ف.افيرز: "مصر الجديدة"..أقل تعاونا مع أمريكا وأكثر ميلا إلى إيران
إذا كان الحديث فى مصر حاليا يتركز على بعض القضايا الرئيسية، مثل الحكم العسكرى ودور الدين فى السياسة والانتخابات البرلمانية وشكل الديمقراطية الجديدة ، إلا أن أحدا لم يتحدث عن السياسة الخارجية لمصر فى الفترة المقبلة. ورأت مجلة" فورين افيرز" الأمريكية أنه رغم اختلاف المصريين مع الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" فى القضايا الداخلية، إلا أنهم كانوا يتفقون معه على السياسة الخارجية حسب زعم المجلة. وأضافت أن فوز العلمانيين فى الانتخبات البرلمانية، ربما يكون مريحا لأمريكا. فى حين أن فوز الإسلاميين قد يكون مزعجا للغرب بشكل عام. وقالت المجلة إنه بغض النظر عن الحزب الذى يمكن أن يفوز بالعدد الأكبر من المقاعد فى البرلمان القادم ، إلا أن الشىء المؤكد هو أن مصر الجديدة ستكون أقل تعاونا مع الولايات المتحدة وأكثر ميلا إلى إيران. وأضافت أن الرئيس السابق "حسنى مبارك" حافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل طوال العقود الماضية، ولم تكن لديه أيه نوايا لإقامة علاقات مع إيران بل كان لديه عداء غريزى تجاه طهران والمنظمات الموالية لها فى المنطقة مثل حزب الله اللبنانى وحركة حماس الفلسطينية وكذلك سوريا.
وحسب وثائق موقع "ويكليكس" التى تسربت العام الماضى، فإن "مبارك" كان دائما يكرر أن النفوذ الإيرانى انتشر مثل السرطان من الخليج العربى إلى المغرب. وقالت المجلة إنه حسب الوثائق ، فإن مبارك أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب مواقع حركة حماس فى غزة عام 2008 . ورأت المجلة أن التحالف مع الولايات المتحدة لا يزعج المصريين. والدليل أن مظاهرات التحرير لم تقم بحرق أى علم أجنبى ولم يرفع المتظاهرون أى شعارات ضد أمريكا أو إسرائيل بل كانت كل مطالبهم تنصب على أمور داخلية.
وقالت المجلة إنه فى الوقت الحالى بينما تستعد مصر لاستقبال برلمان جديد ، فإن الوضع يختلف ولابد أن تتضح سياسية مصر الخارجية. وأوضحت أنه خلال جولة فى ميدان التحرير ولقاءات مع ناشطين وشباب وممثلى أحزاب من مختلف التيارات والأطياف السياسية فى مصر ، كان هناك شبه إجماع على ضرورة تدعيم مكانة ودور مصر فى المنطقة ، وهذا لن يأتى إلا بالإبقاء على العلاقات مع كافة الحلفاء مثل السعودية ولا مانع من تدعيم العلاقات مع إيران. ونقلت المجلة عن "مصطفى اللباد" مدير مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية والاقليمية فى القاهرة ، انه لايوجد اى سبب لمعاداة ايران ، رغم اختلاف التوجهات.
وأضاف أنه حتى اذا كان المجلس العسكرى حريص على العلاقات الامريكية ، فإنه لايجب أن يتجاهل رغبة الشعب- اذا رغب - فى اقامة علاقات مع ايران وحزب الله وحماس وسوريا والحقيقة انه لابد لأى نظام حاكم فى مصر ان يحرص على التعامل مع الاطراف المهمة فى المنطقة ويجب ان تستعيد مصر دورها البارز فى صنع السياسات الاقليمية فى المنطقة. وقالت المجلة ان المجلس العسكرى المصرى ليس لديه أى تحفظ على اقامة علاقات مع إيران والدليل انه تم السماح لسفينة ايرانية بعبور قناة السويس فى الصيف الماضى، وهو مل لم يحدث منذ الثورة الايرانية عام 1979. وايدت ايران الثورة المصرية ، وقالت إنها عينت سفيرا لها فى مصر بعد رحيل