عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ك.مونيتور: الحصاد المر لميدان التحرير

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية انه قبل عام من الآن، خرجت الحشود الى ميدان التحرير وسط القاهرة للمطالبة بإقالة "أحمد شفيق" رئيس الوزراء المصرى آنذاك، ولم يكن أمام المجلس العسكرى الحاكم إلا الاستجابة لمطلب المحتجين، الذين أصروا على رحيل أى شخص ينتمى للنظام البائد بقيادة الرئيس السابق حسنى مبارك، والآن عاد "شفيق" ليطل مرة أخرى على ميدان التحرير، حيث اصبح احد فرسى رهان فى جولة الاعادة لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة الشهر الجارى، وهو ما لم يرض الكثيرين الذين خرجوا اليوم الى الميدان للتعبير عن رفضهم لـ "شفيق" ".

واوضحت الصحيفة فى مقال تحت عنوان "الحصاد المر لميدان التحرير"، ان البعض يرى فى "شفيق" انه القادر على اعادة الاستقرار والامن المفقود، فى حين يرى آخرون انه يمثل اعادة انتاج للنظام القديم، فى الوقت نفسه يرى البعض ان المرشح المنافس "محمد مرسى" ، هو ايضا سيكون تكرار لنموذج هيمنة الحزب الواحد ، باعتباره ينتمى لجماعة الاخوان المسلمين التى تهيمن على الساحة السياسية حاليا، ومن هنا يرى العديد من المصريين انه لا يجب التصويت لأى من المرشحين . ونقلت الصحيفة عن "رامى محمود " احد المتظاهرين فى الميدان قوله:" هذه النتيجة التى وصلنا اليها ليس هى ما تمنيناه ومتنا من اجله فى الميدان العام الماضى، ولذلك عدنا الى الميدان للتعبير عن رفضنا لنتائج الانتخابات ".
وقالت الصحيفة ان الانتفاضة الشعبية التى  اطاحت بالرئيس "مبارك" العام الماضي، لم تسقط النظام القمعي الذي بناه المتمثل فى  جهاز الأمن التعسفي ، ووسائل الاعلام الحكومية المتلاعبة، وغيرها من مظاهر الفساد الادارى التى لا تازال قائمة ، حيث ان المجلس العسكرى الذى تولى السلطة من بعده ، لم يقم بأى تغيير فى البنية المؤسسية للدولة وظل كل شىء على حاله. واشارت الصحيفة الى ان الملايين من المصريين الذين تدفقوا على الشوارع للمطالبة بالتغيير اجلوا احلامهم حتى يمكن انتخاب رئيس ووضع دستور جديد، ولكن خلال عام ونصف، لم يتم وضع دستور مكتوب حتى الآن، و"شفيق" هو المرشح للرئاسة.  ومن يسعون إلى التغيير الحقيقي في مصر يرون ان الامل ضعيف في الرجل الذي كان جزءا من النظام القديم، وخصوصا مع عدم وجود دستور لتحديد صلاحياته. ومن جانب آخر يرى البعض فى "محمد مرسى " تهديدا مختلفا، حيث ان انتخابه رئيسا ، يعنى سيطرة جماعة الاخوان المسلمين وحزبها السياسى " الحرية والعدالة"  على اجنحة السلطة التشريعية والتنفيذية ، وهو ما يعنى تركيز السلطة فى يد حزب واحد كما كان فى عهد

"مبارك" . وهناك من يتخوف من اقامة الدولة الدينية ، ونقلت الصحيفة عن "عادل شوقى" ( سائق تاكسى ) قوله :" انا لا يمكن ان اصوت لـ "مرسى" ، لأن رئيس الدولة سيكون المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين  " محمد بديع"،  فى هذه الحالة وليس "مرسى ".
واكدت الصحيفة انه رغم الوعود التى قطعها " مرسى " على نفسه ومنها تشكيل حكومة أئتلافية بقيادة شخص من خارج الاخوان المسلمين ، وعدم تقييد حقوق المرأة والاقباط ، وتعيين نواب للرئيس من اقليات وقوى سياسية اخرى ، وغيرها من المحاولات الهادفة لطأنة وتهدئة مخاوف البعض من التشدد الدينى والاستحواذ الاخوانى على السلطة ، الا ان هناك حالة من عدم الثقة فى هذه الوعود ، حيث ان الجماعة تراجعت عن معظم الوعود التى قطعتها على نفسها من قبل ، ومنها عدم خوض انتخابات الرئاسة ، وعدم الاستحواذ على لجنة صياغة الدستور . ونقلت الصحيفة عن "مايكل حنا" الباحث فى "مؤسسة القرن" ب "نيويورك" قوله :" انه فى حالة فوز "شفيق" او "مرسى" فى الانتخابات ، فأنه من الصعب ابعاد المؤسسة العسكرية عن السياسة ، وهذا هو الهدف الاول للثورة ". واصاف :" ان "شفيق" كرجل عسكرى ، لن يستطيع مواجهة الجنرالات ، الذين سيسعون للابقاء على نفوذهم السياسى بعد تسليم السلطة للرئيس المنتخب ، وفى نفس الوقت فأن فوز "مرسى" ، سيجعل المؤسسة العسكرية تزداد شراسة من اجل مزيد من النفوذ السياسى ، لاحداث توازن مع قوة الاسلام السياسى الناشئة ، اى ان المؤسسة العسكرية باقية فى كلتا الاحوال، وهو ما لم يتخيله المصريون الذين هبوا لخلع "مبارك" العام الماضى .