إندبندنت: أزمة سوريا اختبار حقيقى لقوة تركيا

أكدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية اليوم السبت أن تركيا تواجه أول اختبار حقيقي لها كقوة إقليمية وذلك في مواجهتها للأزمة السورية وهو الامر التي فشلت فيه حتى الآن.

وأضافت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني ، أنه ربما يكون الجانب الأكثر إثارة للدهشة في هذا المأزق هو فشل تركيا في التصرف على نحو فعال خلال الأزمة السورية وذلك على الرغم من الحدود المشتركة بينها ودمشق ، فضلا عن العلاقات الجيدة التى كانت تجمع بين البلدين في السابق خصوصا مع الرئيس السوري بشار الأسد الأمر الذي ساعد في فرض هيمنة البضائع التركية على السوق السورية قبل عام 2011.
ودللت الصحيفة على أن الوقت الحالى يمثل اختبارا حقيقا لتركيا لتصرفها حيال الأزمة السورية بالقول "إنه باعتبار أن تركيا قوة اقليمية ونظرا لفشلها المتكرر فى إيجاد حل لهذه الأزمة حتى الان ، فيتعين عليها المشاركة فى أى قرارات مستقبلية لحل الأزمة السورية وذلك بوصفها واحدة من جيران سوريا القادرة على ممارسة بسط نفوذها عليها".
وأوضحت الصحيفة انه في بداية الثورة السورية والتي بدأت منذ ما يقرب من 15 شهرا كانت

الحكومة التركية في وضع جيد يؤهلها للقيام بدور همزة الوصل بين الحكومة السورية والمعارضة ، ولكن خطابات رئيس الوزراء التركي رجب طيب رجب أردوغان والتي مدحت الثورة السورية ووصفتها بصعود "العثمانيين الجدد" والضغوط القوية التي مارستها الحكومة التركية ضد دمشق أدى الى فشلها في البقاء في دور الوسيط.
ورأت الصحيفة أنه لايزال هناك وقت لتركيا لاستعادة المبادرة مرة أخرى وذلك باستعادة دورها الإقليمي ، مشيرة في الوقت ذاته انه سيكون من الصعب في هذه المرحلة تخفيف قبضة النظام السوري ودفعها خارج السلطة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن على المجتمع الدولي القيام بأمور كثيرة ومنها إنشاء ممرات إنسانية لتخفيف معاناة السكان المدنيين في سوريا ، وأن الأمر متروك لأنقرة لأخذ زمام المبادرة مرة أخرى.