رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف.بوليسى: الصغار يتطاولون على أمريكا الضعيفة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان "تهديد ووعيد" نشرت مجلة "فورين بوليسى" الامريكية تحقيقا تناولت فيه، ماتتعرض له امريكا حاليا، من تحذيرات وانذارات وتهديدات واومر ليس من اعدائها فقط ، بل من حلفائها.

ورأت المجلة ان الامور قد تغيرت، وبعد ان كانت امريكا هى التى تصدر الاوامر والانذارات والتحذيرات وتطلق التهديدات من اتجاه واحد ، اصبحت هى التى تتلقى التهديدات والانذارات والتحذيرات. واشارت الى ان الرئيس الافغانى "حامد كرازاى" انذر امريكا ، بتسليم كل السجناء الموجودين فى سجن " باروان" خلال شهر الى السلطات الافغانية ، وفى باكستان  اصدر الجيش الباكستانى اوامره لوكالة المخابرات الامريكية " سى أى ايه" بإغلاق قاعدة "شمسى" الجوية التى تستخدمها لاطلاق الطائرات بدون طيار ، وذلك عقب مقتل 24 جنديا باكستانيا فى غارة لطائرات حلف "الناتو" على الحدود الباكستانية الافغانية فى نوفمبر الماضى ، واذا كانت هذه التحذيرات والاومر قد صدرت من باكستان الحليفة التى تقوم امريكا بتدريب وتمويل جيشها وتربطهما علاقات تحالف قوية ، ومن افغانستان التى لم يكن لحكومتها وجود لولا الدعم الامريكى ، فأن التهديد والوعيد الاكبر من العدو اللدود  ايران باغلاق مضيق "هرمز" امام الملاحة العالمية ، اذا لم يوقف الغرب حملته لفرض عقوبات على طهران ، يعتبر تغيرا كبير ا فى السياسة الدولية. وحاولت المجلة التذكير بما حدث بعد احداث 11 سبتمبر الشهيرة فى امريكا ، عندما خرجت امريكا على العالم لتملى اوامرها على الجميع . ووفقا لما جاء فى كتاب " بوب وودورد ، " بوش فى حرب" ، فأن نائب وزير الخارجية الامريكى" ريتشارد ارميتاج" سلم رئيس المخابرات  الباكستانية قائمة من 7 طلبات فى شكل اوامر ، ومنها، وقف الدعم المقدم الى تنظيم القاعدة وحركة طالبان ، والسماح للطائرات الامريكية بالهبوط والاقلاع من الاراضى الباكستانية دون اى اعتراض ، ووافقت باكستان على الطلبات الامريكية دون نقاش . فقد اعطى الرئيس الامريكى السابق " جورج دبليو بوش" العالم خيارا واحد واضحا وهو "اما ان تكون معنا او مع الارهاب". واشار الكتاب الى انه عندما قرر " بوش" الحرب على العراق ، قال رئيس الاوزراء البريطانى السابق "تونى بلير" انه سيشارك فى الحرب مع امريكا اذا حصل الحلفاء على تفويض من الامم المتحدة باستخدام القوة ، وعندما تجاهل "بوش" تفويض الامم المتحدة وقرر الحرب وقال ل "بلير" اما ان تكون معنا او ضدنا ، تراجع "بلير" وقرر المشاركة. وتساءلت المجلة ماذا حدث بعد ذلك ؟؟!.. ولماذا اصبحت الولايات المتحدة هى التى تتلقى الانذارات والتحذيرات؟. واشارت الى ان المحافظين يعرفون الاجابة. وهى " لأننا اصبحنا ضعفاء" .واضافت ان ادارة الرئيس "باراك اوباما" ، جعلت تلك الدول التى لا تفهم الا لغة القوة ، تتطاول على امريكا كيفما تشاء . فأيران على سبيل المثال تدرك جيدا ان خيار الحرب ضدها مستبعد ، وبالتالى تفعل ماتريد وافغانستان وباكستان الحليفين الكبيرين لامريكا ، ادركو نفس الحقيقة . فالقادة فى افغانستان وباكستان يعلمون ان السبيل الوحيد لكسب شعبية فى الداخل ، هو التصدى لامريكا والوقوف فى وجهها ، ونفس الشىء بالنسبة لايران التى تعلم جيدا ان اغلاق المضيق عمل ليس سهلا ، الا انه الكارت الرابح فى الوقت الحالى . وقالت المجلة "انه تاريخيا ، تصدر التحذيرات والتهديدات من الاقوى للاضعف. بمنطق "افتح الباب والا سنحطم مدينتك وسنغتصب زوجتك ونفعل مانريد". ولكن هذه الايام اصبحت الدول القوية تميل الى الالتزام بالقانون ، ولم يعد لديها الرغبة فى استخدام قوتها ضد الدول

الصغيرة والضعيفة . ورأت المجلة ان التهديدات والتحذيرات اصبحت بشكل كبير اداة  الضعفاء . فقد ادعى "كرازاى" انه لن يسمج بانتهاك السيادة الافغانية ،  كما انه هدد بالانضمام الى حركة "طالبان" اذا استمر الغرب فى ضغوطه عليه لاصلاح حكومته ، وفى النهاية لم ينفذ ايا من تهديداته ولكنها كانت مجرد حرب دعائية لكسب الداخل الافغانى. ورأت المجلة ان مثل هذه المواقف تعبر عن حالة من الاحباط ، ولا يجب على الادارة الامريكية ان تنجرف ورائها. وقالت ان تهديد "كرازاى" بالانضمام الى طالبان ، وما اطلقه الجنرال "اشفاك كيانى"  قائد الجيش الباكستانى من تهديدات ، يجب الا تمثل اى ازعاج لامريكا وعليهما ان يدركا ان هذه الخدع لن تنطلى على امريكا . ورغم ذلك فأن هذا الامر ليس سهلا ، وهو ما جعل البيت الابيض يرسل السيناتور "جون كيرى" لاجراء محادثات مع "كرازاى" و"كيانى" حول هذا الامر . وقالت المجلة انه لا يوجد بديل جيد سوى التفاوض، واشارت الى انه حتى اذا كسب الجمهوريون معركة الرئاسة الامريكية ونفذوا تهديداتهم بضرب ايران ، فإنهم ليس لديهم ما يقدمونه لتهدئة الموقف فى باكستان وافغانستان. واكدت المجلة ان الحل العملى لامريكا هو التعجيل بالانسحاب من افغانستان ، وبالتالى تقل اهمية باكستان لامريكا ، واشادت المجلة بالانسحاب من العراق ، وتركيز السياسة الامريكية على صياغة اطر تعاون جديدة مع اليابان وكوريا الجنوبية ودول اسيا الاخرى بدلا من الاعتماد على افغانستان وباكستان. واضافت المجلة ان الرئيس "اوباما" يفضل ان تكون علاقة امريكا مع الاخرين تقوم على الاحترام وعدم التدخل قى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها، الا ان القائمين على حملته الانتخابية طلبوا منه، الا يفرط فى التمسك بالمبادىء سواء فى الامور الداخلية او الخارجية. ورأت المجلة ان رد "اوباما" على التهديد الايرانى باغلاق مضيق هرمز ، كان موفقا ، حيث اعلن الرئيس ان امريكا ستتصرف وفقا لما يحدث وليس لما يقال. كما اشادت المجلة بموقف "اوباما" من الحملة التى نفذتها السلطات المصرية على منظمات المجتمع المدنى ، فهو لم يهدد بوقف المساعدات العسكرية البالغة 1,3 مليار دولار سنويا ، واكتفى بتحذير مختلف وتكتيك جيد،عندما قال للسلطات المصرية انه اذا استمر المجلس العسكرى  الحاكم ، فى سياساته التى ستعيد مصر الى عهد الاستبداد والقمع، سيكون له موقف حاسم.