رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نيويورك تايمز:الشاطر مناورة أمريكية لضرب أبوإسماعيل

بوابة الوفد الإلكترونية

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن ترشيح المهندس "خيرت الشاطر" من قبل جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات الرئاسة المصرية، ربما يكون  مناورة أمريكية إخوانية هدفها وقف زحف المرشح الإسلامى المتشدد "حازم صلاح ابواسماعيل" إلى موقع الرئاسة.

وقالت الصحيفة فى مقال للكاتب "ديفيد كارك باتريك" إن الأمريكيين فوجئوا بقوة "ابو إسماعيل" ولم يتوقعوا على الإطلاق ما وصل إليه من شعبية ونجاح فى الشارع المصرى، كما فوجئوا تماما بالنجاح الذى حققه التيار السلفى فى الانتخابات البرلمانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "أبوإسماعيل" المعروف بتشدده الاسلامى – على حد وصفها – له العديد من الآراء المزعجة للغرب وللأمريكيين بشكل خاص، لعل أهمها موقفه من اتفاقية السلام مع إسرائيل وإعلانه صراحة أنه سيلغى هذه الاتفاقية فى حالة فوزه فى انتخابات الرئاسة، وكذلك نظرته تجاه إيران واعتباره أن إيران هى نموذج ناجح فى الاستقلال عن واشنطن، وكذلك آرائه فيما يخص عمل المرأة خارج منزلها، واختلاط  الجنسين فى أماكن العمل، ووعوده للمواطنين بمزيد من الرخاء، إذا أدارت البلاد ظهرها للتجارة مع الغرب.
وقالت الصحيفة إن كل المؤشرات تؤكد أن "أبو إسماعيل" هو المرشح الاوفر حظا فى الوصول إلى مقعد الرئاسة، وأنه سيكون الرئيس القادم لمصر إذا سارت الأمور على ما هى عليه، وأضافت أن هذا الأمر قلب الموازين السياسية فى مصر، وهو ما يفسر المباركة الأمريكية للخطوة التى أقدمت عليها جماعة الإخوان المسلمين، بترشيح "خيرت الشاطر" للرئاسة، رغم أنها – أى الإدارة الأمريكية- اعتبرتها نكوصا عن التعهد الذى قطعته الجماعة على نفسها سابقا بعدم خوض انتخابات الرئاسة. 
وقالت الصحيفة إن الادارة الامريكية ادركت بما لا يدع مجالا للشك ان معركة الرئاسة فى مصر انحصرت بين الاسلاميين، ولن يكون هناك امل او فرصة- كما كان يتمنى الغرب- لعلمانى او ليبرالى فى الفوز بالمنصب.
واذا كانت جماعة الاخوان المسلمين التى حققت فوزا كاسحا فى الانتخابات البرلمانية قد تعهدت سابقا بعدم الدفع بمرشح فى السباق الرئاسى، لعدم استفزاز المجلس العسكرى وكذلك الغرب، إلا أن تقدم "أبو إسماعيل" الكبير، جعل الجميع يدركون ان الرئيس القادم سيكون اسلاميا معارضا لبراجماتية "الاخوان المسلمين" التى تقوم على ضرورة ان تكون العلاقات المصرية مع امريكا واسرائيل مستقرة، وتؤيد اقتصاديات السوق الحر.
ورأت الصحيفة ان "ابو اسماعيل" يمثل التهديد الأكبر لموقع الاخوان المسلمين كأكبر قوة إسلامية سياسية على الأرض فى مصر، ولحملة الجماعة الرامية إلى تهدئة مخاوف الغرب من الحكم الاسلامى. وأوضحت الصحيفة أن ترشيح "الشاطر" أمام "ابو إسماعيل"، مخاطرة ومغامرة من الإخوان، خصوصا ان نجاخه ليس مضمونا. 
وفى تحول ملحوظ، رأى صناع القرار والسياسة الأمريكيون، الذين ابدوا مخاوفهم فى بادئ الامر من استحواذ الاخوان على السلطة فى مصر، ان الجماعة حليف لا غنى عنه فى مواجهة التيار الاكثر تشددا، والذى يجسده "ابو اسماعيل".
وقالت الصحيفة ان مسئولين كبارا فى وزارة الخارجية الامريكية، رفضوا ذكر اسمائهم،  اعلنوا ان الادراة الامريكية ليست قلقة من تخلى الاخوان المسلمين عن تعهداتهم السابقة، وانهم اكثر تفاؤلا، ولا يوحد لديهم اى تحفظات على ترشح "الشاطر" للرئاسة فى مصر.
واضافت الصحيفة ان "الشاطر" معروف جيدا للامريكيين وللمجلس العسكرى المصرى، حيث ان هذا الرجل الذى يعمل فى البيزنس وينتمى لطائفة رجال الاعمال هو الشخص الاكثر نفوذا فى سياسات الاخوان حاليا، وكان همزة الوصل بين الاخوان المسلمين وبين الجهات

الامنية فى عهد الرئيس المخلوع "حسنى مبارك"، سواء وهو فى السجن او خارجه.
كما التقى "الشاطر" بكل المسئولين الامريكيين والشخصيات الامريكية  تقريبا التى  زارت القاهرة مؤخرا.
كما انه على اتصال دائم بالسفيرة الامريكية بالقاهرة " آن باترسون "، فضلا عن علاقته بالعديد من مسئولى وقيادات الشركات فى امريكا، وإعجاب المسئولين الامريكيين بعقليته المتفتحة ووسطيته وذكائه وحيويته.
واشارت الصحيفة الى ان وزيرة الخارجية الامريكية "هيلارى كلينتون" رفضت التعليق على ترشيح "الشاطر" واكتفت بالقول ان الادارة الامريكية تراقب الوضع فى مصر وتتمنى ان يفى كل المرشحين بوعودهم واهمها الحقوق الاساسية للمواطنين والتحول الديمقراطى ، وغيرها من الكلمات الدبلوماسية.
وقالت الصحيفة انه حتى اذا تمكن احد العلمانيين او الليبراليين من الوصول الى مرحلة الاعادة امام مرشح اسلامى فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى مايو المقبل، فإنه من الصعب ان يفوز، والدليل ما حدث فى الاعادة فى  الانتخابات البرلمانية.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم ابو اسماعيل قوله:" إن ترشح "الشاطر" سيفيد "ابو اسماعيل" ، كونه سيأخذ – اى الشاطر - من اصوات المنافس الاخوانى الاخر القوى " عبد المنعم ابو الفتوح".
واكدت الصحيفة ان التنافس بين "ابو اسماعيل" و"الشاطر" سيكون محتدما، ولكن "ابو اسماعيل"، حسبما يؤكد العديد من الخبراء المصريين ومنهم "ضياء رشوان" الباحث فى مركز الاهرام، يتمتع بشعبية بين البسطاء من الشعب، وبين التيارات الاسلامية المتشددة، ومعروف على نطاق واسع ، بينما يحسب "الشاطر" على النخبة كونه رجل اعمال ثرى.
واشارت الصحيفة الى ان هناك تساؤلات عما اذا كان الاخوان الذين استفادوا فى الانتخابات البرلمانية، من التعاطف الشعبى بعد تعرضهم للظلم فى عهد "مبارك"، يمكن ان يستفيدوا مرة اخرى فى انتخابات الرئاسة.
وختمت الصحيفة بأن لافتات الدعاية ومنشورات "ابو اسماعيل" تملأ جدران المنازل والهيئات والمبانى والسيارات فى انحاء مصر، ويوم الثلاثاء الماضى ظهر فى جامعة القاهرة وكأنه نجم سينما، وعندما توجه الى مقر لجنة تلقى اوراق الترشيح  للرئاسة يوم الجمعة، اغلق موكبه المهيب الشوارع.
واقتبست الصحيفة ما قاله "ابو سماعيل" فى أحد مؤتمراته "إن الامريكيين وإسرائيل يدفعون أموالا كثيرة للسيطرة على العالم كله، ونحن لا يمكن أن نبقى أسرى للقمة العيش وهموم الحياة اليومية بدلا من أن نقف فى وجههم".