسانية متجاوزا أهداف الأمن القومي ، واتهم "رومني" الرئيس بالعمل ببطء شديد فى كلتا الحالتين.

وقد حاول "رومني" أيضا تسجيل نقاط فى ملف أفغانستان، وإيران، وسوريا، ولكنه تعثر، لأن وجهات نظره تكاد تكون متطابقة مع الرئيس، إلا أنه يصر على اتهام الرئيس بالفشل ، ووفقا لاستطلاع  مركز "بيو" فأن أوباما مازال متفوقا على "رومنى " فى السياسة الخارجية ب 4 نقاط.

وحتى وقت قريب، بدا واضحا أن هذه المناظرة النهائية من شأنها أن تعطي دفعة لترشيح "أوباما "، ولكن هذا لم يعد واضحا على الإطلاق، ومع ذلك فأن أفضل فرصة ل "أوباما" تكمن  ، بدلا من ذلك ،  في التحدث عن نجاحه فى تكييف السياسة الأمريكية مع العالم المتغير، وستخدام المؤسسات الدولية لتضخيم قوة الولايات المتحدة، ومساعدته في مخاض صعب جدا للديمقراطية في الشرق الشرق.