ف.بوليسى: الصغار يتطاولون على أمريكا الضعيفة
تحت عنوان "تهديد ووعيد" نشرت مجلة "فورين بوليسى" الامريكية تحقيقا تناولت فيه، ماتتعرض له امريكا حاليا، من تحذيرات وانذارات وتهديدات واومر ليس من اعدائها فقط ، بل من حلفائها.
ورأت المجلة ان الامور قد تغيرت، وبعد ان كانت امريكا هى التى تصدر الاوامر والانذارات والتحذيرات وتطلق التهديدات من اتجاه واحد ، اصبحت هى التى تتلقى التهديدات والانذارات والتحذيرات. واشارت الى ان الرئيس الافغانى "حامد كرازاى" انذر امريكا ، بتسليم كل السجناء الموجودين فى سجن " باروان" خلال شهر الى السلطات الافغانية ، وفى باكستان اصدر الجيش الباكستانى اوامره لوكالة المخابرات الامريكية " سى أى ايه" بإغلاق قاعدة "شمسى" الجوية التى تستخدمها لاطلاق الطائرات بدون طيار ، وذلك عقب مقتل 24 جنديا باكستانيا فى غارة لطائرات حلف "الناتو" على الحدود الباكستانية الافغانية فى نوفمبر الماضى ، واذا كانت هذه التحذيرات والاومر قد صدرت من باكستان الحليفة التى تقوم امريكا بتدريب وتمويل جيشها وتربطهما علاقات تحالف قوية ، ومن افغانستان التى لم يكن لحكومتها وجود لولا الدعم الامريكى ، فأن التهديد والوعيد الاكبر من العدو اللدود ايران باغلاق مضيق "هرمز" امام الملاحة العالمية ، اذا لم يوقف الغرب حملته لفرض عقوبات على طهران ، يعتبر تغيرا كبير ا فى السياسة الدولية. وحاولت المجلة التذكير بما حدث بعد احداث 11 سبتمبر الشهيرة فى امريكا ، عندما خرجت امريكا على العالم لتملى اوامرها على الجميع . ووفقا لما جاء فى كتاب " بوب وودورد ، " بوش فى حرب" ، فأن نائب وزير الخارجية الامريكى" ريتشارد ارميتاج" سلم رئيس المخابرات الباكستانية قائمة من 7 طلبات فى شكل اوامر ، ومنها، وقف الدعم المقدم الى تنظيم القاعدة وحركة طالبان ، والسماح للطائرات الامريكية بالهبوط والاقلاع من الاراضى الباكستانية دون اى اعتراض ، ووافقت باكستان على الطلبات الامريكية دون نقاش . فقد اعطى الرئيس الامريكى السابق " جورج دبليو بوش" العالم خيارا واحد واضحا وهو "اما ان تكون معنا او مع الارهاب". واشار الكتاب الى انه عندما قرر " بوش" الحرب على العراق ، قال رئيس الاوزراء البريطانى السابق "تونى بلير" انه سيشارك فى الحرب مع امريكا اذا حصل الحلفاء على تفويض من الامم المتحدة باستخدام القوة ، وعندما تجاهل "بوش" تفويض الامم المتحدة وقرر الحرب وقال ل "بلير" اما ان تكون معنا او ضدنا ، تراجع "بلير" وقرر المشاركة. وتساءلت المجلة ماذا حدث بعد ذلك ؟؟!.. ولماذا اصبحت الولايات المتحدة هى التى تتلقى الانذارات والتحذيرات؟. واشارت الى ان المحافظين يعرفون الاجابة. وهى " لأننا اصبحنا ضعفاء" .واضافت ان ادارة الرئيس "باراك اوباما" ، جعلت تلك الدول التى لا تفهم الا لغة القوة ، تتطاول على امريكا كيفما تشاء . فأيران على سبيل المثال تدرك جيدا ان خيار الحرب ضدها مستبعد ، وبالتالى تفعل ماتريد وافغانستان وباكستان الحليفين الكبيرين لامريكا ، ادركو نفس الحقيقة . فالقادة فى افغانستان وباكستان يعلمون ان السبيل الوحيد لكسب شعبية فى الداخل ، هو التصدى لامريكا والوقوف فى وجهها ، ونفس الشىء بالنسبة لايران التى تعلم جيدا ان اغلاق المضيق عمل ليس سهلا ، الا انه الكارت الرابح فى الوقت الحالى . وقالت المجلة "انه تاريخيا ، تصدر التحذيرات والتهديدات من الاقوى للاضعف. بمنطق "افتح الباب والا سنحطم مدينتك وسنغتصب زوجتك ونفعل مانريد". ولكن هذه الايام اصبحت الدول القوية تميل الى الالتزام بالقانون ، ولم يعد لديها الرغبة فى استخدام قوتها ضد الدول