عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نريدها مباراة سياسية راقية

شهدت مصر حملات دعائية مكثفة فى الفترة، التى سبقت الاستفتاء على الدستور الحالى ( دستور 2014 )، كانت تهدف إلى تحقيق أكبر نسبة مشاركة وأعلى نسبة موافقة. كان مطلوبا

تحقيق هذا الهدف، لإقناع حلفاء مصر فى العالم كله والغرب خصوصا أن بلادنا تسير فى طريق الديموقراطية السليمة. حققت نوعية ومحتوى المادة الدعائية وكثافة عرضها هدفا واحدا، هو نسبة الموافقة العالية التى تعدت الـ90% من المشاركين فى التصويت. لكنها تسببت فى نفس الوقت فى انخفاض نسبة المشاركة فى التصويت  إلى حوالى 20 % من المواطنين الذين يحق لهم التصويت.
الدرس المستفاد من هذه التجربة والمطلوب الاستفادة منه فى الانتخابات الرئاسية القادمة، هو تجنب المادة الدعائية التى توحى للمواطن أن الأمر محسوم لواحد من المرشحين الاثنين. لأن رد الفعل الطبيعى للمواطن المصرى هو عدم الذهاب إلى اللجان، تماما كما فعل فى التصويت على الدستور. و نفاجأ ونفجع أيضا بنسبة مشاركة منخفضة أو هزيلة، تضعنا فى موقف محرج أمام الأصدقاء و الأعداء على السواء.
أتوقع من المرشحين الاثنين المشير عبد الفتاح السيسى والمناضل حمدين صباحى أن تكون أفعالهما وأقوالهما على المستوى السياسى العاقل والمتزن، وهذا واضح حتى الآن فى تصريحاتهم القليلة. لكنى أخشى ويخشى الملايين من شطط وسوء تقدير الجماعات والأشخاص الموالية لكلا المرشحين، خاصة المؤيدين للمشير، الذين سيرفعون شعارات متطرفة أن الأمر قد حسم بالفعل لصالح مرشحهم. تماما كما قالوا هم أنفسهم عند الاستفتاء على الدستور الحالى، أن الشعب كله موافق على مشروع الدستور، وكانت النتيجة هى إحجام عشرات الملايين من الناخبين عن التصويت، ما دام الأمر قد حسم بالفعل قبل أن يدلى هو برأيه فى الصندوق الانتخابى.
المطلوب من المرشحين الاثنين وأنصارهما والجماعات السياسية ووسائل الإعلام الوطنية المخلصة، أن تسعى إلى ممارسة سياسية وديموقراطية و إعلامية راقية و عاقلة، ترفعنا إلى المستوى الحضارى العظيم الذى تستحقه مصر بتاريخها الحضارى الراقى على مدى تاريخها المجيد. وربما نتحرج من

تسمية هذه المنافسة الانتخابية القادمة بـ «اللعبة السياسية»، لكنها تسمية راقية وجميلة وعلمية أيضا. خصوصا إذا أجريناها كمباراة سياسية راقية، يستخدم فيها الطرفان فنون اللعب والهندسة السياسية الراقية، بعيدًا عن حيل تكسير العظام والضرب تحت الحزام و التجريح الشخصى.
هذا المطلب صعب التحقيق فى ظل الحرية السياسية والإعلامية التى تشهدها مصر بدون سقف، منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن. لكنها سهلة إذا أخلص المرشحان، وأخلصت القيادات السياسية والإعلامية والتنفيذية أيضًا، فى إخراج هذه المباراة السياسية بشكل راقٍ  فى الأقوال والشعارات والدعاية.  ودعوة المواطنين جميعا للإدلاء بأصواتهم، وإقناعهم بأن الصوت الواحد ثمين جدًا وله أثر عظيم فى إخراج نتيجة الانتخاب بشكل سياسى حضارى يليق بمصرنا العظيمة.
ينقلنا هذا المطلب أيضًا إلى ما تحدثنا عنه طويلاً ولعشرات السنين عن ميثاق شرف إعلامى يلتزم به الجميع فعلا، وتطبق العقوبات المحددة على المخالفين، حتى يمتنعوا عن الإضرار بمصالح المجتمع، و يشعر الملتزمون  بالميثاق بأنهم فازوا حين التزموا.
لندعو الله سبحانه وتعالى أن تخرج هذه المباراة السياسية فى أرقى ممارسة وفى أجمل وأزهى شكل، يفتح أمامنا  أبواب المستقبل الراقى المشرق الزاهى أيضًا فى ألوانه السياسية  والاقتصادية والعلمية والتعليمية والزراعية والصناعية والثقافية والفنية وكل أشكال الحياة فى مصر العظيمة الكريمة دائمًا بأمر المولى الكريم سبحانه وتعالى.

[email protected]