رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بغداد ترفع الكتل الأسمنتية وتمدد مهرجان الزهور

بوابة الوفد الإلكترونية

 في خطوة لتقليل المظاهر العسكرية، بعد تحسن الوضع الأمني بدأت العاصمة العراقية بغداد برفع الكتل الأسمنتية وفتح الطرق المغلقة، ومددت من فترة مهرجان الزهور فيها لكي يستمتع اهالي بغداد باجواء الربيع الجميلة.

    وأعلنت قيادة عمليات بغداد أنها بدأت استراتيجية أمنية جديدة تمثلت بالغاء العديد من نقاط التفتيش الرئيسة والحد من المظاهر العسكرية، اضافة إلى رفع الحواجز الكونكريتية من الشوارع والأحياء السكنية في بغداد، الامر الذي اثار الارتياح لدى السكان المحليين.
    وذكرت صحيفة "الصباح" المملوكة للدولة اليوم الأربعاء أن هذه الاجراءات تأتي في وقت تواترت فيه أنباء عن بدء انسحاب قوات الجيش من قواطع الكرخ (الجانب الغربي من بغداد)، واحلال أجهزة الداخلية محلها، في خطوة تهدف إلى التقليل من المظاهر العسكرية التي كانت سائدة في الشوارع، بعد انتفاء الحاجة إلى وجود هذه القوات.
    وأعلن محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق عن تنفيذ خطة لفتح ما نسبته 50 بالمائة من الشوارع المغلقة في بغداد، مضيفا أن رئيس الوزراء نوري المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، أمر بفتح نصف شوارع بغداد خلال 45 يوما، مبديا استعداد المحافظة لتزويد الاجهزة الامنية بالآليات والرافعات لرفع الحواجز من الشوارع.
    إلى ذلك، أكدت امانة بغداد أنها تمكنت من رفع نحو 200 ألف كتلة وحاجز كونكريتي من الشوارع الرئيسة في بغداد خلال الأيام القليلة الماضية.
    وقال الوكيل البلدي لأمانة بغداد نعيم الكعبي "بعد انتفاء الحاجة الى الكتل والحواجز الكونكريتية، نفذت أمانة بغداد ضمن قواطع 14 دائرة بلدية حملات مكثفة لرفع الكتل والحواجز الكونكريتية، لاسيما بعد نجاح الخطة الأمنية الخاصة بمؤتمر القمة العربية الذي احتضنته بغداد نهاية الشهر الماضي".
    وبين أن ملاكات الامانة تمكنت من رفع وازاحة 200 ألف من الكتل والحواجز الكونكريتية من الشوارع الرئيسة في بغداد، منها 150 ألفا من النوع الصغير والمتوسط الحجم، و50 ألف كتلة أخرى ذات ارتفاع مترين إلى ثلاثة امتار، مشيرا الى ان هذا العدد من الكتل المرفوعة يمثل ما نسبته 75 بالمئة من مجموع الحواجز في بغداد.
    واثار قرار رفع الكتل الكونكريتية ردود فعل ايجابية وارتياح لدى السكان وقال محمد علي عبدالله  "أشعر بالسعادة عندما ارى الجهات الحكومية تقوم برفع الكتل الكونكريتية، لان هذه الكتل خنقت بغداد خلال الاعوام الماضية".
    وأضاف "لم يعد هناك مبرر لوجود مثل هذه الكتل بعد تحسن الوضع الامني،"، قائلا "إن قرار رفع الكتل الكونكريتية موفق ويساهم في استتباب الامن لانه يزع الثقة في نفوس المواطنين بان الاجهزة الامنية قادرة على حمايته".
    وفي مؤشر على تحسن الاوضاع في بغداد، قررت امانة بغداد تمديد فترة مهرجان بغداد الدولي الرابع للزهور، الذي كان مقررا أن ينتهي قبل ايام، مدته إلى نهاية موسم الربيع لاتاحة الفرصة امام البغداديين للتمتع بجمال الزهور والطبيعة.
    وقالت خولة زكي أسود الجبوري (47 عاما) اثناء تجوالها في حديقة الزوراء حيث يقام المهرجان "أزور مهرجان الزهور كل عام، كونه يمثل الحدث الطبيعي

الأبرز الذي يقام في ربيع بغداد"، مضيفة انها كررت زيارتها اليوم مع أفراد عائلتها للمهرجان بعد ان زارته في يوم الافتتاح، بعد سماعها تمديد فترته.
    وتابعت "المهرجان ياخذني بعيدا عن متاعب الحياة اليومية التي نعيشها، وعند زيارتي للمهرجان أشعر باني قد ولدت من جديد كالزهرة".
    من جانبه، تمنى الحاج علي جابر الخفاجي "69 عاما" وهو يصطحب حفيده الصغير، الذي كان يلتقط الصور التذكارية له وسط الزهور والمساحات الخضراء، أن تعمم تجربة مهرجان الزهور لأكثر من منطقة من مناطق العاصمة بغداد ولا تقتصر على متنزه الزوراء فقط.
    وأوضح أن المهرجان يشجع الناس على حب الزهور والزراعة وينبذ ثقافة العنف التي عاشها العراق طيلة السنوات التي الماضية بعد عام 2003، داعيا إلى أن يكون العراق كالوردة في محيطه العربي والإقليمي وينشر السلام من عاصمة السلام، على حد تعبيره.
    على صعيد متصل، ذكر علي هاشم عطشان، معاون مدير العام لدائرة المتنزهات والتشجير في امانة بغداد أن المهرجان شهد إقبالا كبيرا من الزائرين على مدى أيام اقامته، ما دعانا إلى تمديده لمدة عشرة ايام.
    وقال عطشان إن مساحة المهرجان بلغت 16 دونما (الدونم 2500 متر مربع)، مبينا أن المهرجان الحالي تميز عن المهرجانات التي سبقته باستخدام منظومات الري الحديثة ونصب المظلات وإنشاء ثلاثة تلال الطبيعية مضيفا أن 12 دولة اجنبية وعربية شاركت في المهرجان.
    وكنتيجة لتحسن الوضع الامني في بغداد شهدت مطاعم العاصمة وخاصة في الليل اقبالا شديدا من قبل الاهالي، وبدأت العوائل البغدادية تخرج وتتجول إلى ساعات متأخرة من الليل في شوارع ومطاعم بغداد وهي تستمتع بالاجواء الربيعية الجميلة.
    ويرى المراقبون أن بغداد تتعافى من ما لحق بها جراء أعمال العنف التي وقعت فيها خلال السنوات الماضية، وها هي من جديدة تخطو خطوات ثابتة باتجاه المستقبل الزاهر بعد أن اغلقت الصفحة الماضية بكل مآسيها وألامها، وتتمنى أن تستعيد ماضيها التليد بعد أن حل الامن والامان في ربوعها.