عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وفد مصر وقف بين يدى عبدالله طالباً السماح

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت صحيفة "الجارديان" إن السعودية ظلت طوال الأشهر الماضية فى حالة من القلق والتوتر من انتقال حمى الثورة من جارتها مصر اليها، وهو الشعور الذى لم يكن مقتصرا على الاسرة الحاكمة فى المملكة فقط بل فى دول الخليج بصفة عامة.

وأشارت الصحيقة الى ان المصريين الذين استعادوا كرامتهم وشعورهم بالعزة بعد الثورة، انتفضوا ضد المملكة التى اعتبروها من وجهة نظرهم تهدر كرامة المصريين، فى قضية المحامى المقبوض عليه، سواء كان هذا الشعور صادقا ام لا.
واذا كان المصريون لا يرضون بالاهانة والمعاملة السيئة، فإن السعودية لا زال لديها الاسلحة التى تستخدمها ضد مصر، حتى بعد رحيل حليفها "مبارك" لعل اهمها سلاح المال، فقد سحبت المملكة سفيرها فى مصر وأغلقت السفارة، واوقفت التأشيرات للمصريين وبالطبع توقفت اى خطط لامداد مصر بمساعدات مالية، ومما لاشك فيه ان السعودية تعلم جيدا نقطة ضعف مصر فى هذه المرحلة، حيث يعانى الاقتصاد، والدليل ان وفدا برلمانيا شعبيا رفيع المستوى بقيادة رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشورى وشخصيات سياسية ودينية أخرى بارزة ترك القاهرة وهى تشتعل فى ميدان العياسية، حيث المواجهة بين المتظاهرين والمجلس العسكرى، وغادر الى السعودية للوقوف بين أيدى الملك "عبدالله" طالبا العفو والسماح عما بدر من المتظاهرين أمام السفارة فى القاهرة الذين حاولوا حرق العلم السعودى وإهانة الملك.
ورأت الجادريان البريطانية أن الأزمة الأخيرة بين السعودية ومصر، لم تكن نتيجة الأحداث الاخيرة التى تفجرت بعد اعتقال محام مصرى فى المملكة وما تبعه من مظاهرات واحتجاجات مصرية أمام السفارة السعودية فى القاهرة والشعارات المناهضة للمملكة والعاهل السعودى، وحرب الإعلام بين البلدين التى انتهت الى سحب السفير السعودى واغلاق السفارة.
وأضافت:"إن الازمة مشتعلة منذ قيام الثورة المصرية العام الماضى، وبالتحديد منذ وضع الرئيس السابق "حسنى مبارك" فى القفص ومحاكمته، وفشل المملكة فى اقناع السلطات المصرية بالتخلى عن محاكمته.
ورغم أن الزيارة نجحت فى عودة السفير الى القاهرة وتهدئة العاصفة، الا ان الانتقادات لا زالت مستمرة للزيارة حتى ان البعض وصف الوفد الزائر بالمتذللين أو وفد العار.
واكدت الصحيفة ان الدراما الكاملة للعاصفة التى مرت بها العلاقات المصرية السعودية،  تكشف امرين مهمين حول علاقة مصر بالسعودية وبدول الخليج الاخرى، وهما ان القبض على المحامى المصرى اشعل عند المصريين شعورهم القديم والدائم بالذل والمعاملة السيئة التى يتلقونها فى الخليج خصوصا فى ظل نظام الكفيل للعمالة المصرية، حيث يعمل اكثر من 2 مليون مصرى فى السعودية بهذ النظام المذل، فقد خرج المصريون الى الشوارع دفاعا عن العزة والكرامة، بعد سنوات من الخزى والذل فى عهد "مبارك"، الامر الثانى هو حالة القلق لدى السعودية مما يحدث

فى مصر منذ العام الماضى والخوف من انتقال العدوى الى المملكة، واذا كانت السعودية وغيرها من دول الخليج غير مرتاحة مما يجرى حاليا بالقرب من حدودها الغربية، الا انها لاتريد ان تكون بعيدة عن مصر وألا تتخلى عن نفوذها هناك، ومن اجل ذلك لجأت الى سلاح المال بعد ان فقدت الحليف "مبارك" ، وذلك سواء للتيارات الاسلامية السلفية وغيرها التى تتبنى النهج السعودى السنى فى مصر، او للحكومة للمصرية ايا كان انتماؤها، وترى السعودية ان المال هو الضامن لعدم وجود حكومة معادية للمملكة فى مصر.
وقالت الصحيفة ان سحب السفير واغلاق السفارة فى القاهرة ووقف التأشيرات كان بمثابة رسالة تحذيرية للمصريين بأن السعودية والدول الخليجية الاخرى لازال لديها اسلحة اخرى فى مواجهة اى تصرف سيئ، حيث تدرك السعودية ان اغلاق سوق العمل امام  ملايين العمال المصريين العاطلين عن العمل، سوف يعيد المصريين الى ماكانوا عليه قبل الثورة، اى عدم الحديث عن الكرامة والعزة وغيرها من تلك الاحاسيس الجديدة، الا ان ذلك قد لا يحدث حيث ان مصر لن تهتز كثيرا من مثل هذه التهديدات من جيرانها العرب، او الدول الغربية المانحة، والدليل الحملة الأخيرة على منظمات المجتمع المدنى المدعومة من امريكا فى القاهرة .
وختمت الصحيفة بأن هناك دولتين تضررتا من الثورة المصرية ومن الشعور الجديد لدى المصريين بالعزة والكرامة الوطنية، وهما إسرائيل التى كان هذا الشعورا لدى المصريين سببا فى وقف امدادات الغاز لها نتيجة الضغط الشعبى على الحكومة، ثم السعودية فى الازمة الاخيرة، ومن المؤكد ان أى رئيس قادم لمصر سيضع هذا الامر فى الحسبان ولن يغامر به.
وقالت الصحيفة ان مصر ستحدد سياستها الخارجية فى الفترة المقبلة بعناية فائقة وستحاول الوصول الى نموذج معتدل.