رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

روبرت فيسك: ديمقراطية إسرائيل "هراء"

أشار الكاتب البريطانى المخضرم روبرت فيسك فى مقاله اليوم بصحيفة "إندبندنت" إلى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس والتى تتضمن إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطينى لافتاً إلى مقولة إسرائيل الخالدة بأن الحكومات الديمقراطية لا تعقد صفقات مع "إرهابيين" فى إشارة إلى حركة حماس.

وذكر فيسك أنه لا توجد دولة تكرر هذا الهراء أكثر من إسرائيل، خاصةً حكومة نتنياهو، وبالطبع الولايات المتحدة التى لا "تفسح الطريق" أبداً "للإرهابيين"، مضيفاً "أن فرنسا لو اضطرت للإفراج عن ألف سجين فى مقابل مواطن فرنسى واحد "رهينة" – لا سمح الله – لغضب أوباما وكلينتون وكاميرون، واتهموا الحكومة الفرنسية بالجبن الشديد".
وطرح فيسك سؤالاً مهماً ماذا طرأ على هذه المعتقدات وجعل لندن وواشنطن تقومان "بصفقة" تبادل الأسرى مع حركة حماس التى يفترض أنهم "إرهابيون"؟!.
واستطرد الكاتب قائلاً إن إسرائيل أطلقت سراح 7.000 أسير فى مقابل 19 سجينا إسرائيليا، وجثث أربعة من الجنود الإسرائيليين، ومن المفارقات أن تكون "الصفقة" الأخيرة التى تقضى بتبادل 1.300 فلسطينى مقابل حياة إسرائيلى واحد، هو نفس عدد الفلسطنيين الذين قتلوا عندما قامت إسرائيل بغزو قطاع غزة عام 2008-2009 فى حين قتل 13 إسرائيلياً فقط.
واستغرب فيسك لماذا لم يكتشف الجنود الإسرائيليون مكان الجندى شاليط فى غزة؟ معتبراً ذلك عجزا فى العسكرية الإسرائيلية إلا إذا تم تهريب الجندى شاليط عبر الأنفاق إلى مصر،

مضيفاً "ربما يحكى لنا هذه التفاصيل عندما يتم الإفراج عنه".
ونصح الكاتب حركة حماس بعدم الانخراط فى الفرح والتهليل، مُذكراً بعملية التبادل المماثلة التى أِشرفت عليها الأمم المتحدة – من 10 سنوات – بين لبنان وإسرائيل، قامت إسرائيل بتسليم الدفعة الأولى من الأسرى، ورفضت تسليم النصف الآخر، وهو ما يتشابه مع ترتيبات هذه "الصفقة" التى تقضى بتسليم شاليط مقابل 500 فلسطينى فى المرحلة الأولى، ثم 527 فى المرحلة الثانية.
وفى ذلك السياق نقل عن مفاوض الأمم المتحدة الذى قال له شخصياً – عندما عرض احتمالية أن تنكس إسرائيل وعدها – " لا تقلق، إن حماس ستكون على قدم المساواة وبلا رحمة إذا حدث ذلك".
وختاماً، قال فيسك إن عقد صفقات مع "الإرهابيين" يعد من الأعمال القذرة والمشينة، ولكن لا تتوقع أن يقوم أحد بوصف هذه الخطوة بالنفاق، ولا تتوقع أن ينطق أوباما بكلمة واحدة "فإن الرجل المسكين يسعى لإعادة انتخابه".