عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ج.بوست:إسرائيل ينقصها الحكمة فى معاملة مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن إلغاء مصر لاتفاقية الغاز مع إسرائيل وقبلها توتر العلاقات مع تركيا التي كان ينظر إليها على أنها الحليف الدائم، يبرهن بما لايدع مجالا للشك بأن إسرائيل ينقصها الحكمة وليس الحظ، فالحكمة كانت كافية لتنبيه قادة إسرائيل بأن العلاقات الإسرائيلية المصرية التركية لن تكون دائمة، ولكن يحكمها الكثير من المتطلبات.

وأضافت الصحيفة إن إسرائيل كانت تظن وهما أن العلاقات مع مصر وتركيا ستبقى ثابتة مستقرة ما بقيت تشتري الغاز من مصر، وتبيع تركيا المعدات العسكرية ونسيت الكرامة الوطنية لهاتين الدولتين،فقد حظي الغاز هذا الأسبوع بدور تاريخي، فقد كان يعتبر حارس يحفظ السلام مع مصر، وأصبح أنبوب الغاز الذي كان يمنحنا قبل سنة كهرباء أرخص وأغنى أصحاب مشروعة، رمزا لإجراء تاريخي يثير الحماسة وآخر دعامة تُدعم بها اتفاقات "كامب ديفيد"، لكن هذا الرمز هدد هذا الأسبوع بأن يتبخر كعادة الأشياء المصنوعة من الغاز.
وأضافت إن استعجال إسرائيل وتصويرها قرار الشركة المصرية بإلغاء اتفاق الغاز على أنه "شأن تجاري" لا سياسي، هو أفضل برهان على أن الحديث عن شأن سياسي سافر، لأن أنبوب الغاز قد أصبح رمزا في مصر أيضا كما هو في إسرائيل، فقد أصبح رمز تطبيع بغيض مع دولة محتلة، ورمز فساد سلطة مبارك، وإهمال مصالح الجمهور المصري الذي يدفع عن الغاز الذي يستهلكه ثمنا أعلى من ثمنه

في إسرائيل. وهكذا تبنت ثورة شعبية لتغيير الحكم في مصر أنبوب الغاز ليصبح رمزا لعار وطني.
وتابعت إن "مقياس الغاز" يذكرنا بقدر كبير بالمقياس الذي استخدمته إسرائيل لتقيس مبلغ دفء علاقاتها مع تركيا، فما ظلت تركيا تشتري معدات عسكرية كانت إسرائيل تعتقد أنه لا يوجد شيء يستطيع أن يشوش على علاقاتها بـ "أختها" التركية، وقد وقع الغضب العام في تركيا على إسرائيل جراء قضية القافلة البحرية والغضب على سياستها في غزة.
وأوضحت من حسن الحظ إن السياسة – بخلاف الحكمة – مسألة يمكن التراجع عنها، فإذا كانت إسرائيل خشيت هذا الأسبوع خطر تبخر اتفاق السلام مع مصر كالغاز، وإذا كانت أحشاؤها تتقلب بسبب العلاقات المتحجرة مع تركيا، فإنها تستطيع ويجب عليها أن تغير تصورها العام الذي يقول أن الاستقلال وحرية الاحتلال هما مفهومان متطابقان، لكن ليس الحظ هو الذي يعوزنا هنا بل الحكمة هي التي غابت.