رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جارديان: انتخابات أمريكا معركة على الرأسمالية

بارك اوباما
بارك اوباما

نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية مقالا للكاتب "ويل هوتون" تحت عنوان "الانتخابات الامريكية معركة حول مستقبل الرأسمالية".

وقال الكاتب ان الانتخابات الرئاسية الامريكية المقررة فى نوفمبر المقبل، هى صراع بين وجهتى نظر حول الرأسمالية، فقد اصبح الاقتصاد هو الملف الاهم فى المواجهة بين كل من الرئيس الديمقراطى "بارك اوباما" والمرشح الجمهورى المحتمل "ميت رومنى".
واشار الكاتب الى ان "اوباما" يؤمن بأن الرأسمالية هى نتاج مشاركة وتعاون القطاعين العام والخاص، ولا يمكن ان تعنى ان النجاح مرتبط بمبادرات الافراد.
وقال الرئيس "أوباما"، خلال حملته الانتخابية في ولاية فرجينيا ، في الأسبوع الماضي ان الانجازات التى تتحقق فى كل المجالات وتنعكس على واقع معيشة الانسان  ، ليست من نتاج شخص واحد ، فهناك تناغم بين الملكية الخاصة والعامة ، وعندما يبتكر احد فكرة ويسوقها ، فأنه يكسب من ورائها ، ولكن الاخرين يكسبون ايضا ، ولا يمكن ان يتخيل احد ان الرأسمالية لا تعنى النظرة الى العامة والمشاركة المجتمعية ، وهذا هو جوه الليبرالية الاجتماعية التى ارسى قواعدها  المفكر البريطاني العظيم " ليونارد هوبهاوس "،  .
واكد "اوباما" ان الثروات التى يجنيها الرأسماليون ، تأتى من خلال  تفاعل المجتمع،  وتحدث "اوباما" عما اسماه " رأس المال الاجتماعي المنظم ".  واشار الى ان الاستثمارات الحكومية، التى تمول عن طريق الضرائب التى يدفعها الاغنياء  ، هى الشرط المسبق لنجاح الرأسمالية.

وتحدث الكاتب عن الاوضاع التى تعيشها امريكا جاليا وتدهور الاقتصاد  وازمة الديون وافلاس البنوك ، وبطء الانتعاش الاقتصادى ، وكيف ان هذه الاوضاع اثارت القلق والتساؤلات حول كيفية استعادة الدينامية الاقتصادية الأميركية.
ولكن ترشيح "رومني" رجل الاعمال  في الانتخابات الرئاسية ادى الى احتدام النقاش بشأن الرأسمالية. فالمرشح  "رومني"، الذي كون ثروات  كبيرة من مجموعة "باين كابيتال"، (شركة الأسهم الخاصة الذي شارك في تأسيسها ويملكها ويديرها ) ، هو تجسيد للرأسمالية التي تهيمن عليها الهندسة المالية، وقد كان ذلك سببا فى سقوط "رومني" عندما تتحدى "تيد كينيدي" في سباق مجلس الشيوخ في ولاية "ماساشوستس" في عام 1994.  والديمقراطيون مصممون ان تصبح هزيمة

"رومنى "امام "اوباما" فى نوفمبر المقبل هى الهزيمة الثانية له لنفس السبب  .
واكد الكاتب ان فكر "رومنى" يقوم على  الكسب السريع ، بمعنى ان له منطق يقوم على اساس انه اذا كنت تمول شراء منزل من خلال أحد البنوك بنسبة  90٪ من السعر المطلوب، وانت تعلم ان قيمة البيت ستتضاعف بمعدل عشر امثال ، فلا مانع من الحصول على التمويل  . واضاف الكاتب ان "رومني" يريد  تطبيق نفس المنطق الذى لا يهتم بأن يكون توليد الثروة من خلال  انطلاق الشركات المبتكرة ولكن بشراء شركات قائمة.  وهذا المنطق الذى  اتبعته البنوك ، ادى  إلى الانهيار المالي في عام 2008.
وختم الكاتب مقاله  بأن الرئيس اوباما يؤمن بفكرة الرأسمالية الاجتماعية، وبالابتكار والابداع  ، الذى يقوم على اسس تضع اعبارات واولويات المجتمع فى حسابها ، بينما يعتمد "رومنى" على فكرة  اطلاق الفطاع الخاص  والاعتماد على النخبة ، لاحداث الطفرات الاقتصادية ، ومن المؤكد ان نتيجة الانتخابات الرئاسية ستحدد الى حد بعيد الى اين تتجه الرأسمالية ، خصوصا ان هناك اتهامات كثيرة للرأسمالية ، بأنها كانت وراء الازمات المالية التى تضرب العالم كله حاليا ،وحاصة اوروبا ، وكانت سببا فى خروج الالاف الى الشوارع فى اماكن متفرقة من العالم احتجاجا على الاوضاع المعيشيى وتزايد الهوة بين الفقراء والاغنياء بما فى ذلك فى امريكا نفسها .