رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيدة المسنودة.. والسيدة الغلبانة!

كشف المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق، المستور واستعاد ذكريات السنوات العجاف وبؤر الفساد التي استشري خلال فترة توليه مسئولية وزارة الإسكان، وهي فترة يصفها البعض بأنها كانت من أفضل فترات الرئيس السابق حسني مبارك، حيث لم يكن الفساد قد اتسعت مساحته وانتشر في ربوع أرض مصر المحروسة بالصورة التي كانت عليها في السنوات العشر الأخيرة، ولعل هذا يكشف أن الفساد لم يصل للرقبة فقط، بل غطي الآذان والعيون والرؤوس، لدرجة أن السارق كان يخرج بسرقته والمرء أمامه يردد لا أري.. لا أسمع.. لا أتكلم!

لا أعرف لماذا صمت الكفراوي كل هذه السنين، وهل كان ينتظر رحيل أو وفاة مبارك حتي يكشف النقاب ويطوي صفحة كان قد طواها عن فساد غير مسبوق، وماذا لو استمر مبارك في كرسي الرئاسة أو تم توريث عرشه لنجله جمال! وكان هذا متوقعاً بل كان أقرب من حبل الوريد لولا عناية الله سبحانه وتعالي بهذا البلد الطيب وإرادته في إنقاذها بغرس القوة والإرادة في شباب اتهمهم بالسلبية وضعف الإرادة والعجز في كل شيء، وفي وقت وصل فيه الجميع إلي حالة من اليأس والاستسلام، وقتها ماذا كان سيفعل »الكفراوي« حينما يلقي ربه قبل أن يبرأ ذمته في وقت كانت فيه صحف المعارضة قادرة علي فتح صفحاتها للكفراوي ليقول ما يريده.. ولعل هناك من يقول إن الصحف قد ملت من كشف فضائح تشيب لها النواصي، لكن عندما يتكلم رجل بوزن وقيمة وقامة الكفراوي، وبنفس اللهجة التي تكلم بها من المؤكد أن المتعاطفين مع مبارك كانوا

سيأخذون منحي آخر ويعجلون برحيله، ربما خف الحمل الثقيل الذي كان جاثماً علي صدر الكفراوي من أمور تغاضي عنها تحت ضغوط الحاكم خاصة السيدة التي استولت علي أراض بمدينة أكتوبر وذهب الكفراوي لهدم ما أقامته فأجرت اتصالاً بمبارك فكان رد الأخير »كبر دماغك«!

لقد أصيبت وأصيب الكثيرون ممن حولي بالصدمة بعد رحيل مبارك، كنت أعلم بوجود فساد، ولكن ليس بهذه الصورة واكتشفت أن الأمور لو بقت علي حالها لعامين أو ثلاثة كنت أنزل للشارع فأمنع من السير فيه لأن أحد المسئولين الكبار امتلكه وسجله في الشهر العقاري، أو أصعد لشقتي فأجد أحد الزبانية أقام فيها ويطالبني بالرحيل وإلا سيكون مصيري الزنزانة!

وقد عقدت مقارنة بين السيدة المسنودة هذه.. والسيدة الغلبانة زوجة السلفي سيد بلال، من الإسكندرية، والذي تم خطفه وتعذيبه ليل نهار عقب أحداث كنيسة القديسين وتوفي متأثراً بالتعذيب.. والسيدة الغلبانة تصرخ في ظلمات الليل وأطراف النهار ولم يسمعها أحد وقد تضرعت إلي السماء في ساعة استجابة بانهيار دولة الظلم فكان الطوفان الأعظم لدولة الفساد!

[email protected]