رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جارديان: "التحرير" يزحف لمكتب المشير

اشتباكات العباسية
اشتباكات العباسية

قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن العباسية اصبحت ساحة القتال والتظاهر الجديد، بدلا من التحرير فى المواجهة بين المتظاهرين والمجلس العسكرى الحاكم فى مصر. واشارت الصحيفة فى مقال, الى ان المصريين نقلوا ميدان التحرير الى اعتاب وزارة الدفاع، حيث اصبحت المواجهات والعنف على بعد مرمى حجر من الوزارة. وقالت الصحيفة ان المجلس العسكرى تعلم وعرف كيف يتعامل مع المظاهرات والاشتباكات التى تقع فى قلب العاصمة القاهرة وبالتحديد فى ميدان التحرير. الا ان المستجد حاليا، هو ان الاحداث اقتربت من عرين المجلس وهى وزارة الدفاع، حيث اصبح مثيرو المشاكل يقفون على بعد امتار من الوزارة، وبالتحديد فى ميدان العباسية.

فقد وقعت الاحداث الدامية الاخيرة فى هذا الميدان القريب من وزارة الدفاع، حيث يوجد مكتب المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكرى الحاكم، كما ان ساحة القتال الجديدة، على مقربة من جامعة عين شمس التى يعتبر طلابها من اشد المعارضين للمجلس العسكرى.
ولعل القيمة المستفادة من الاحداث الاخيرة هى ان المجلس العسكرى لم يتعلم الدرس من "مبارك"، فهو مازال يأمل فى تقليب المصريين العاديين ضد الثورة، وربما يكون نجح جزئيا فى ذلك، ولكن لن ينجح فى تحقيق الهدف المنشود. وقالت الصحيفة ان سكان العباسية بالفعل يكرهون المتظاهرين، ولكن هذا الامر هو ما حدث مع سكان واصحاب محلات ميدان التحرير العام الماضى، ولا يعد ذلك نجاحًا للمجلس العسكرى فى تقليب المواطنين ضد الثوار.
واكدت الصحيفة ان المشهد الذى بدت عليه وزارة الدفاع وهى محاطة بالدبابات والمصفحات والاسلاك الشائكة والجنود، اظهر الصورة وكأن المجلس العسكرى الحاكم اصبح محاصرًا بالداخل. واضافت الصحيفة ان احد المتظاهرين بالعباسية صاح بصوت مرتفع من خلال مكبر صوت: "إن ميدان التحرير اصبح مكانًا للحديث والجدل فقط، مثل حديقة "هايد بارك" فى لندن، وان الثورة هنا فى العباسية  وعلى الجميع ان يحضروا الى هنا". وقالت الصحيفة انه بعد الاحداث الدامية التى وقعت فجر امس، تدافعت الحشود من مختلف الاتجاهات الى العباسية تضامنا مع القتلى والجرحى الذين وقعوا فى الاحداث. واكدت الصحيفة ان العنف تجاه المتظاهرين والمعتصمين السلميين، جعل الكل ينسى التوجهات الايديولوجية والاختلافات الحزبية، ويتحدون من اجل هدف واحد وهو رفض العنف تجاه المتظاهرين.
ورأت الصحيفة ان حمام الدم فى العباسية كان متوقعا، فقد تصدت قوات الشرطة العسكرية العام الماضى لمجموعة من الشباب اليساريين والليبراليين الذين حاولوا الوصول لوزارة الدفاع. واضافت انه رغم ان البداية كانت لتجمع من انصار المرشح السلفى المستبعد من

انتخابات الرئاسة "حازم صلاح ابو اسماعيل"، الا انه انضم اليهم العديد من الجماعات والتيارات التى تشاركهم الشعور المعادى للمجلس العسكرى. ورغم اصرار المجلس العسكرى، على انه غير مسئول عن الاحداث الدامية التى وقعت بالعباسية، الا أن الاسلاميين والليبراليين يلقون باللوم على المجلس ويتهمونه بسوء ادارة المرحلة الانتقالية.
واذا كان المجلس العسكرى قد القى باللوم فى كل الاحداث الدامية التى وقعت من قبل على طرف ثالث خفى، فإن هذه المرة التى وقعت فيها الاحداث بالقرب من عرينه، لا يمكن ان يلقى على هذا الطرف الخفى، حيث يعتقد العديد من المصريين ان البلطجية الذين هاجموا المعتصمين تم استئجارهم من قبل الامن والجيش، وربما أنهم شرطة فى ملابس مدنية، حيث إن منهج اسـتئجار البلطجية هو اسلوب متبع فى السياسة المصرية لتخويف وارهاب المعارضين وتفريق المظاهرات.
واشارت الى ان الاحداث الاخيرة وحدت المصريين بمختلف توجهاتهم نحو هدف واحد وهو اسقاط حكم العسكر، ولكن الازمة الحقيقية انه حتى الآن مازال المشهد غامضا ومشوشا، فى ظل عدم كتابة دستور جديد، وبالتالى فإن الرئيس الجديد يمكن ان يجد نفسه فى مأزق دستورى، او انه سيكون فرعونًا جديدًا يتمتع بصلاحيات غير محدودة كتلك التى كان يتمتع بها الرئيس السابق "حسنى مبارك"، خصوصا فى ظل حالة الاختلاف بين القوى السياسية.
وقالت ان المشكلة الحقيقية أن المجلس العسكرى لا يقرأ التاريخ جيدا، ولا ينظر إلا الى الوضع الراهن اى انه ينظر تحت اقدامه ولا يعرف طبيعة وروح المصريين، وربما يرجع ذلك لطبيعته كمؤسسة عسكرية. واكدت الصحيفة ان ميدان العباسية الذى كان العام الماضى موقعًا للمظاهرات الداعمة لمبارك والمجلس العسكرى، اصبح حاليًا تحريرًا آخر.