رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جارديان: مستقبل غامض ليهود تونس

بوابة الوفد الإلكترونية

تساءلت صحيفة "جارديان" البرطانية عن مستقبل يهود تونس، قائلة إنه رغم ترحيب السلطات التونسية بمجىء الحجاج اليهود إلى تونس من الخارج للمشاركة فى احتفالات معبد" الغريبة" السنوية، إلا أنه فى واقع الأمر لم يكن ترحيبا دافئا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الثورة فى تونس العام الماضى، كان السؤال الأبرز فى أذهان المراقبين فى الخارج هو آثار التغيرات فى البلاد على وضع الأقليات الدينية، وربما أن خصوصية السؤال أخذت أهميتها كون تونس ينظر إليها حاليا على أنها النموذج لدول الربيع العربى الأخرى التى تمر بمرحلة التحول السياسى.
وقالت الصحيفة إن تونس هى موطن لواحد من أقدم مجتمعات الشتات البهودى والذى يعود تاريخها إلى أكثر من ألفى عام .
فيهود تونس لهم عاداتهم وتقاليدهم الثرية التى تطورت عبر السنوات التى عاشوا فيها فى تونس، والتى لم تعد تمارس فى كثير من المجتمعات اليهودية فى بلدان أخرى أو تلك التى اندثرت تماما. وقبل الاستقلال عن فرنسا عام 1956، كان عدد اليهود فى تونس اكثر من 100 الف شخص، وحاليا أصبح العدد لا يتجاوز 2000 شخص يتمركزون فى جزيرة " جربة" فى الجنوب . ويحتفل يهود تونس أمس الاربعاء واليوم بإحياء ذكرى وفاة "شيمون بار يوعاى" حاخام القرن الثانى الذى كتب النص الدينى الشهير المعروف بـ"زوهار".
وقبل الثورة كانت هذه المناسبة التى تعرف بـ"هيلولا" تجذب 10 آلاف زائر من الخارج سنويا، وكانت بمثابة مقياس ومؤشر على توقعات موسم السياحة الجديد فى البلاد، وفى العام الماضى تم إلغاء الاحتفالات حيث إن التوقيت كان متزامنا مع أحداث الثورة الشعبية .
وقالت الصحيفة إن الحكومة الجديدة التى تم انتخابها فى أكتوبر الماضى ويسطر عليها حزب النهضة الإسلامى، أكدت فى أكثر من مناسبة على اهتمامها بالسياحة، وقال رئيس الحكومة" حمادى الجبالى" خلال المؤتمر الدولى للسياحة العالمية الذى عقد فى المانيا مؤخرا، إن تونس تفخر بأن يكون لديها حجاج يهود يزورون معبد الغريبة.
وأضاف أن الحدث سيقام بشكل طبيعى كما كان يقام فى الماضى، حيث تسعى الحكومة للترويج للسياحة فى المناطق الجنوبية من البلاد، كما زار الرئيس التونسى "منصف المرزوقى" معبد "الغريبة" فى عيد الفصح، والذى تناسب هذا العام مع الذكرى العاشرة لمقتل 21سائحًا أوروبيا فى "جربة" على أيدى تنظيم القاعدة، وارتدى "المرزوقى" قبعة اليهود، واكد خلال الزيارة ان يهود تونس جزء لا يتجزأ من الشعب التونسى، وانه لا يقبل العنف او التخريب ضد المنشآت اليهودية او اليهود

وممتلكاتهم ومزاراتهم المقدسة.
ورغم هذه الزيارة الاستثنائية ، الا انها خلت من اى ممثلين لحزب النهضة الاسلامى صاحب القوة السياسية الاكبر فى البلاد ، ورغم التصريحات المطمئنة تجاه اليهود وحمايتهم من قبل زعيم الحزب "راشد العنوشى" ، الا ان هناك رموز اخرى من قيادات الحزب لازالت تحمل عداء تجاه يهود تونس ، وهو نفس الموقف الذى يحمله السلفيون . وخلا ل الاسبوع الماضى قالت "بسمة جبالى" عضو البرلمان التونسى ، من حزب النهضة وومثله دائرة انتخابية تضم جزيرة "جربة"، خلال مناقشات فى البرلمان ان عمليات الشراء الكبيرة للاراضى من قبل يهود جربة يمكن ان تحول الجزيرة الى فلسطين ثانية .
وقالت الصحيفة ان العديد من الحجاج الذين اعتادوا المشاركة فى احتفالات "الغريبة" ، رفضوا الذهاب هذه العام ، كما ان بعضهم لم  يتحركوا بشكل جماعى خوفا من اى احتكاكات . وربما ذلك ما دفع "روجر البزموت" رئيس الجالية اليهودية التونسية الى القيام بحملة ضد ما اسماه "الحدث العادى" وهو الحملة التى تشنها جماعات اسلامية متشددة للدعوة الى قتل اليهود ، ومع ذلك اكد "البزموت" ان سيشارك فى احتفالات العام الحالى ، حيث من المتوقع ان يحضر الرئيس "المرزوقى" وعدد من الوزراء ، ولكن لا يمكن لليهود ان ينظموا حدثا كبيرا نظرا للظروف الحالية .
وختمت الصحيفة بأن حضور عدد كبير من الحجاج اليهود الزائرين للمناسبة وانتهائها بسلام ، سيكون دليلا على الرغبة الحقيقية لحزب النهضة فى اقامة دولة مدنية متسامحة  والنهوض بالسياحة ، ورغم ذلك فأنه لا يمكن التسليم بسهولة بأن تونس اصبحت دولة مدنية وان اليهود فى مأمن.