رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إندبندنت: العسكرى يعيد الدولة البوليسية

بوابة الوفد الإلكترونية

تساءل الكاتب الشهير "باتريك كوكبورن" في مقاله اليوم بصحيفة "إندبندنت" البريطانية لماذا لم يسر الربيع العربي في اتجاهه الصحيح وبداية مرحلة صيف متوقع؟! فالتاريخ يذهب فى الاتجاه المعاكس، وتمسكت الحكومات العسكرية بالعودة إلى الحكم، وعادت الدولة البوليسية والجيش صاحب الامتيازات إلى العمل، لكن، نظرا لسخرية الشعب من الحكومة، فإنهم سيواجهون صعوبة فى تحقيق الاستقرار فى حكمهم.

وأشار الكاتب إلى أن ثمة مشكلة أساسية فى مصر الآن، وهى أن المجلس العسكرى ضحى بقائده حسنى مبارك من أجل تجنب تغيير جذرى وللحفاظ على سلطاته وامتيازاته، لكن هذا لم يصل أبدا إلى حد انقلاب عسكرى مثلما يتصور البعض.
ووصف كوكبورن المجلس العسكرى بأنه بروفيسور في الانتهازية والتلاعب الهادف من أجل بقاء الوضع الراهن على ماهو عليه، إلا أن هذا التشبيه يحمل قدرا من المبالغة بالتأكيد، فربما كان جنرالاته يأملون ذلك، لكنهم لم يستطيعوا التنبؤ بأن الانقسامات الذاتية لخصومهم ستؤدى إلى إعادة فى الانتخابات الرئاسية بين مرشحهم المفضل "أحمد شفيق" ومرشح الإخوان "محمد مرسى" بعد ماتم القضاء على القوى اليسارية والوسطية.
واعتقد كوكبورن أن المجلس العسكرى لعب بمهارة على أخطاء معارضيه، والحكومات السلطوية دائما ما تبرر قمعها بالقول إنه ضرورى لمنع الفوضى، ولذا حرص المجلس العسكرى على التأكد من تعامل وسائل الإعلام الحكومية على إشاعة أجواء عدم الاستقرار الاقتصادى وعدم الأمن، واستخدامها بنجاح لتشويه الاحتجاجات وخلق الحنين للنظام القديم.
وأضافت كوكبورن قائلاً: إن الأسبوع الماضي كان يمثل اللحظة الحاسمة فى زوال ثورة مصر العظيمة، حيث قام المجلس العسكري بحل البرلمان المنتخب ديمقراطيا وقلص صلاحيات الرئيس لصالحه، وأعاد السلطة القديمة لقوات الأمن، وفي النهاية أصبح غير معلوم ما إذا كان الجنرالات سيذهبون فى خطوة أخرى ويجعلون نتائج الانتخابات الرئاسية فى صالح مرشحهم "أحمد شفيق" بدلا

من الدكتور "محمد مرسي"، مرشح جماعة الإخوان المسلمين.
وتابع الكاتب قائلاً: ليست مصر البلد الوحيد الذى تنتصر فيه الثورة المضادة، ففى دول الربيع العربي الأخرى أخُمد نيران الربيع العربى ولا يلتفت العالم كثيرا لذلك، حيث أن الهزيمة ليست كلية، فالعرب لم يعودوا إلى الوضع الذى كانوا عليه قبل ثورات الربيع العربى، بل عادوا إلى تكرار للصراع على السلطة الذى عصف بكثير من دول المنطقة فى الخمسينيات والستينيات.
واستنكر الكاتب نسيان جماعة الإخوان المسلمين العوامل والأهداف التي قامت من أجلها الثورة واهتموا بلحظة الانتصار عقب الإطاحة بمبارك، فعلى الرغم من أنها كانت متعاونة دائما مع حلفائها الجدد، إلا أنها تصرفت وكأن المستقبل لها بلا شك، وتجاهلت أن الجيش لا يزال ممسكا بمعظم أدوات السلطة.
وأضاف الكاتب أنه بالرغم من أن دورها قد تم التركيز عليه فى الخارج، إلا أنهم كانوا حاسمين فى السيطرة على مقومات الثورة فى مصر، وبمشاركة الإعلام الأجنبى، عملوا على تطمين الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية والغربية الأخرى على أن بإمكانهم التعايش مع الثورة المصرية.
ويرى الكاتب أن الإخوان الذين أفرطوا الثقة فى أنفسهم نسوا وعودهم بعدم السيطرة على البرلمان أو خوض انتخابات الرئاسة.