عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما يبكي النيل!

- لم يكتف النظام السابق بتحويل البلاد بطولها وعرضها إلى”عزبة” ينهب ويغرف منها الناهبون والفاسدون لدرجة أن بعضهم كان يعض علي أصابعه ويندب حظه إذا مرَّ يوم دون أن يضع يده علي قطعة أرض أو يضيف إلي رصيده في حسابه الخاص من الجبايات التي كان يفرضها على “الغلابة” أو أصحاب المصالح من أمثاله علي طريقة “شيلني وأنا أشيلك”!!

بل أصيب بشيخوخة أضعفت من تحركاته والوعي بما يجري حوله وزاد الطين بلة تكبر وعناد مع دول الجوار الأفريقي خاصة دول حوض النيل، وترك الساحة خالية علي مصراعيها يعربد فيها أعداء الأمة وكل من يحاول إضعافها وشل تحركها وثقلها السياسي والمحوري في المنطقة.

ورغم هذه التحركات من دول حوض النيل لتقسيم مياه النيل ورفض الاتفاقية السابقة، إلا أن التحرك والرغبة في احتواء الأزمة لم يتناسب مع الأمر وخطورته كأمن قومي وخط أحمر لا يجب تخطيه.

الحديث عن هذه الرغبة من دول حوض النيل كان قبل سنوات علي حياء بعد أن اشتموا قوة وشكيمة مصر أيام الرئيس الأسبق السادات الذين حاولوا جس النبض فكان الرد قوياً ومقنعاً دون تأويل أو الإمساك بالعصا من المنتصف.

ومع ضعف الدولة المصرية وإصابتها بشيخوخة متأخرة بات من يتحدث في سره يعلن جهاراً عما يكنه وبدلاً من مواجهة الأزمة وحسمها بطرق مختلفة أعطينا لها ظهرنا أو دخلنا في مفاوضات لإضاعة الوقت، ودولة مثل أثيوبيا تبني السدود وتقتطع من نسبة مصر بطريق غير مباشر، وساهمت إسرائىل

بنسبة كبيرة في هذه السدود رغم تصريحات زيناوي رئيس وزراء أثيوبيا الذي كان له دور كبير في تجميع معظم دول الحوض في صفه، بينما القائمون علي الأمر في مصر مشغولون بنهب مصر المحروسة مكتفين بالـ 55 مليار متر مكعب، وبدلاً من المطالبة بزيادتها مع الزيادة السكانية ارتضينا بخصم نسبة 15 ملياراً من رصيدنا.

والأغرب من كل هذا أن نهر "الكونغو" ثانى أطول أنهار أفريقيا بعد النيل يصب مياهه في المحيط الأطلسي وتقدر بحوالي 100 مليار متر من المياه العذبة دون أن يستفيد بها أحد، والخبراء في مصر طالبوا مراراً وتكراراً بإمكانية استفادة مصر والسودان من هذا النهر وتحويل مساره من خلال العلاقة الجيدة بيننا والكونغو الديمقراطية (زائير سابقاً) بدلاً من إهدار مياهه والأراضي الزراعية تموت عطشاً، والآدميون يرتون بمياه لا تصلح لآدميين!

لقد بات النيل يبكي من إهمال المصريين في حقه، وعندما تجف دموعه عندها لن نجد من يروي ظمأنا حتي ولو بكينا دماً!!

[email protected]