عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نائب لا ينحني!


مهما كانت شخصية الرئيس القادم لمصر، وما يمتلكه من موهبة وإمكانيات، وقدرة علي انتشال البلاد من مشاكلها وأزماتها والدفع بها لمصاف الدول المتقدمة يبقي الدور المهم والرئيسي الذي يلعبه البرلمان بوصفه القادر علي وضع التشريعات وما يضمه من شخصيات لديها الفكر وبُعد النظر والقدرة علي محاسبة الحكومة والمسئولين دون مواربة أو خنوع أو انتماء للحزب الحاكم قبل الوطن!

وأبرز المشاكل التي عانت منها مصر علي مدار تاريخها هو اختيار شكل وهيكل البرلمان، ومن سوء حظها أن قبع علي كرسي رئاسة هذا البرلمان من لا يملكون القدرة علي تسيير الأمور بشكل يرضي الله عز وجل، وضمائرهم، ومحاسبة النفس قبل أن يحاسبهم المولي ثم الشعب، فوقعوا في براثن الفساد والحكومات الأشد فتكاً من الأمراض الفتاكة.

ومن الطبيعي طالما رب البيت بالدف ضارب أن تصيب العدوي ممثلي الشعب في البرلمان والذي جاء معظمهم بالتزوير وليس لديهم »مناعة« وحصانة ضد أمراض المجتمع فبحثوا عن مصالحهم الشخصية، وكل همهم تشكيل عصابات وألوية داخل البرلمان وترسيخ معارفهم وعلاقاتهم برجال الحكومة للحصول علي أكبر امتيازات خلال هذه الفترة من عمر الدورة البرلمانية للفوز بأكبر قطع من أراضي الدولة، وطلبات تعيين لأقاربهم ومعارفهم في المؤسسات والمصالح »السوبر«، ويا ليتهم يحصلون علي هذه التوقيعات من الوزير أو المسئول المختص لأبناء الفقراء والمحتاجين في دوائرهم!

وإذا تمت عملية استكشافية وتنقيب في شركات البترول أو المؤسسات الاستثمارية والاقتصادية الكبري في مصر ستجد القابعين فيها والقائمين علي إدارتها وممثليها من أبناء المسئولين في الدولة

أو القابعين تحت قبة البرلمان، ولا يهم بعد ذلك أن ينحني عضو المجلس أمام المسئول أو الوزير حتي يحصل علي التوقيع!! فضاعت هيبة ممثل الشعب أمام الحاجة الملحة ومطالبه التي لا تنتهي! ولا يفكر العضو في استجواب قوي وصارم يهز الوزير بل يأتي الأخير إلي البرلمان في تشريفة عند وجود استجواب وكأنه في نزهة ليحصل علي الإشادة والمديح والتصفيق الحاد.

كم كنت أتجرع مرارة الخزي والألم وأنا أتابع الوزراء في البرلمان الكويتي يتصببون عرقاً من استجوابات ومساءلات نواب الشعب، بينما تحول البرلمان المصري العريق إلي حفل سمر أو ما يشبه زفة عروسين!!

ويبقي السؤال: ما هي الضمانة الكافية لوجود ممثلين مثقفين أقوياء بالحجة والمساءلة.. هل نحن في حاجة لاستنساخ شخصيات برلمانية قوية قادرة علي محاسبة الوزير والمسئول؟ هل النظام التعليمي الضعيف، والسلطوي الديكتاتوري، والدور المؤسسي، وتشكيل شخصية الطفل منذ الصغر وراء ما نعاني منه في كل مناحي حياتنا حتي في وجود ممثل شعب لا ينحني مهما كانت العواصف!!

[email protected]