رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معاريف: انهيار مصر فرصة إسرائيل

جانب من اشتباكات
جانب من اشتباكات وزارة الدفاع

رأت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن انهيار مصر اقتصاديا فرصة لتحسين وضع إسرائيل ولمنع اعتبار الكيان الصهيوني دولة معادية عن طريق الضغط على مصر وخنقها اقتصادياً، وفرض الشروط عليها بالتزامن مع إغرائها لحل جزء من مشاكلها الاقتصادية.

ونقل الكاتب الإسرائيلي "روتم سيلع" في مقاله بالصحيفة عن عضو الكنيست "آرييه إلداد" قوله أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست بأن "إسرائيل إذا كانت تعتقد فعلاً أن هناك أملاً في وقف تحول مصر إلى دولة معادية، فإن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو الاقتصاد"
وأشار إلى أن العلاقات الإسرائيلية بالولايات المتحدة والمصالح المشتركة لمنع تحول مصر إلى سن الرمح للجهاد الإسلامي يجب أن تقود إسرائيل "إلى تهديد المصريين بأنهم إذا لم يتمكنوا من السيطرة على الوضع في سيناء ومنع انزلاق البلاد نحو الإسلام المتطرف سنعمل على خنقهم اقتصادياً أو إلغاء اتفاق السلام معهم".
وأشار "إلداد" إلى المساعدات الأمريكية كورقة ضغط على مصر قائلاً: "مصر تحصل على مساعدات خارجية من الولايات المتحدة تساوي ثلثي المساعدات التي تحصل عليها إسرائيل، وتلك المساعدات هي أحد أسطوانات الأكسجين للعملة الصعبة لدى المصريين بعد انهيار قطاع السياحة".
وزعم الكاتب الإسرائيلي أن النخبة الاقتصادية في مصر منشغلة منذ انهيار نظام "مبارك" بنقل الأموال من الخارج لمصر، بينما تفقد الدولة ثرواتها من العملة الصعبة، مشيراً إلى إعلان البنك المركزي المصري في بداية أبريل الماضي بأن احتياطي العملة المتبقي يقدر بـ 9 مليارات دولار من سيولة العملة الصعبة فقط، والتي تكفي الدولة للبقاء لمدة 3 أشهر أخرى فقط، بينما كانت مصر تمتلك في عصر مبارك 25 مليار دولار استغلها النظام للحيلولة بقدر الإمكان دون حدوث مجاعة وفوضى وانهيار تام للدولة.    
وأضاف الكاتب أن الصراع الراهن في مصر حول السيطرة والنفوذ في الدولة هو صراع بين كيانين طامعين في السلطة، الجيش من ناحية والإخوان المسلمين من الناحية الأخرى، مشيراً إلى أن الجيش الذي يمسك بكل الخيوط الآن يحاول تحسين الوضع للحفاظ على بنية النظام الحالي، بينما يستفيد الإخوان المسلمين من عدم الاستقرار الاقتصادي كذريعة للقفز على السلطة.
من أجل البرهنة على صدق أطروحته، نقل الكاتب عن الخبير الاقتصادي الإسرائيلي البروفيسور جولدمان قوله: "كلما أصبح الوضع أكثر سوءًا كلما زادت قوة المعارضة الإسلامية"، مؤكداً أن التنظيم الميداني للإخوان المسلمين جعلهم يحتلون مكان منظمات المجتمع المدني المنهارة والنظام المركزي العاجز عن توفير الحد الأدنى للاحتياجات الضرورية.
ويرى البروفيسور جولدمان أن "مصر تعيش مرحلة ما قبل ثورة ثانية يحتل فيها الإسلاميون تدريجياً الشارع المصري عن طريق الإشراف على توزيع الغذاء، والقدرة على إحلال النظام والسيطرة على الدولة من الأسفل".    
وفي السياق نفسه نقل الكاتب مرة أخرى عن عضو الكنيست "آرييه إلداد" قوله بأن: "كبار الخبراء في إسرائيل قالوا إن الإخوان المسلمين لن ينافسوا على الرئاسة لأنهم لا يريدون أن يسجل الانهيار الإسلامي باسمهم، لكنهم ينافسون على الكرسى الآن ويجب علينا الحرص على تسجيل هذا الانهيار باسمهم".
وزعم "إلداد" بأن إيران تحاول استغلال الفراغ الاقتصادي الذي نشأ في مصر للدفع بمصالحها: "إيران على سبيل المثال هي الممول الأكبر للفوضى في سيناء"، مشيراً إلى أن انفجار أنبوب الغاز جعل الأردنيين أكثر تبعية لإمدادات الطاقة من إيران.
وتابع "إلداد" بأن إسرائيل يجب أن تلعب نفس اللعبة مع مصر، زاعماً أن مملكة الفراعنة لن ترجع مرة أخرى تلك القوة الاقتصادية التي عرفناها في عصر مبارك لأن الربيع العربي حول مصر إلى دولة منكسرة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً- على حد تعبيره.