رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

التعليم.. والبث الفضائي!

مازلت أرى أن تراجع مصر اقتصادياً واجتماعياً وتنموياً وراءه إرث قديم من تراجع الاهتمام بالتعليم كعمود فقري للنهوض بحياة المصريين.. لم يعد التعليم قادراً على تعظيم مواهب المصريين الفطرية واستثارة قدراتهم وإبداعاتهم وخلق كفاءات وقيادات تقود العمل المؤسسي وتنهض بالبلاد في كل المجالات..

والمادة ليست فقط هى المسئولة عن التراجع التعليمي بدليل وجود أزمات اقتصادية في دول مختلفة، وكان التعليم سبباً في نهضتها مثل دول جنوب شرق آسيا وايران مؤخراً التي أحدثت ثورة تعليمية جعلتها تنهض صناعياً خاصة في الأسلحة الثقيلة رغم ما يؤخذ عليها بأنها دولة قمعية ديكتاتورية، وإن كانت الديمقراطية تحتاج لتعليم جيد يعلم الطفل والطالب كيف يحترم حقوق الآخرين ويتبني قيمة ما له وما عليه من حقوق وواجبات.. فالديمقراطيات بدون تعلم وفهم ونسف الجهل والمنتفعين أشبه بمن يعطي مسدساً لطفل يلهو به! نحن في حاجة لتعليم يرسخ قيم وتقاليد أمة ويؤمن بالعمل والانتاج ويزيل «أوساخ» الألفاظ والمفاهيم التي أصبحت لغة الشارع والبيت بعد أن كانت غريبة وشاذة وباتت مستأنسة ويبتسم لها الكبير والصغير!
وما نعانيه في كل المجالات من ضآلة الفكر واضمحلاله في المؤسسات المختلفة وضياع الابتكار والبحث عن حلول لمشاكل أمة وراءه التعليم الذي بات مجرد تلقين وشهادات بعيداً عن الحياة العملية والفكرية أساس النهوض بالأمم.
وأزمة بث مباريات الدوري كشفت عن الأزمة التي تعيشها الادارة المصرية في كل المجالات من عدم تنظيم وتنسيق ورسم خريطة لمستقبل مشرق مستفيداً بالتجارب السابقة حتى لا تتكرر ثانية.
وهي أزمة تتجدد كل موسم حتى باتت مسلسلاً يعاد بثه باستمرار دون حلول قطعية حائراً بين اتحاد الكرة والقنوات الفضائية والأندية وعلى الحكومة

برئاسة رئيس الوزراء أو وزارة الرياضة وضع دستور يتوافق مع ما يسير من بث في الدول المتقدمة والظروف المحلية للوصول لنقطة تلاقٍ بين الأطراف المعنية.
والأهلي يعتبر نفسه الزعيم ويحاول أن يسطو بنفوذه وشعبيته ونجومية أعضائه على الجميع ويحصل على التورتة بالكامل ويبيع مبارياته منفرداً، رغم أن الشواهد والمؤشرات تؤكد أنه سوف يحصد ملايين تفوق ما حصل عليه في المواسم الماضية حيث تم بيع الدوري جماعياً.
واتحاد الكرة تقدم بكراسة شروط ولم يتقدم أحد سوى التليفزيون المصري وكانت كل القنوات الفضائية تعلم بوجود كراسة الشروط وأصبح حقا اصيلاً للتليفزيون المصري.. ولأن القنوات الفضائية فاقت بعد الصدمة فقد أعلنت عن رغبتها واتحدت مع الأهلي لشراء مبارياته بهدف ارغام الجبلاية للتراجع عن البيع للتليفزيون، وخرج من يهدد ويتوعد لأن البيع جاء بالأمر المباشر للتليفزيون.
يقيني أن حلول الأزمات المتكررة في كل المجالات لن تجد طريقاً للنور الا من خلال وضع نظام تعليمي يعرف المتلقي كيف يحل المشكلة ويبتكر ويقدم المصلحة العامة على الخاصة.. حينها ستكون مصر تخطت حدود العالم الثالث الى عالم أكثر رفاهية.

[email protected]