رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحف بريطانيا:التبول على جثث طالبان وصمة عار لأمريكا

اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الجمعة بمقطع الفديو الذى تم بثه على موقع التواصل الاجتماعى "يوتيوب"، لجنود من مشاة البحرية الأميركية وهم يتبولون على جثث لأفراد من حركة طالبان الأفغانية، وأجمعت الصحف على أن هذا المشهد أثار ردود فعل غاضبة واسعة،

وأنه وصمة عار فى تاريخ أمريكا. وتوقعت أن يؤدى ذلك إلى تعريض الجنود العاملين ضمن حلف "الناتو" فى أفغانستان لمزيد من الهجمات من قبل طالبان. ورأت صحيفة "الجارديان" أن هذا المشهد المؤسف، لا يختلف كثيرا عما حدث من الجنود الأمريكيين تجاه المسجونين فى سجن "أبو غريب" بالعراق.
وقالت الصحيفة إن شريط الفيديو الذى أظهره من الجنود الأمريكيين وهم يتبولون على الجثث، بمثابة وثيقة في عصر المعلومات مثل أهوال الحرب الأخرى الموثقة. ويبدو أن صانعي هذا العمل المشين فعلوه وهم واعون تماما، وأن هناك كاميرات تصورهم ولكي يراهم العالم أجمع، أى أنهم قصدوا ارتكاب فعلتهم وإظهارها للجميع. وأشارت الصحيفة إلى أن المقارنات بحوادث سابقة تورطت فيها القوات الأميركية مثل التعذيب في سجن "أبو غريب" بالعراق، يبدو أمرا لا مفر منه رغم وجود اختلاف بين التعذيب والإساءة إلى سجناء أحياء كما حدث في "أبو غريب"، واستباحة حرمة جثث الموتى. ومن المؤكد أن التشابه الواضح مع "أبو غريب" ليس في طبيعة الجرائم، ولكن في الدافع القوي لتصويرها ومن ثم مشاركتها عبر الإنترنت. وربما تأتي "مدافع" المستقبل مزودة بكاميرا وزر يسمح للشخص بمشاركة فورية لتلك اللحظة من المعركة. وأوضحت الصحيفة أنه عندما تسربت صور سجن "أبو غريب" عام 2004، اندهش العالم كله من كيفية تصوير ماحدث داخل جدران السجن، ولكن الآن فى عالم تقدمت فيه التكنولوجيا الرقمية، لم يعد مفاجئا أن يوثق العنف والقسوة بهذه الطريقة، فقد استبيحت مشاركة أي صور ولم يعد هناك شيء خاص أكثر من اللازم أو مشينا كي لا يوضع على "يوتيوب". ومشهد تبول الجنود يأتي في هذا السياق الذي لا يبدو أنه متطرف أو مثير للاشمئزاز، بل إنه يأخذ مكانه بين كل مشاهد الفيديو الأخرى

التي يشاهدها الجميع .  ولكن التاريخ سجل العديد من الوقائع التى تم تصويرها حتى قبل الثورة الرقمية بكثير، فقد وثق الجنود فى الحرب العالمية الثانية، العديد من المشاهد، وكان من بينها ماحدث فى عام 1943 فى وارسو، وتصوير بعض مشاهد مذابح اليهود على أيدى قوات "ادولف هتلر".
ومن جانبها قالت صحيفة "اندبندنت" إن ماحدث فى أفغانستان ما هو إلا استمرار للانتهاكات الأمريكية الصارخة، سواء فى أفغانستان أو العراق أو غيرها من المناطق التى يحل بها الجنود الأمريكيون. وعبرت الصحيفة عن استيائها البالغ من رد الفعل الأميركي المعتاد على مثل هذه الانتهاكات المتكررة، وقالت إن ما خفي كان أعظم من مثل هذه الإساءات التي لم تصور أو لم تنشر بعد وهي كثيرة. وأشارت إلى أن قتل عناصر طالبان لم يكن هو ما أقلق سلاح "المارينز" الأميركي بل التبول، فلا شيء خطأ في القتل وسط القيم الأصيلة للمارينز، لكنه لا ينبغي التبول على الجثث، والأهم من ذلك أنه يجب ألا يتم ذلك أمام الكاميرا . وختمت الصحيفة بأن الجيوش مخلوقات مرعبة والجنود يفعلون أشياء مشينة، لكن عندما نقبل كل هذه الأكاذيب المبررة ، بأن هناك استثنائية في الحروب وهناك بعض التجاوزات التي تحدث، فإننا نقبل الحرب ونقر بخداعها ونجعلها أكثر احتمالا وأيسر، وهو ما يعنى مزيدا من القتل والاغتصاب والانتهاكات.