رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظام حبيس الجدران

جاء 25 يناير 2013 بما لا يشتهى نظام الحكم الإخوانى الجديد في مصر، والأزمة السياسية في مصر أصبحت أكثر تعقيداً من ذي قبل، مؤسسات يتم تفكيكها لإعادة تشكيلها على أساس من الولاء والسمع والطاعة، وشعب محتقن من سوء إدارة وافتقاد

من يديرون شئون البلاد لرؤية جديدة للنهوض بالوطن، وشباب يائس محبط مشتعل غضباً مما آلت إليه الأمور بعدما سرقت ثورته، بل حلمه في تغيير وجه مصر ليصبح أكثر إشراقاً، ونظام لا يمتلك سوى عقلية جدارية.
النظام وحزبه الحاكم ليس لديه رؤية والأزمة مازالت سياسية وليست أمنية ، ومع ذلك أعاد النظام من جديد تصدير أزمته لجهاز الشرطة ليصبح في مواجهة الشعب بكل ما يحمله من غضب واحتقان من سياسات الإفقار ورفع الأسعار والبطالة وسوء مستوى الخدمات والمرافق في الدولة.
فالحكومة الإخوانية بحقائبها الوزارية المتعددة المنوط بها وضع السياسات واتخاذ الاجراءات والتدابير كل في مجال تخصصه لتحسين أحوال المواطنين فشلت فشلاً ذريعاً في إحداث أي تطور يذكر في هذا الشأن، والآن يعاود النظام من جديد استخدام أساليب القمع والقوة المفرطة، وصلت لقتل وسحل وتعرية وتصفية المعارضين من الشباب، وهل انتخبكم المصريون لتقتلوهم وتسحلوهم وتقوموا بامتهان كرامتهم بتعرية أجسادهم؟.
ويبدو أن النظام الحاكم الحالي لم يتعلم شيئاً من دروس الماضى ولم يعد يعير اهتماماً لمطالب ثورة قامت منذ عامين ولم تنته بعد، فضلاً عن كونها كانت سبباً رئيسياً في وجوده بالحكم.
وربما من المفيد هنا أن نذكره بأن الثورة قامت لتغيير نظام وليس لإحلال أشخاص محل آخرين، لكننا بصدد نظام عقليته جدارية ونظرته أحادية لا ترى من الصورة سوى الزاوية التى تعنيه، ولا يعير اهتماماً لباقى زوايا الصورة وتفاصيلها وهو أمر ينذر بعواقب وخيمة.
فكيف يمكن وضع سياسات متكاملة لوطن في محنة في ظل هذه النظرة القاصرة وغير المكتملة!؟
كما بدا أن عقلية الجدار التى أصل لها المجلس العسكرى السابق، والذى يستمر النظام الحالي في التعامل وفقها هى سيدة الموقف في التعامل مع كل أزمة، فكل أزمه تواجه ببناء جدار وكل مطلب يواجه بتجاهل،

وكل رغبة حقيقية في الارتقاء بالوطن تقابل بالتخوين والتكفير والتشويه.
العقلية الجدارية للنظام لا تريد أن ترى ما يزعجها، كما لا ترغب في وجود معارضة حقيقية، فهى تفضل الديكورية الكرتونية عليها، تماماً كما كان يفعل نظام مبارك.
العقلية الجدارية لا ترغب في سماع أصوات غير صوتها، ولا تحتمل احترام أي فكرة صادرة عن غير هؤلاء الذين ينتمون للأهل والعشيرة حتى لو كانت أفضل للوطن والمواطنين معاً.
العقلية الجدارية لا تبنى جسراً للحوار والتواصل، وإنما تبنى سداً يفصلها يوماً بعد يوم عن أرض الواقع.
العقلية الجدارية متجمدة متحجرة وغير منفتحة مفتقرة للمرونة، فاقدة للخيال والإبداع، لا تتعايش ولا تتوافق مع الاختلاف ، الذى هو من سنن الله في خلقه.
الثورة عادت إلى المربع «صفر» والشعب مازال يريد إسقاط النظام، وبناء نظام جديد وفق سياسات جديدة تبنى دولة يتناوب عليها الحكام ذهاباً وإياباً، يأتون أو يسقطون ولا تسقط الدولة، شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» يعنى وببساطة «الشعب يريد بناء دولة جديدة» قائمة على أساس متين من الكفاءة والمراقبة والمحاسبة، دولة قانون، دولة قائمة على إشراك كافة المصريين على أساس من المواطنة وليس على أساس من الولاء وعلاقات النسب والمصاهرة.
إن بناء دولة قوية يجب أن يكون مبنيا على أساس من الثقة والمشاركة، لا على أساس الاستقواء بالذراع الأمنية والميليشياتية... ولا يزال الشعـــب يريد إسقاط النظام.