رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم نتعلم الدروس؟!

بح صوتي.. وصراخي وسط الزحام.. وأنا أحذر من عواقب قرار عودة الجماهير دون دراسة أو تقدير موقف.. متحفظا في هذه الزاوية علي قرار عودتها من نتائج هذه الخطوة خاصة أننا اعتدنا في مصر علي القرارات والمواقف غير المدروسة والعشوائية فتأتي النتائج متوقعة هزيلة ومأساوية.

اتحاد الكرة حاول أن يظهر بدور البطل الذي حمل علي عاتقه قرار عودة الجماهير وحاول العميد ثروت سويلم أن يؤكد لرجال الجبلاية أن بقاءه علي كرسي المدير التنفيذي لدولة الجبلاية وآلاف الجنيهات التي يحصل عليها شهريا ليس من فراغ فقام بضغط متواصل علي رجال الداخلية مستغلا علاقته الوطيدة برجال الداخلية وهي مؤهلاته الأولي للجلوس علي أعلي كرسي تنفيذي بالجبلاية لعودة الجماهير رغم الحوادث التي تكررت بعد مذبحة بورسعيد ومنها لقاءات الأهلي والزمالك أفريقيا مع الترجي والصفاقسي وسيوي سبور الإيفواري وآخر المآسي كان في لقاء المنتخب وبتسوانا في تصفيات كأس العالم.
«سويلم» وقادة دولة الجبلاية ومعهم رئيس نادي الزمالك قادوا معركة عودة الجماهير وخاضوا حربا سلمية تارة وترهيبية تارة أخري علي الداخلية بحجة أنها تتحمل تبعات ما يحدث للكرة المصرية من هزات وللأندية من إخفاقات مالية وكوارث بسبب عدم حضور الجماهير لإنعاش خزائنها المفلسة ولم يجد وزير الداخلية سوي الاستسلام للأمر الواقع بعودة الجماهير جزئيا تمهيدا للدخول الجماعي دون تجديد أعداد بعينها.
كنت أقرأ في الأفق أن هناك مآسي سوف تحدث ويتكرر معها سيناريو مذبحة بورسعيد وهذا ليس عبقرية ولا اطلاعا علي الغيب بل قراءة لأحداث سابقة ورؤية لتوجهات وفكر الألتراس وروابط المشجعين في مصر التي لم يعد أحد قادرا علي ترويضها أو حتي اجتثاث جذورها باتت أشبه بطوفان يغرق كل من أمامه لا يعرف سوي لغة واحدة هي «أنا ومن بعدي الطوفان».
ما حدث يوم الأحد الماضي ببساطة مجموعة لا تعرف سوي العنف أرادت دخول الملعب عنوة بدون تذاكر وهي مأساة أخري لا يتحمل تبعاتها من قتلوا فقط بل من لا ينفذ القانون أو روحه بحرفية لأننا نجنب

ثمار أخطائنا السابقة، فالقانون يطبق حسب الظروف والأهواء فقد اعتاد بعض هؤلاء بجانب سلوكياتهم المعروفة ومع الضغط أن يسمح لهم بالدخول في بعض المباريات حتي بدون حمل تذاكر وعرفوا أن القوة أحيانا تأتي بثمارها، هذه المرونة وخرق القانون يستغله البعض حتي لو وصل لخانة ومربع الموت. هل لو مشجع يمتلك العقل والثقافة والمنطق وقليلا من الدين سيحاول أن يدخل بدون تذكرة وحتي لو فرضنا أنه لا يخشي الله هل يري هذا الزحام والحرب الضروس ويقحم نفسه للدخول وسط الضباب وهم يرون الموت بأعينهم.. ويساقون اليه.. بدليل أن هناك عشرة آلاف دخلوا بأريحية واستمتعوا بالمباراة دون أي مشاكل.. كثيرون من الذين يلقبهم البعض بالشهداء حاصروا أتوبيس الزمالك وسبوا ولعنوا قبل أن تزهق أرواحهم بدقائق، شيء غريب وعجيب يدعو للذهول والصدمة يعجز معها اللسان عن الحديث.
فشلنا لسنوات في مواجهة روابط المشجعين ولم نتعلم من إسبانيا وغيرها التي أنهت هذه الروابط نهائيا بعد أن شكلت لها صداعا.. في رض الأندلس إرادة وحزم وقانون.. حان وقت التخلص من الراوبط لأنها ستقض علي كل ما هو نافع ومثمر في هذا البلد.. جذورها تشعبت واخترقت حدود الدولة الرياضية الي الجزر السياسية والاقتصادية، بدأت تتغلغل وتكون مستعمرات و«لوبي» من الصعب تفكيكه ومواجهته.. باتت الروابط خطرا علي نفسها.. وتزهق أرواحها!!


[email protected]