لن يخزي الله هذا الشعب أبدا
بالأمس شاهدت حالة النشاط و السعى إلى العمل بين أهالى القاهرة فى الساعات الأولى من الصباح ، وهى حالة جميلة و متكررة شاهدتها لآلاف المرات على مدى سنوات عمرى الطويلة من الطفولة إلى الكهولة ، رأيت التلاميذ والطلاب و المدرسين و الموظفين و العمال و أصحاب الأعمال ، بل رأيت الأطفال الرضع يخرجون مع أمهاتهم الذاهبات إلي أعمالهن
. الجميع خرج باحثا عن الرزق و إثبات الذات و خدمة الوطن ، هذا المشهد العظيم ينفى كل الاتهامات الموجهة إلى الشعب المصرى بالكسل أو التهرب من العمل الجاد، لأن هذا الشعب الطيب يخرج إلى العمل وكسب الرزق ، بنية خالصة ، وليس ذنبه أن نظام العمل ، الذى يحلو لنا تسميته « السيستم « ،عاجز عن توجيه طاقته الجبارة إلى المسار الصحيح ، و تحويلها إلى ناتج حقيقى مفيد للفرد والمجموع . وخير دليل على هذا أن المصرى يبدع فى عمله داخل وخارج مصر ، إذا وجد نظام عمل سليماً وبيئة عمل نظيفة من الظلم والعيوب الأخرى ، التى تضيع جهد العامل المجتهد و تعطى حقه لآخرين لا يستحقونه .
يطالب الكثير من أصحاب الرأى فى كتاباتهم بالصحف والمجلات وعلى منابر الخطابة و فى وسائل الإعلام المتزايدة كل يوم ، يطالبون الشعب بالعودة إلى العمل والإنتاج ، بزعم أن الشعب قد ترك عمله ...!! وأنا أطالب أصحاب الرأى هؤلاء ، وربما يوافقنى آخرون ، بأن يتوجهوا بخطابهم هذا إلى أصحاب السلطة و القرار السياسى والتنفيذى
أين المشروع القومى الكبير الذى يجمع طاقات الشعب و يوحد هدفها ، ويحولها إلى ناتج قومى حقيقى ، يلمسه الجميع بأيديهم ، ويأكلون منه ويشربون ، ويبنون بيوتهم ويسكنون ، وينشئون أبناءهم على الخير ويفرحون بهم حين يكبروا ناجحين فى مجتمع ناجح وسعيد . هذا هو الطريق للخروج من هذه الأزمة المستعصية ، التى تحاصرنا ، رغم سهولة حلها وصعوبته فى نفس الوقت لأنه يحتاج إلى قرار كبير من مسئولين كبار ... و أنا وعشرات الملايين من الشعب الكادح ننتظر هذا القرار السهل الصعب فى نفس الوقت ...
E mail : [email protected] .com