رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المناظرة شمعة فى ظلام الفترة الانتقالية

بوابة الوفد الإلكترونية

رأت صحف بريطانية وأمريكية أن المناظرة التي تمت أمس الخميس بين المرشحين الأبرز في الانتخابات الرئاسية المصرية الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبوالفتوح، تشير إلى التغيير الجذري الذي تعيشه مصر بعد الثورة، وأنها مشهد نادر في المنطقة وكان مستبعدا قبل الثورات العربية، مشيرة إلى أنها الشمعة التي تضيء ظلام الفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد، خاصة أنها أول مرة في تاريخ مصر الحديث تعقد مثل هذه المناظرة، التي شاهدها ملايين المصريين، إلا أن الانتقادات وجهت لها باعتبارها وسيلة لجمع المال، أكثر منها مناسبة تاريخية.

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن ملايين المصريين شاهدوا أول مناظرة رئاسية في تاريخ مصر الحديث ليلة الخميس بين المرشحين الأبرز في الانتخابات الرئاسية عمرو موسى، وعبد المنعم أبو الفتوح، وأخذ كلا المرشحين لإظهار مؤهلاته على حساب الآخر، فقد سعى موسى الليبرالي للنيل من عضوية أبو الفتوح في جماعة الإخوان المسلمين، بينما سعى أبو الفتوح من النيل موسى من علاقات موسى بنظام مبارك عدة مرات.


وتابعت: إنه طلب من المرشحين مجموعة واسعة من المسائل على مدى أربع ساعات ونصف من النقاش، بدءا من العلاقة مع المجلس العسكري الحاكم، وحقوق الأقليات وتطبيق الشريعة الاسلامية، وأحضر موسى عدة مرات الشريعة كثيرة من أجل مهاجمة أبو الفتوح، الذي انقاد في النهاية للإذعان بأنه لم ينو فعلا تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية، رغم انه قال إن تطبيقها لن يتعارض مع الحريات المدنية ولا حقوق غير المسلمين، وأضاف: "ليس هناك ازدواجية بين الدين والمواطنة والدولة أو الدستور... طبيعة الإسلام هو أنه ينظر لمصلحة الناس، وعندما نبحث عن مصالحهم، فهذا يعد متطابقا مع الشريعة الإسلامية".
من جانبه موسى نأى بنفسه عن الرئيس مبارك ونظامه، قائلا: "عندما سقط النظام، لم أكن واحدا منهم.. غادرت قبل عشر سنوات".


وبثت المناقشة في وقت واحد على اثنين من قنوات فضائية تابعة لرجال الأعمال المصريين البارزين، نجيب ساويرس، وأحمد بهجت، ولم تبث على التليفزيون الوطني، وكانت بفواصل إعلانية، الأمر الذي أدى إلى انتقادات حادة من أنها كانت بهدف كسب المال بقدر أكبر مما أنها مناسبة تاريخية.


أما صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"

الأمريكية فقالت إن ملايين المصريين تجمعوا للاحتفال بأول ملحمة سياسية نحو الديمقراطية الجديدة، حيث اشتبك المرشحان الرئيسيان، موسى أبو الفتوح، في تبادل التي كان من الخيال رؤيته خلال فترة حكم مبارك التي استمرت 30 عاما، فقد كان مثل هذا المشهد لحظة نادرة في المنطقة قبل الثورات العربية.


ونقلت الصحيفة عن أشرف جاد الله، وهو محام قوله: "لم أكن أتصور نفسي أعيش لرؤية يوم مناظرة رئاسية مباشرة.. فهذا شيء إيجابي وسط كآبة وضعنا السياسي".


سعى موسى لتصوير نفسه في المناظرة على أنه الدبلوماسي المحنك القادر على استعادة الاستقرار، واتخذ أبو الفتوح لهجة الإسلامي المعتدل المنسجم مع المثل العليا للثورة، ووافق كل من المرشحين على أن يسترشد الدستور بالشريعة الإسلامية، لكن موسى شدد على ضرورة حماية حقوق المسيحيين والأقليات الأخرى، وأنه لا ينبغي أن يؤثر الدين على السياسات العامة في مجالات التعليم والاقتصاد.


وأوضحت الصحيفة أن موسى وأبو الفتوح وقفا جنبا إلى جنب على المنصة مع مساحة ضيقة بينهما، أبو الفتوح كان يحدق مباشرة في كثير من الأحيان في موسى، الذي بدا أكثر استرخاء، وزادت سخونة تبادلاتهما في بعض الأحيان، سحر بالنسبة للملايين من المشاهدين الذين كانوا معتادين على مدى عقود لمبارك رتيبة وبلا منازع.


وقال أحمد رفيق، وهو مهندس يشاهد المناظرة: "موسى اليوم يظهر أنه رجل دولة حقيقي لديه ما يلزم لإعادة بناء مصر.. ليس هناك الانتماء الديني لأي شخص إنه يريد الخير للأمة".