رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع الحر الشديد: هل يكمل كبار السن صيام شهر رمضان؟

بوابة الوفد الإلكترونية

خمس عشرة ساعة من الصيام مع الارتفاع فى درجة الحرارة هل تتساوى قدرة الصيام ورخصة الإفطار هذ العام بصيام شهر رمضان ورخصة إفطاره عندما كان يأتى فى فصل الشتاء ومدة الصيام أقل من اثنتى عشرة ساعة.

يقول الدكتور يحيى الفقى، أستاذ محاضر أمراض الباطنة بالكلية الملكية البريطانية: ربما تساوى فرص الصيام بالنسبة للأصحاء والبالغين والبالغات من المسلمين ولكن الأمر يختلف بكل تأكيد بالنسبة للمرضى وكبار السن وقبل مرحلة البلوغ من الأطفال ومن هم على سفر أو لديهم عذر صحى مؤقت أو مستديم.. ودراسات طب المسنين أظهرت حقائق طبية كثيرة، خاصة فى التغيرات الفسيولوجية التى تحدث مع التقدم فى السن مثل نقص الغدد العرقية بالجلد ونقص نسبة المخزون من الدهون فى الجسم بل نقص البروتين المكون للعضلات ونقص فى هرمون الكورتيزون ومعدل إفراز الكلى للبول وبطء حركة الهضم وكفاءته أيضاً بجانب زيادة لزوجة الدم نتيجة زيادة الصفائح الدموية المطرد مع التقدم فى العمر وضيق الشرايين المغذية للمخ والقلب والكلى والأطراف نتيجة تصلب الشرايين الذى يشمل الغالبية العظمى من المسنين وكبار السن وكلها تغيرات طبيعية تمثل التطور الطبيعى لأى إنسان يصل مرحلة الشيخوخة.

ويضيف الدكتور يحيى الفقى: الشىء الذى يبعث على الانبهار والفخر هو تمسك كبار السن بالصيام والعزم على إتمامه للشهر كاملاً عند الفئة العظمى من المسلمين فى كبار السن وهو ما نشهده يومياً فى العيادات والمستشفيات رغم محاولة الأطباء إقناعهم بخطورة استمرار الصيام على حالتهم الصحية، خاصة المرضى من كبار السن والحقيقة العلمية الثابتة أن سن الشيخوخة يتراوح ما بين خمس وستين عاماً إلى ما بعد السبعين عاماً وإن كانت هذه الأرقام غير ثابتة حيث إن العمر البيولوجى للإنسان هو الأكثر دقة فى تحديد مدى اقتراب الإنسان لسن الشيخوخة من عدمه والعمر البيولوجى يتم تقييمه من خلال معدلات طبية حسابية لها أكثر من موديل تطبق على مستوى العالم الغربى لتقييم العمر البيولوجى أو العمر الصحى لأى إنسان وتحديد القدرة على الصيام للأصحاء من كبار السن تتوقف على الشخص نفسه من إحساسه بالقدرة على إكمال الصيام من عدمه وتتوقف على عوامل أخرى كثيرة منها المجهود الذى يبذله كبار السن فى أوقات الصيام، خاصة أوقات الظهيرة وارتفاع صيام النصف الأول من الشهر هو الذى يدعمه فرصة إكمال صيام الشهر كاملاً، وعند الشك أو ملاحظة إعياء زائد أو أى عرض مرضى غير عادى يوصى كبار السن دائماً بالتوجه للأطباء لاستشارتهم فى إمكان استمرار الصيام أم استخدام رخصة الإفطار «لمن لا يستطيع» وتقدم السن هو الفيصل فى استمرار الصيام من عدمه.

أما بالنسبة لكبار السن المرضى ومن لديهم أعراض الشيخوخة الظاهرة بوضوح ومن يتناولون أدوية لأمراض مزمنة، خاصة القلب والكلى والسكر فإن رخصة الإفطار لا تستدعى حتى اللجوء لرأى طبيب وأن الإفطار واجب فى أغلب الأحيان، خاصة هذا العام وربما يكون استبدال هذه الأيام «بعدة من أيام أخر» فى أشهر الشتاء هو البديل الذى فرضه الله لمن قد يتسبب صيامه فى ضرر صحى شديد حيث إن الأصل فى العبادة ألا يقع منها أى ضرر على صحة الإنسان وأن مبدأ الدين يسر هو الأوقع فى هذه الظروف.

ويقدم الدكتور يحيى الفقى بعض النصائح لكبار السن الحريصين على إكمال شهر رمضان وهى تناول السوائل بكثرة «3 لترات يومياً» فى صورة ماء وعصائر ربما يكون أكثر أهمية بكثير من تناول الطعام نفسه، وعدم الإجهاد والخروج مبكراً والعمل فى الأيام ذات الموجات الحارة الشديدة وعدم التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة ويفضل الحركة والنشاط بعد الإفطار بقدر الإمكان، والحصول على فترات كافية وقسط وافر من النوم يومياً لا يقل عن سبع ساعات وساعة أو ساعتين قبل الإفطار أيضاً، وفى حالة مرضى القلب والسكر والضغط والكلى والكبد وباقى الأمراض المزمنة من كبار السن يوصى دائماً بالمتابعة مع طبيب قبل رمضان ومرة أو مرتين على الأقل أثناء الشهر لمتابعة مسايرتهم للصيام بأمان وعدم تأثر مواعيد الطعام والدواء من نظام الصيام ومواقيته، وفى حالة الإحساس بأى هبوط أو عرق شديد أو عدم تركيز أو أى ضعف أو وهن شديد فى منتصف نهار الصيام فإن الإفطار وإعطاء سوائل عالية السكر فى الحال يعتبر واجباً، وفى كل الأحوال يجب أن يتذكر كبار السن هذا العام «أن الله يحب أن تؤتى رخصه» وأنه «لا ضرر ولا ضرار».