رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دولة الألتراس!!

تتزاحم المشاكل والأزمات على الوطن..و يتسابق البعض لإصابته في مقتل ولايدفعه سوى مصلحته الخاصة يتساوى في ذلك قيمة هذه المصلحة من ثمن غالٍ أوبخس أو تقمص أدوار البطولة أمام المشاهد على الفضائيات والجلسات والندوات بحثا عن نجومية أوبريق أفضل ولا يهم بعد ذلك أن يحترق الوطن ويزداد سعيرا ويبقى رماداً.

ولأن المصائب لاتأتي فرادى بل جماعة. فأم المشاكل لاتتوقف على جانب سياسي أو اقتصادي أو رياضي بعينه وجاءت العقوبات التي أعلن عنها اتحاد الكرة لتفتح باب جهنم وتزيد الانقسام ولهيب التصريحات العنترية من جانب المؤيدين لهذا الفريق أوذاك حتى المعتدلين الذين من المفترض أن يقفوا على الحياد أرادوا أن يدلوا بدلوهم.. وكيف لهم أن يصمتوا في هذا المعترك ويفوتوا فرصة النجوميه والأضواء ويشعلوها حربا بدلا من التهدئة.
وحاولت أن أقلب في الأوراق ووجدت أننا دائما متفردون في تعصبنا وأزماتنا دوليا وعربيا فلاتوجد مذبحة بهذه البشاعة تهدر فيها دماء مايزيد على 70 شابا وطفلا ويذكيها روح الإصرار والترصد والتباطؤ الغريب في فرض العقوبات ورد الفعل الغريب تجاه العقوبات والتي لم أجد لها مثيلاً.. فمعظم دول العالم المتحضر تتقبل الرأي دون تشنجات حتى في أحداث لقاء الدربي اليوناني بين ناديي باناثيناكوس وأولمبيا كوس والذي كانت أحداث أقل وطأة عن مذبحة بورسعيد إلا أن القرارات السريعة رغم شدتها على نادي باناثيناكوس إلا أنه لم يهدد بالثبور وعظائم الأمور لفشله في تأمين المباراة على ملعبه التي من المفترض أنه يقوم بتنظيمها وتوقيع غرامة قدرها ربع مليون يورو وإقامة أربع مباريات على ملعبه بدون جمهور وخصم خمس نقاط من رصيده: ثلاث في الموسم الحالي ونقطتان في العام المقبل.
ولأن في اليونان لايوجد نواب  تركوا المعترك السياسي وانشغلوا  ودسوا أنوفهم في حادث بحثا عن بطولة

ولأن اليونانيين ليس لديهم التعصب الأعمى الذي يعمى الأبصار والقلوب عن العدل والحقيقة وإن وجد التعصب الجماهيري لفريق ضد فريق إلا أن رابطة هذا النادي أو ذاك لم تخرج علينا بالتهديد بالاستيلاء على معبد بارتينون أو الجزر اليونانية أكبرها «أقريطش» وأجملها»رودس» للقضاء على السياحة اليونانية لتشفي الصدو تجاه الدولة أوالاتحاد اليوناني الذي فرض هذه العقوبات.
أما في مصر فالأوضاع مختلفة.. فالألتراس أعلن عن شروطه للتهدئة وجاءت لغته عنيفة.. مهدداً المصري بأن خروج أي فريق للنادي البورسعيدي في أي درجة أو مرحلة سنية لايلوم أحد إلا نفسه.. وجرين إيجلز هددوا باقتحام قناة السويس متوعدين بعواقب وخيمة والساعات المقبلة قد تنتظر مفاجآت غير متوقعة طالما التيار المعتدل ضاع وسط الزحام حتى وإن وجد من قيادات الناديين أو الزعماء هنا وهناك فلايستطيع أن يتفوه بكلمة تهدئة حتى لايتهم بأنه لايستحق الكرسي الجالس عليه.
الشعوب المتحضرة دوما متحضرة بأفعالها ومواجهاتها للأزمات وصوتها الهادئ للوصول إلى حلول ودائما التشنجات لاتفيد في الوصول لنتائج مفيدة.. والأمم المتخلفة لغتها معروفة وأسلحتها البطش والتنكيل وحوارها الصوت العالي. ما أحوجنا لصوت العقل ورجال أكثر رشدا في أصعب المواقف التي يمر بها الوطن
[email protected]