ذكريات اليأس والأمل

نعيش حاليا الأيام الأخيرة من شهر سبتمبر 2013، ونتذكر حالنا فى مثل هذه الأيام منذ أربعين عاما قبل عبور أكتوبر المجيد، وقتها كان اليأس يملأ قلوبنا و الغضب يعصف بأفكارنا،

ونعيش بدون هدف يعطينا رغبة فى الحياة.. ثم عبر جيشنا الباسل قناة السويس، وحطم مواقع الأعداء وقضى على غرور إسرائيل بالقوة المزعومة. وتحولت نفوس المصريين جميعا من اليأس إلى الأمل، وتبدلت مشاعر الغضب إلى رغبة فى العمل والتغيير نحو الأفضل.. تلك هى الذكريات التى عشناها منذ أربعين عاما، فهل ندعو الله أن ينعم علينا سبحانه بمثلها هذه الأيام.
وقد عشنا بالفعل مشاعر اليأس، فهل يعبر الشعب المصرى العظيم حواجز الخلاف والفرقة والانقسام إلى فرق وجماعات وأحزاب وعصبيات؟ هل نتفق على هدف واحد يجمعنا على الخير؟ هل ينجح القادة فى تخطيط مشروع قومى كبير، ويعمل جميع أفراد الشعب على تنفيذه؟.. ويكون هذا سببا لسعادتنا، ويملؤنا بالأمل و التفاؤل بالمستقبل المشرق.. وهل يدفعنا نجاح هذا المشروع الكبير إلى مشاريع أخرى أكبر، وننتقل من نجاح إلى نجاح ومن نصر إلى نصر.
الأسئلة تقودنا إلى مزيد من الأسئلة وتتطلب مزيدا من الإجابات العملية والتنفيذية، إجابات مطلوبة من القيادات ومن الجماهير فى نفس الوقت.. إجابات ستقودنا إلى الحرية الحقيقية والاستقلال الفعلى. وأفعال ستكسر قيود التبعية الاقتصادية القاتلة، التى قادتنا إلى تبعية

سياسية قتلت كبرياءنا أو على الأقل جعلته يتوارى خجلا من التبعية وما تفرضه من معان لا ترضاها نفوس الأحرار.
هل ننتظر رياح أكتوبر الجديد وما تحمله من معان وأقوال وأفعال، ونرفع رايات النصر على مشاعر اليأس  ومظاهر الانقسام. ونحتفل معا بالانتصار على ضعف نفوسنا التى قادتنا إلى الواقع المرير الذى نعيشه منذ ثلاثين عاما أو يزيد. ثم زادت المعاناة بعد ثورة 25 يناير، التى ملأتنا بالأمل ثم تحول الأمل إلى سراب على مدى العامين الماضيين، بعد صدمات كثيرة وصدامات متكررة.
هل يتحرك الجميع، لانجاز دستور يليق بمصر فى القرن الحادى والعشرين دون مشاحنات وبدون تأخير. حتى نتفرغ للبناء والإصلاح والتعمير، ونصوغ المستقبل الكريم المجيد للأجيال القادمة. هل نعقد مؤتمرا للإصلاح والتوافق؟ أم ننتظر البرلمان الجديد ليكون هو المؤتمر الشعبى المطلوب؟ السؤال مطروح والإجابة مطلوبة على وجه السرعة وعلى أرض الواقع وبشكل عملى.

[email protected]