رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة ضد بيشوى لدعوته المسيحيات للحشمة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان "المرأة المصرية لديها ما يكفيها لأن يطلب منه مزيد من الحشمة"، نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية اليوم مقالا للكاتبة المسيحية المصرية "مارى تادروس" أشارت فيه إلى أنه في ظل ما تتعرض له المرأة المصرية بشكل عام سواء المسلمة أو المسيحية من مضابقات وتحرش فى الشارع ، فى ظل غياب الأمن والفوضى، تصاعدت الدعوات إلى أن تسلك المرأة المسيحية مسلك نظيرتها المسلمة فى مزيد من التحشم وارتداء غطاء الرأس، وكانت أهم تلك الدعوات التى أطلقها الأنبا "بيشوى" المرشح لخلافة البابا شنودة فى رئاسة الكنيسة الارثوذكسية، والتى أثارت جدلا واسعا بين السيدات المسيحيات. وقالت الكاتبة إنه بينما تتركز الانظار على الانتخابات الرئاسية، تتراجع حقوق المرأة الى الوراء، حيث تتعرض السيدات المسلمات والمسيحيات اللاتى لا ترتدين الحجاب أو غطاء الرأس وترتدين الملابس القصيرة لمزيد من المضايقات فى الشارع، التى تتراوح بين الشتائم والبصق والاعتداء الجسدى فى بعض الأحيان - حسب ما قالت الكاتبة.

وأضافت الكاتبة أنها التقت بسيدات فى منطقة "مؤسسة الزكاة" بحى "المرج" فى القاهرة، وأخبرنها بأنهن كرهن النزول الى الشارع، وأنهن لا يمكن ان ينزلن إلى الشارع إلا فى صحبة الأزواج أو الأبناء الكبار، بعد أن كن فى الماضى يخطرن فقط أزواجهن بأنهن سيتوجهن إلى الكوافير مثلا أو زيارة الوالدين او التوجه إلى أى مكان بحرية ودون خوف، بينما حاليا لا يمكن النزول بسهولة بعد غياب الشمس.
ونقلت الكاتبة بعض الوقائع على لسان السيدات اللاتى التقت بهن سواء مسلمات أو مسيحيات، والتى تترواح بين عمليات تهديد وخطف حقائب وتحرش واعتداءات فى الشارع، وغيرها من مظاهر التضييق على المرأة، خصوصا تلك التى ترتدى ملابس قصيرة أو لا تغطى رأسها. وقالت الكاتبة إن المعارك السياسية ليس فقط حول من يحكم مصر وتلك التي تخاض حول المقاعد الرئاسية والبرلمانية، ولكن أيضا حول من يستطيع أن يدعي المزيد من السيطرة على جسد المرأة.  فلنأخذ على سبيل المثال الأنبا "بيشوي"، احد المرشحين للمقعد البابوي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذى قال فى إحدى المناسبات الدينية التى حضرها مسئولون وسياسيون كبار من بيهم محافظ دمياط "إنه يجب على المرأة المسيحية أن ترتدى ملابس معتدلة مثل إخواتها المسلمات ويجب ان تحذو حذوهن".
وفي ضوء حقيقة أن الحجاب حاليا أصبح هو السمة الغالبة بين السيدات المسلمات، فإن كلام الأنبا "بيشوى" لا يعني سوى أنه يرغب فى أن تغطى النساء المسيحيات شعورهن أيضا.  كما أن العديد من النساء المسيحيات يسمعن حديثا شائعا هذه الأيام وهو أن السيدة "مريم" كانت ترتدى "الطرحة"، فلماذا لاتكون قدوة للجميع.
وقد أثار هذا الامر غضب العديد من النساء القبطيات، خصوصا فى ظل ما تواجهه المرأة بشكل عام حاليا من عداء سواء

من الاسلاميين او الحكومة وما يتعرض له المسيحيون – على حد وصف الكاتبة - من حملة ضارية  من المشاعر المناهضة لهم فى الحياة اليومية .
وعندما يأتى حديث من سلطة رفيعة المستوى في الكنيسة القبطية ، مثل "بيشوى" ، فإن هذا كثير جدا.  وتساءلت الكاتبة لماذا يصدر "بيشوي" مثل هذا الكلام؟ واجابت ان الهدف هو  الظهور امام المسلمين يأنه مستعد للامتثال لقواعد اللباس بالنسبة للمرأة.
وللتعبير عن معارضتهم لاستغلالهم سياسيا بواسطة "بيشوي" لأغراضه السياسية الخاصة، نظم نحو 50 امرأة مسيحية احتجاجا في البطريركية القبطية في العباسية في 18 مايو، وشارك معهم رجال فى الاحتجاج .
وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث لمصر أن تحتج المرأة المسيحية القبطية ضد عضوا من رجال الدين.
كما انها المرة الأولى التي تحتج فيها  بشكل جماعي وترفع صوتها للمطالبة بحقوقها  كمرأة مسيحية. الا ان الاحتجاجات لم تكن مقبولة من  جميع المسيحيين، حيث رأى البعض انه لا ضرر فى ارتداء زى معتدل  ، وهناك من قال ، "لماذا الهجوم على الكنيسة الآن"؟ وقال فريق آخر  "إنه رغم تعاطفهم  تماما مع قضية المحتجات، الا ان التوقيت ليس مناسبا".  وقالت الكاتبة انها باعتبارها واحدة من منظمي هذا الاحتجاج، حاولت أن تشرح لماذا لا يمكن أن تنتظر. حيث قالت "أنه إذا كان هناك حديث حاليا عن  زى معتدل  ، فغدا سيكون هناك المزيد من الضغوط من اجل  ارتداء الحجاب، وبعدها  سيكون الحظر المفروض اجتماعيا على ارتداء البنطلون، وبعدها يتم  فرض حظر على حرية المرأة في التنقل، وشيئا فشيئا، يتم الدعوة الى جلوس المرأة فى المنزل وعدم خروجها .
وقالت الكاتبة :" إننا  كسيدات قبطيات مصريات، لن نسمح باستخدام أنفسنا كرهائن من قبل أي زعيم داخل الكنيسة أو خارجها لتحقيق أغراضه السياسية الخاصة".