رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"العباسية" فرصة الإخوان للانتقام من العسكرى

بوابة الوفد الإلكترونية

تنوعت رؤية الصحف الأمريكية والبريطانية للأحداث التي شهدتها العباسية والتي قتل فيها نحو 20 وأصيب العشرات، حيث اعتبرتها تلك الصحف أسوأ موجة عنف تضرب مصر خلال الأشهر الأخيرة، وتزيد الاحتقان قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية والموعد المحدد لتسليم الجيش للسلطة لحكومة مدنية، وتثير الشكوك في إمكانية تأجيل الانتخابات, وبالتالي عدم تسليم الجيش للسلطة واستمراره في الحكم.

إلا أنها أجمعت على أن هذه الأحداث جاءت في صالح الجماعات الإسلامية خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي استغلتها وكثفت هجومها على المجلس الأعلى للقوات المسلحة وطالبته بضرورة الرحيل في الموعد الذي حدد سابقا، ودعت المصريين للتظاهر الجمعة القادمة للتأكيد على رحيله، وحذرته من أي تأجيل، ووجدتها فرصة مناسبة للانتقام من العسكري الذي قيد حركتها ومنعها من ممارسة مهامها في البرلمان.


وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن أحداث العباسية تعتبر أسوأ موجة عنف تضرب مصر خلال الأشهر الأخيرة في خضم المواجهة بين القوى السياسية والعسكري قبل الانتخابات الرئاسية التاريخية، في ظل الاتهامات بوقوف أنصار الجيش والداخلية وراء الهجوم على المعتصمين أمام وزارة الدفاع والتسبب في هذه المجزرة.


وأضافت أن الأحزاب السياسية ألقت اللوم بسرعة على الجنرالات الحاكمين لسفك الدماء، وتعهدت بضرورة أن تمضي الانتخابات قدما كما هو مخطط لها لضمان تسليم الجيش للسلطة، فمصر تعاني من جولات متقطعة من أعمال العنف الدامية منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في العام الماضي، لكن عمليات القتل يوم الأربعاء أخذت أهمية إضافية، لأنها تأتي قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية، خاصة أن هذه العمليات برهنت على أن العسكري الذي تولى السلطة من مبارك يسعى بشدة للتمسك بالحكم.


واستغلت جماعة الإخوان هذه الأحداث وألقت بالمسئولية على المجلس العسكري، وتحركت بسرعة في محاولة لجني مكاسب سياسية بعدما تنامي الخلاف بينها وبين الجيش، ففي بيان حذرت الجماعة المؤسسة العسكرية من أن المصريين سوف يتعاملون "بلا رحمة" مع الجنرالات إذا لم تلبِ ما وصفته بأنه "مطالب الثورة"، وقد حثت الجماعة على القيام باحتجاجات حاشدة جديدة الجمعة القادمة في ميدان التحرير للتأكد من العسكري سوف يرحل في الموعد الذ حدده سابقا في 1 يوليو، وأشارت الصحيفة إلى ما فعله الجيش مع الإخوان، حيث أحبط سيطرتها على مجلس الشعب فقد عرقل كل مساعيها لتنفيذ قراراتها.


وأوضحت أن الخلاف المرير تزايد على نحو متزايد بسبب الحكومة

المدعومة من الجيش بقيادة رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري، حيث طالب الإخوان الجيش بإقالة الحكومة، والسماح للأغلبية الإسلامية في البرلمان بتشكيل واحدة جديدة، إلا أن الجنرالات حتى الآن تجاهلوا هذه الدعوات.


أما صحيفة "الجارديان" فقالت إن الجيش والداخلية هما المتهمان في أحداث العباسية حيث استخدم المهاجمون القنابل الحارقة وأطلقوا الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع على المعتصمين، فوفقا لشهود عيان فإن هناك طوفانا من الدماء في الشارع يمتد لعدة أمتار، وأن هناك صلة بين المهاجمين وجهاز أمن الدولة، وإلا كيف يمتلك المهاجمون الغاز المسيل للدموع الذي أطلقوه علينا؟!.


وأضافت أن الهجوم على المعتصمين أثار غضب المصريين الذين تدفقوا على العباسية وصبوا جامع غضبهم على المجلس العسكري، خاصة أنه بعد هذه الاحداث جاء إلى الاعتصام فئات مختلفة من القوى الثورية من بينها  "6 إبريل" الليبرالية المؤيدة للديمقراطية وانضمت لمطالب الإخوان في دعوة المصريين للتظاهر غدا الجمعة لمطالبة العسكري بالرحيل والعودة فورا إلى الثكنات.


ومن جانبه, سعى الجيش لتهدئة المخاوف بإعلانه أنه سوف يسلم السلطة إذا كان هناك فائز واضح فى الانتخابات، وهو سيناريو مستبعد جدا، فليس من المتوقع أن يحصل أي من المرشحين الـ 13 على ما لا يقل عن 50 % من الأصوات، وهذا يعني إجراء جولة إعادة بين أبرز اثنين من المرشحين في 16-17 يونيو.


واستغلت الإخوان الأحداث ورفضت المشاركة في الاجتماع الذي دعا إليه الجنرالات، وقال عصام العريان العضو البارز في الجماعة: "ليس من الممكن بالنسبة لنا أن نتحدث الآن، في حين تراق الدماء على بُعد أمتار قليلة".