رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العبيدى: تونس نموذج لتغيير صورة المرأة العربية

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان "المرأة التونسية فى قلب ثورتها"، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالاً لـ"محرزية العبيدى" نائبة رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) فى تونس.

وقالت الكاتبة إن أحد الانجازات الكبرى للربيع العربى،  ليس فقط انه غير صورة العرب بأنماطهم التقليدية، ولكن ايضا وبشكل اكثر تحديدا، صورة المرأة العربية.
واضافت الكاتبة انه بدلا من السلبية والحيادية والوقوف موقف المتفرج، حيث شاركت المرأة بقوة  ولاتزال تشارك  فى كل مراحل ومجالات ومستويات الثورات العربية التى انطلقت فى مصر وتونس وسوريا وكل المدن العربية للمطالبة بالحريات والحقوق.
فقد جرحت المرأة وقتلت، واسقطت الطغاة، والآن تساهم بفعالية فى اعادة بناء الاوطان، ووضع رؤى مشتركة - لتحل محل تلك القديمة- والتى تقوم على  اساس الحريات والمساواة بين الرجل والمرأة.
واشارت الكاتبة الى انه من حسن حظ تونس، تواجدت العوامل التى ساعدت على التغيير مع اقل خسائر فى الارواح والممتلكات. وفى ظل وجود حكومة ترغب فى العمل بضمير، تمكنت البلاد من إقامة المؤسسات الشرعية ممثلة فى البرلمان والرئاسة والحكومة المنتخبة، رغم أنها لاتزال فى حاجة الى مزيد من الاصلاحات.
واشارت الى ان انتخابات 23 اكتوبر الماضى، كانت بمثابة علامة مميزة فى تاريخ تونس الحديث، حيث انها انتجت الجمعية الوطنية (الربلمان) الذى اتشرف انا – والكلام للكاتبة- بأننى نائبة رئيسها. فهذه الجمعية لها ثلاث مهام محددة، اولها كتابة دستور تونس الجديد، وسن التشريعات الجديدة، وتعيين الحكومة ومراقبة عملها.

واضافت أن البعض يسأل عما اذا كانت المرأة أفضل حالا فى عهد الطغاة السابقين فى العالم العربى، الحقيقية ان هذا السؤال صادم ومدهش للعديد من السيدات، لأنه لو كان الوضع كذلك، لما خرجت المرأة وكافحت وضحت جنبًا الى جنب مع الرجل فى الشارع من اجل نيل الحرية والكرامة، وهناك العديد من القصص والمآسى لسيدات خلال الثورات والمظاهرات.
فالبعض يرى ان الحكم العلمانى للرئيس التونسى السابق "زين العابدين بن على" كان افضل للمرأة، كيف ذلك والمرأة لم تمثل

سوى 20% فقط من قوة العمل فى تونس، كما انها تحصل على رواتب اقل وتعمل فى وظائف محددة، كما عانت المرأة الريفية من العديد من المشاكل والاضطهاد. فقد كان النظام السابق انتقائيًا فى التعامل مع هذا الملف، حيث انه اختار بعض سيدات النخبة لتعيينهم فى بعض الوظائف، للترويج بأنه يتبنى حقوق المرأة، وللاسف تم خداع الغرب فى ذلك. وقالت ان الثورات العربية اعطت مساحة للمرأة  للمشاركة، والحصول على الحقوق والحريات التى لم تكن موجودة من قبل.
ويكفى ان المرأة تمثل 28% من اعضاء الجمعية الوطنية فى تونس، ونسبة 48% من كتلة حزب "النهضة" الاسلامى فى الجمعية، كما أنها تشارك فى اللجان الست المشكلة لصياغة الدستور، بل ان اهم لجنة في هذه اللجان وهى لجنة "الحريات والحقوق" ترأسها سيدة وهى "فريدة العبيدى" الناشطة والمحامية فى حقوق الانسان والتى سبق اعتقالها وتعذيبها فى عهد النظام السابق، ونائبتها ايصا سيدة، وهى الممثلة والمخرجة المعروفة "سلمى بكار".
وختمت الكاتبة بأنها على ثقة من ان المرأة التونسية قادرة على المحافظة على الوحدة والتنوع الغنى فى الثقافات وتحدى الصعاب والقيام بمسئولياتها، كما حدث عبر التاريخ منذ مقاومة الاحتلال والتحرير من الاستعمار حتى ثورة الكرامة مؤخرا، وستظل تعمل من اجل تونس الجديدة فى المستقبل.