نائب لا ينحني!
وأبرز المشاكل التي عانت منها مصر علي مدار تاريخها هو اختيار شكل وهيكل البرلمان، ومن سوء حظها أن قبع علي كرسي رئاسة هذا البرلمان من لا يملكون القدرة علي تسيير الأمور بشكل يرضي الله عز وجل، وضمائرهم، ومحاسبة النفس قبل أن يحاسبهم المولي ثم الشعب، فوقعوا في براثن الفساد والحكومات الأشد فتكاً من الأمراض الفتاكة.
ومن الطبيعي طالما رب البيت بالدف ضارب أن تصيب العدوي ممثلي الشعب في البرلمان والذي جاء معظمهم بالتزوير وليس لديهم »مناعة« وحصانة ضد أمراض المجتمع فبحثوا عن مصالحهم الشخصية، وكل همهم تشكيل عصابات وألوية داخل البرلمان وترسيخ معارفهم وعلاقاتهم برجال الحكومة للحصول علي أكبر امتيازات خلال هذه الفترة من عمر الدورة البرلمانية للفوز بأكبر قطع من أراضي الدولة، وطلبات تعيين لأقاربهم ومعارفهم في المؤسسات والمصالح »السوبر«، ويا ليتهم يحصلون علي هذه التوقيعات من الوزير أو المسئول المختص لأبناء الفقراء والمحتاجين في دوائرهم!
وإذا تمت عملية استكشافية وتنقيب في شركات البترول أو المؤسسات الاستثمارية والاقتصادية الكبري في مصر ستجد القابعين فيها والقائمين علي إدارتها وممثليها من أبناء المسئولين في الدولة
كم كنت أتجرع مرارة الخزي والألم وأنا أتابع الوزراء في البرلمان الكويتي يتصببون عرقاً من استجوابات ومساءلات نواب الشعب، بينما تحول البرلمان المصري العريق إلي حفل سمر أو ما يشبه زفة عروسين!!
ويبقي السؤال: ما هي الضمانة الكافية لوجود ممثلين مثقفين أقوياء بالحجة والمساءلة.. هل نحن في حاجة لاستنساخ شخصيات برلمانية قوية قادرة علي محاسبة الوزير والمسئول؟ هل النظام التعليمي الضعيف، والسلطوي الديكتاتوري، والدور المؤسسي، وتشكيل شخصية الطفل منذ الصغر وراء ما نعاني منه في كل مناحي حياتنا حتي في وجود ممثل شعب لا ينحني مهما كانت العواصف!!