رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معاريف: رئيس مصر القادم سيصطدم بالجيش

بوابة الوفد الإلكترونية

توقعت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الرئيس القادم لمصر سيصطدم بالجيش بسبب عدم رغبة الجنرالات التخلي عن المصالح الاقتصادية التي تحقق لهم أرباحاً كبيرة، بدءا من إنتاج السلاح حتى المواقع السياحية، مشيرة إلى أن الجيش يسيطر على قرابة 40% من اقتصاد مصر، وبالتالي من الصعب أن يتخلى عن تلك الميزة.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس المنتخب سواء كان إسلامياً أو علمانياً أو من الفلول، سيضطر للتكيف مع مختلف الجماهير بما في ذلك الإسلاميون الذين يطالبون بتطبيق قوانين الشريعة، والأقلية المسيحية القبطية القلقة والنقابات العمالية القوية في الدولة، إلا أن كل هذه الفئات تتقزم أمام الجيش الذي يعتبر مصدراً لقوة كل زعماء مصر الحديثة، والمؤسسة المبجلة التي استطاعت عبور الفترة الانتقالية بين الثورة التي أطاحت بنظام "مبارك" والانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم.
وتابعت الصحيفة أن أحد العناصر الرئيسية التي ستشكل صورة الديمقراطية الوليدة بمصر هي الطريقة التي سيتعامل بها الرئيس القادم مع الجيش، والتحدي الماثل أمامه فيما يتعلق بالمنظومة المالية المعقدة والسرية للجيش.
وأضافت الصحيفة أن بعض المرشحين المتصدرين في المعركة الانتخابية، وعلى رأسهم "عمرو موسى" العلماني والمرشح الإسلامي المستقل "عبد المنعم أبو الفتوح" ومرشح حزب الحرية والعدالة "محمد مرسي" يبدون حتى الآن استعدادهم للوقوف علانية أمام أقوى هيئة بالدولة وهي الجيش.
وأردفت الصحيفة الإسرائيلية أن جنرالات المجلس العسكري أوضحوا جيداً أنهم لا يعتزمون التخلي عن المشروعات الربحية للجيش، بدء من تصنيع السلاح ومرورا بمواقع الاستجمام والسياحة، والتي تحقق لهم أرباح طائلة مع سيطرتهم على 40% من اقتصاد مصر. 
ورأت الصحيفة أنه في مثل هذه الأجواء سيجد الرئيس المدني المنتخب نفسه أمام مراهنة مستحيلة: الصدام مع الجيش الضارب بجذوره في الساحة السياسية وضعضعة سيطرته على الدولة أو السماح للجيش بمواصلة القيام بدوره كملك الملوك الأبدي للسياسة المصرية.
وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من أن "موسى" و"أبو الفتوح" و"مرسي" أكدوا أنهم

يتوقعون فرض رقابة محدودة على ميزانية الأمن من قبل لجنة خاصة بالبرلمان، إلا أن مجلس الشعب لازال ضعيفاً أمام المجلس العسكري، والذي عمل دائماً بمثابة "الصندوق الأسود" وميزانيته منفصلة عن الميزانية العامة للدولة.
وأضافت الصحيفة أن "أبو الفتوح"، المرشح الإسلامي المعتدل، كان الأكثر صرامة بين المرشحين المتصدرين ودعا لوضع حد لمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وقال إنه سيحتفظ لنفسه بالحق في تعيين وزير دفاع من خارج الجيش، في حين يمتنع "موسى" عن توجيه انتقاد علني لحكم العسكر أو أنشطة الجيش الاقتصادية. 
وأشارت الصحيفة إلى أن "مبارك"، رغم ماضيه العسكري، جعل نفسه رئيساً قوياً شبه مستقل وانتصر في شبكة العلاقات المعقدة مع الجيش، حيث استطاع "مبارك" تحجيم قوة الجيش عن طريق خلق دولة بوليسية وصل فيها تعداد الأمن المركزي إلى قرابة 400 ألف بينما يصل حجم الجيش إلى 350 ألف جندي وضابط.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس المنتخب الآن بدون دعم أجهزة الأمن الداخلي المباركية سيجد صعوبة في العمل السياسي ضد الجيش، ونقلت عن المؤرخ الأمريكي الشهير "روبرت سبرينجبورج"، الخبير في شئون الجيش المصري، قوله بأن: "البرلمان ضعيف ومنظومة القضاء أضعفت. وداخل الدولة ذاتها لا يوجد حلفاء للرئيس يمكنه الاعتماد عليهم للدخول في صدام مع الجيش".