رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

و.بوست: سوريا فى الطريق لأفغانستان جديدة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حذر الكاتب الامريكى المعروف "ديفيد اجناتيوس" المهتم بشئون الشرق الاوسط من تحول سوريا إلى افغانستان جديدة.

وقال الكاتب فى مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية ان الولايات المتحدة وحلفاءها في سوريا يتحركون نحو برنامج دعم سري للمتمردين، وهو تكرار الى حد كبير لمثل ما فعلته أمريكا وأصدقائها في أفغانستان فى ثمانينات القرن الماضى.
ورأى الكاتب ان هناك أوجه تشابه كبيرة لما يجرى في سوريا حاليا، لما وقع في أفغانستان ، فضباط وكالة المخابرات المركزية الامريكية يعملون على الحدود السورية فى الأردن وتركيا، من اجل مساعدة المتمردين السنة لتحسين قيادتهم والسيطرة والانخراط في أنشطة أخرى، بينما تأتى الأسلحة للمتمردين من أطراف ثالثة.
ففي أفغانستان، جاءت معظم الاسلحة من الصين ومصر، وفي سوريا، يتم الشراء من السوق السوداء، ولكن الممول الرئيسي لحركات التمرد فى افغانستان وسوريا واحد وهو المملكة العربية السعودية، حتى أن هناك شخصية ملونة تتكرر قى الحالتين السورية والافغانية، وهو الأمير "بندر بن سلطان"، الذي شغل موقع السفير السعودي في واشنطن في ثمانينات القرن الماضى، حيث عمل هذا السفير على تمويل ودعم وكالة المخابرات المركزية الامريكية في أفغانستان، والآن، يعمل رئيسا للاستخبارات السعودية، ويتولى تشجيع العمليات التى يقوم بها المتمردون في سوريا.
وتساءل الكاتب  :" ماذا تشير هذه المقارنة التاريخية ؟ ! ...على الجانب الإيجابي، فأن المجاهدين الأفغان فازوا فى حربهم وتم الأطاحة في نهاية المطاف بالحكومة الروسية المحتلة بدعم الولايات المتحدة ، واعتبر ذلك انتصار لوكالة الاستخبارات الامريكية المركزية "CIA " ، ولكن على الجانب السلبى ، فأن افغانستان انجرفت الى عقود من الفوضى والتطرف الجهادي الذى لا يزال يهدد المنطقة بأكملها وحتى الولايات المتحدة.
وقال الكاتب ان ذلك يفسر النهج الحذر لإدارة الرئيس الامريكى "باراك أوباما"، فى التعامل مع الازمة السورية ، حيث ان الادارة تعلم مخاطر الوضع فى سوريا ، ومن هنا تتحرك بخطوات بطيئة ومحسوبة  لعدم وضوح الرؤية، وهو ما وصفه بعض النقاد بأنه نهج  فاتر وغير فعال.
وتساءل الكاتب :" ماذا يعلمنا التاريخ عن مثل هذه التدخلات التي قد تكون مفيدة في الحالة السورية؟ هنا عدة نقاط يجب أن تأخذ في الاعتبار لأن الحرب السرية ضد الرئيس السوري "بشار الأسد" نضجت.

● يجب على الولايات المتحدة أن تكون حذرة من دعم استراتيجية السعودية التي هي حتما تقوم على المصلحة الذاتية. فالسعوديون يفضلون ان يشن السنة الذين يعارضون الحكم الاستبدادي فى المملكة حربهم بعيدا عن السعودية،  ودمشق هى مكان أكثر أمنا  وبعدا عن الرياض.

● يجب على الولايات المتحدة توخي الحذر إزاء تبني ديناميكية بين السنة والشيعة في الحرب السورية. واذا كان الغضب ضد الشيعة وأسيادهم الإيرانيين دعامة مفيدة بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل ، في حشد المعارضة السنية ضد "الأسد"، الذي ينظر اليه والطائفة

العلوية التى ينتنمى إليها  كجزء من الهلال الشيعي ، فأن هذه المعركة محفوفة المخاطر، ويمكن ان تدمر العراق ولبنان وسوريا وتغرقهم جميعا في الجحيم. فالسعوديون يريدون قتال الشيعة ليس فى الداخل السعودى فقط وخاصة منطقة القطيف الشرقية ، بل في البحرين ، ومن هنا ينبغي على الولايات المتحدة ألا تؤيد العنصر الطائفي لهذا الصراع.

● يجب أن تعمل الولايات المتحدة على مساعدة عناصر أكثر عقلانية من المعارضة السورية والحد من نفوذ المتطرفين، فقد تم تجاهل هذه السياسة في أفغانستان، حيث سمحت الولايات المتحدة وباكستان (بمساعدة الأموال السعودية) بدعم المقاتلين المتطرفين - الذين خرجوا أكثر تطرفا وخطورة بعد الحرب. وهو ما تجنيه أمريكا من فوضى حاليا فى افغانستان  ، ويجب الا يتكرر ذلك مرة أخرى.

● وأخيرا، ينبغي على الولايات المتحدة ان تلعب بمهارة بورقة "القبلية" ، والتي قد تكون حاسمة في سوريا كما كان في العراق. فقد تعهد زعماء القبائل السورية بالانتقام من "الأسد"،  والدليل لقوة القبائل هو ان المناطق الريفية هى المحرك الاكبر للتمرد. فقد وضح فى العراق ان زعماء القبائل يمكن أن يكونوا أفضل ، من نمو تنظيم القاعدة وغيرهم من المتطرفين.
واضاف الكاتب : "ما هو مخيف هو تنظيم القاعدة يقاتل فى سوريا بالفعل ويتواجد بكثافة من خلال تسلل الخلايا من الموصل وأجزاء أخرى من شمال العراق عبر الحدود السورية العراقية".
ووفقا لمصادر استخبارات عربية فأن المعارضة السورية تواجه نفوذ تنظيم القاعدة المعارضة ، حيث تم  قتل مقاتل من تنظيم القاعدة يدعى "وليد البستاني"، الذي حاول إعلان "إمارة" في بلدة قرب الحدود مع لبنان.
وختم الكاتب بأن المتمردين الذين يقاتلون "الأسد" يستحقون دعما محدودا من الولايات المتحدة ، وعلى الادارة الامريكية ان تكون حذرة تماما، وحكيمة لأن الفوضى فى هذه المنطقة ستكون اعنف واخطر بكثير مما حدث فى افغانستنان.