عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عامر.. والإخوان..!

في لقائي الأخير برجل الأعمال المشهور المهندس فرج عامر استشعرت بمرارة في حلق الرجل لدرجة أن وجهه ارتسمت عليه علامة الاكتئاب والضيق مع ذكر أو مرور كلمة عابرة

عن الإخوان بسبب مطاردتهم له والضغط عليه لترك البلاد  جعلت عامر يبدأ بالفعل في إنهاء إجراءات الهجرة لكندا.. فوسط عفويته وضحكاته وابتساماته كنت أرى خلال حواري معه ان مجرد كلمة  من قريب او بعيد عن الحكم البائد تنغص أوجاعه وتعيد من جديد  شريط الذكريات فيتخيل ان هذه الأيام التي لاتنسى والتي عاش أوجاعها ومراراتها ربما تعود ثانية.. ولسان حاله يقول.. أرجوك.. أرجوك.. لاتذكرني بأيام أحاول أن أطوي صفحاتها «بالضبة والمفتاح» وكأنها فاقت ماتعرض له بعض أصحاب الفكر والسياسيين في عهد جمال عبد الناصر من أساليب تفوق الخيال حول أصناف وأطياف التعذيب المبتكرة آنذاك.
لكن كان هناك سؤالان مهمان داراً أيضا في خلدي خلال حواري معه أولهما.. أن الإخوان لم يتعرضوا لرجل الأعمال فرج عامر بتعذيب أو اعتقال أو ترهيب جسدى.. وتساءلت: ما الذي جعل الرجل على هذه الدرجة من الضيق واليأس لدرجه أنه قالها صراحة «عشت أياما سوداء وأصبت بحالة اكتئاب وخرجت في ثورة 30 يونية أحمل علم مصر بشكل هيستيري وكأنني في عيد أو ولدت من جديد بل إن الرجل حاول ان يبحث عن معنى آخر يعبر عن فرحته بإزالة هذا الكابوس من قاموسه الذي لاينضب فلم يجد.
هنا تأكد لي أن التعذيب النفسي أكثر بكثير من التعذيب الجسدي.. فالألم البدني قد يحسه الشخص ساعة أو ساعات.. أما النفسي فتستمر ذكرياته أمام الأعين لايمحوها مرور أيام أو سنوات خاصة مع الرجال ذوي القلوب الصافية والرقيقة والذين لم يعتادوا

على جرائم أشد ألما من  ضرب الجسد واحتقاره.
أما السؤال الثاني الذي  بحثت له عن إجابة فلم أجد فكان عدة تساؤلات: لماذا فعل الاخوان كل هذا بالمصريين خلال عام واحد فقط.. لماذا لم يحاولوا أن يحتضنوا الشعب المصري الذي كان متعطشا ومشتاقا لمن يحتضنه بعد ثلاثين عاما من الظلم والفساد.. لماذا لم يتعلموا من درس مبارك وانتفاضة شعب.. لماذا فوّت الإخوان هذه الفرصة وهو يحملون أو يدعون الإيمان والعدالة.. هل هو جهل بمسئوليات حكم بلد بقامة وقيمة مصر يقترب سكانها من  مائة مليون نسمة أو هي محاولة لاغتصاب وطن بكل محتوياته من أرض وفكر.. أم أنهم لم يفهموا بعد طبيعة وقدرات هذا الشعب..؟
تساؤلات كلها دارت في فكري وأنا في طريق عودتي لمنزلي ولكن وجدت أن رئاسة مصر تحتاج لقائد حكيم مثقف يعرف قيمة هذا الشعب  يلمس عواطفه ويحترم إرادته ويشخص أمراضه ويضع روشتة علاج قبل الجلوس على كرسي الرئاسة ولا يستهين للحظة بقدرات هذا الشعب.. وقبل كل هذا ان تكون حاشيته ليس لها مطمع أو مغنم في جاه أو سلطان.. وهي عملة نادرة جدا.. جدا..

[email protected]