رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الألتراس.. ولملمة الجراح

من الطبيعى أن تتزايد اعتصامات ولهجة الألتراس مع التنازلات التى تقدمها الحكومة يوميا للمعتصمين من كل الفئات وآخرها هيئة النقل العام.. وكأن حكومة الجنزورى جاءت لترضى الجميع من كل الفئات حتى ولو كان هناك شطط وخروج عن المألوف أو تفعيل وتأكيد النظرة الضيقة للمصلحة الخاصة بعيدا عن العامة..

وبات كل فرد أو مجموعة فى جزيرة منعزلة عن الآخرين وهمه إنهاء مهمته ومصلحته وهى أخطر السمات التى طفت على السطح رغم أن الآمال كانت عريضة مع قيام الثورة فى القضاء على سلبيات عديدة ومنها البحث عن هموم الجماعة وليس الخاصة. وأسوأ الأمراض الاجتماعية التى تواجه أمم العالم الثالث هذا التفسخ الذى يبدو فى البداية شىء طبيعى ومطلب عادل ثم يتحول إلى سلوك وعادة ويصبح لهذه الجزيرة وتلك مطالب وحقوق تصل فى النهاية إلى مطالب بالانفصال لنيل هذه المخصصات.
والألتراس قد تكون لديه بعض المخاوف من تأثير العقوبات الكروية – التى يراها متواضعة ولا تتناسب مع الجرم - على التحقيقات التى تجريها النيابة حاليا مع المحالين وتقليص العدد الذى تم إحالته للنيابة وخروجهم من قبضة العدالة مع مرور الوقت والنسيان أو طالما هناك عقوبات متواضعة بهذا الشكل فمن المتوقع أن يسرى هذا على الشق الجنائى إلا أن الواقع يؤكد أن العقوبات المفروضة على المصرى ليست بهذا السوء خاصة أن اللاعبين والجهاز الفنى للفريق البورسعيدى لم يصدر منهم أخطاء فادحة وتوقف النشاط لمدة موسمين وعدم اللعب على إستاد بورسعيد عقوبة كافية مع الحالة التى يعيشها النادى حاليا وهروب معظم إن لم يكن جميع اللاعبين عن النادى وهذا فى حد ذاته عقوبة قاسية أنك ترى من كانوا يتغنون بالنادى البورسعيدى يحاولون الهروب بجلدهم.
الألتراس فى حاجة للتهدئة لأن

الأهم العقوبة الجنائية التى كان الإهمال السبب الرئيسى والمباشر فى تفاقم المذبحة وزيادة نزيف الدماء بجانب أن العقوبات الحالية لن يجرؤ أى طرف سواء من حكومة أو اتحاد كرة أن يقترب منها بالزيادة أو النقصان مع وجود طرفين يتقاتلان ومتعارضين وحتى لا تتهم الحكومة بالتدخل الحكومى إلا إذا جاء التغليظ أو التخفيض من جانب «الفيفا» أو المحكمة الرياضية وكل الشواهد تؤكد أن التصعيد قد يأتى بنتائج وخيمة على الطرفين.
أتصور أن الأوضاع الحالية من انفلات أمنى وسياسى وراء تصعيد الألتراس الأهلاوى وجرين إيجلز البورسعيدى تحسبا للحصول على أكبر المكاسب والتنازلات مع هذه الهوجة وكنت أتصور أن الألتراس أو الجرين إيجلز سيترك لإدارة النادى هنا أو هناك معركة التفاوض والاستئناف على العقوبات من خلال القنوات الشرعية ويكفى للألتراس الاعتراض بشكل سلمى بعيدا عن «تحطيم» بعض الأسوار التى وضعتها الشرطة أمام وزارة الداخلية وتعطيل الحركة المرورية وسير الحياة.
فالتاريخ سوف يكتب بحيادية عن الذين وقفوا بجانبه ولملموا جراحه وقت الشدة والجراح الغائرة، ومن يحاول أن يصطاد فى المياه العكرة.. وقتها لن تسامح الأجيال القادمة من كان وراء تراجع البلاد للوراء عدة قرون.
[email protected]