رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإسرائيليون: لا خوف علينا من الإخوان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الإخوان المسلمين المصريون بدأوا منذ الآن يشعرون بثقل مسئولية السلطة، وهو الشعور الذي أتى بعد فوزهم بـ%45 من أصوات الناخبين الآن، وهو ما دفع الكثير منهم الآن إلى الاحتفال بثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، وهي الثورة التي كانت صاحبة الفضل الأول على الإخوان في الدخول إلى البرلمان بهذه الصورة، والأهم من هذا تغيير تسميتهم من «الحركة المحظورة» إلى أصحاب الأغلبية الآن في وسائل الإعلام.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وتحول مقر حزب «الحرية والعدالة» المصري مقرا لزيارة الكثير من المسئولين سواء العرب أو الأجانب، وتسعى الكثير من الجهات الدولية في العالم بأكمله إلى التواصل مع الإخوان باعتبارهم أصحاب الأغلبية السياسية الآن في مصر، وهي الأغلبية التي ستسعى الكثير من القوى السياسية في العالم إلى الاستفادة منها والحديث مع الإخوان لاستغلالها.
وبدأت العلاقة بين الإخوان والولايات المتحدة تتعزز، وتحولت العلاقات من السرية إلى العلنية، وكان أبرز هذه اللقاءات مع نائب وزيرة الخارجية الأمريكي وليام برانس، وهو اللقاء الذي تم بينه والقيادي الإخواني محمد مرسي رئيس الذراع السياسية للحركة (حزب الحرية والعدالة).
وبحسب ما أكدته مصادر مصرية فإن المبادر إلى عقد هذا اللقاء هو وزارة الخارجية الأمريكية التي تعترف منذ الآن بأن الحكومة القادمة في مصر ستتشكل من الإخوان المسلمين, وبالتالي يجب من الآن التباحث مع الإخوان.
والحاصل أنه يوجد بين واشنطن والإخوان المسلمين تفاهم بأنه من دون مساعدات اقتصادية ومن دون إعادة بناء الاقتصاد المصري فإن فوزهم السياسي سيكون بلا أي قيمة، وبالتالي كان الاقتصاد محورا مركزيا ورئيسيا في اللقاءات التي عقدها الإخوان المسلمون مؤخرا مع عدد من القيادات السياسية الأمريكية.
ويقول مصدر سياسي مصري لـ «هاآرتس» إن الإخوان يعرفون تماما مدى أهمية «الاقتصاد» في معركتهم السياسية القادمة، ومن دون الاقتصاد لن يكون لفوزهم أي معنى. وأضاف هذا المصدر أن الإخوان يمتلكون واحدا من أهم الاقتصاديين في مصر وهو نائب المرشد العام (خيرت الشاطر)، الذي عرف كيف يبني البنية الاقتصادية والتنظيمية للحركة, وهو قادر أيضاً على أن يكون وزير اقتصاد ممتازا.
والشاطر عرف كيف يكسب المصريين، وكيف يقدم لهم الكثير من الخدمات التي تزيد من شعبية حزب الحرية والعدالة بين أفراد الشعب, غير أن هناك أزمة قوية تتعلق بعمل الإخوان الاقتصادي، وهي أنهم يحتاجون إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار على الأقل من أجل إحداث انعطافة اقتصادية تهدئ الشارع وتهدئ من ثورته. وهذا المبلغ يعتبر هائلا بالنسبة لدولة غارقة في ديون رهيبة, وليس لديها مداخيل من السياحة, والمستثمرون الأجانب تجاوزوها هذه السنة.
وروى محمد مرسي هذه الأزمة لوليام برانس وأعرب عن أمله في أن تواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدة المالية لمصر, والتي كانت تقدمها في عهد مبارك.
ويعرف مرسي جيدا شروط استمرار تلقي المساعدة، وهو التعهد بمواصلة تنفيذ اتفاقات كامب ديفيد، والحرص على ضمان تمتع المصريين بحقوق الإنسان, بما فيها ضمان منح أبناء الأقلية القبطية حقوقهم، بالإضافة إلى مواصلة سياسة العلاقات الباردة مع إيران مثلما كانت الحال في عهد مبارك.
وبالنسبة لهذه الشروط فإن الإخوان المسلمين ليس لديهم صعوبة في التعهد بحقوق الإنسان, فهذا جزء من برنامجهم, كما أنهم يجتهدون في أن يبعدوا أنفسهم عن مواقف الحركة السلفية التي

فازت هي الأخرى بنصيب كبير في الانتخابات, نحو %25.
وفي حسابه على التويتر نشر محمد مرسي عبارة كتب فيها: «لا بديل عن الاتفاق بين كل القوى السياسية، إذا كان الهدف هو تحقيق الأمن والتغيير الذي بحث عنه الشارع في ثورة 25 يناير».
وهذه الكلمات تؤكد أن الإخوان يرغبون في تقديم تنازلات أيديولوجية من أجل الاتحاد مع القوى السياسية المختلفة.
أما بالنسبة إلى إيران فإنها تعتبر مسألة موضع خلاف في أوساط الإخوان المسلمين, قبل سنتين نشب جدال عنيد بين قادة الحركة في مسألة جواز السماح للشيعة بممارسة شعائرهم الدينية بحرية بالبلاد، ودار جدل واسع بين قيادات الإخوان حول هذه القضية، وامتنع زعيم الحركة آنذاك مهدي عاكف عن حسم هذه القضية, وقضى فقط بأن الكل حر في التعبير بهذه القضية, ولن تصدر الجماعة موقفا رسميا عنها.
ولكن العلاقات مع إيران ليست فقط مسألة دينية, فهي أساسا مسألة سياسية. من جهة، إيران أيدت حماس سليلة الإخوان المسلمين، بينما مصر مبارك رأت في حماس (وفي الإخوان المسلمين) حركة ضارة تهدد الأمن العام، وفي المقابل فإن هذه هي ذات إيران التي تمول حزب الله، الذي حاول إقامة قاعدة إرهابية لأعماله في مصر، وهي القاعدة التي كان أول من انتقدها وهاجمها جماعة الإخوان المسلمين أيضا.
ويقول جمال حشمت القيادي الإخواني البارز عن إيران: «لا يجوز الآن بناء علاقات مع إيران... فهي تدعم بشار الأسد الذي قتل شعبه بمساعدتها»، وبالإضافة إلى ما سبق هناك سبب عملي آخر على أن إيران لن تكون في الزمن القريب القادم حليفة الحكومة المصرية بقيادة الإخوان، حيث من المنتظر أن يبادر عدد من الدول العربية بمنح القاهرة مساعدات اقتصادية، وهي المساعدات التي لن تعطيها هذه الدول لدولة تتعاون مع إيران التي تهدد أمن الخليج.
يتبقى موضوع واحد آخر وهو اتفاقية كامب ديفيد، ففي مقابلة مع «نيويورك تايمز» أوضح عصام العريان، نائب رئيس حزب العدالة والحرية، أن الحركة ملتزمة بتطبيق هذه الاتفاقية، وسمع الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر تصريحات مشابهة عن تأييد الإخوان لهذه الاتفاقية، وبالتالي نستطيع القول: «لا يوجد خوف من الإخوان في مصر» الآن.
المصدر: صحيفة العرب القطرية