رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إطـــارات الاستقــرار...

معركة بل معارك خاضتها مصر الشهور الماضية، وتحديداً منذ أن خرج شبابها إبان انتهاء الـ100 يوم الأولى- لحكم أول رئيس منتخب بعد ثورة شعبية -  في جمعة ما أطلق عليها "كشف الحساب" والتي لم تحتمل الجماعة الإخوانية حساب رئيسها، فانتدبت ميليشياتها لسحق المتظاهرين وضربهم.

منذ هذه اللحظة وعلى مدار اليوم والليلة وكرة ثلج صغيرة تنمو، تكبر وتتضخم بفضل ممارسة النظام الإخواني لكل أنواع القمع والإرهاب قولا وفعلا، سواء بتجاهل الرئيس للمصريين واكتفائه بمخاطبة أهله وعشيرته، أو بمحاصرة مؤيديه وأنصاره لمؤسسات الدولة وتعطيل أعمالها كما حدث مع الدستورية العليا، أو ترهيب الإعلام كما حدث مع مدينة الإنتاج الإعلامي، أو بإطلاق ميليشيات حمساوية وأخوانية لضرب وقتل المتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية، وهكذا شهدت الفترة الأخيرة استشهاد جيكا ونجيب وغيرهم من أشرف من أنجبت مصر، فضلاً عن مئات المصابين وأخيراً شهيد الكلمة " الحسينى أبو ضيف " والفاعل لم يعد طرفاً ثالثاً ولم يعد مجهولاً.
لقد انتخب المصريون "موظفاً عمومياً " في وظيفة "رئيس جمهورية مصر العربية" وليس "حاكماً بأمر الله في إمارة أخوانية" يتحكم في قراراتها مكتباً للإرشاد يضم الأهل والعشيرة.
إن كرة الثلج ستصل إلى حد الانفجار قريبا خاصة بعد تمرير دستور أقل ما يوصف به أنه ديكتاتوري، ووضع اقتصادي مترد وانفلات أمني لا يزال يتواصل، وأشك في قدرة النظام الأخواني على مواجهة الانفجار وتداعياته حتى بقانون طوارئه الجديد أو ما يسمى بقانون "التظاهر".
إنني أحذر من استمرار أساليب الترهيب والترويع والتكويش والتهويش والتلطيش والتخبط في اتخاذ القرارات أو حتى العدول عنها، خاصة أن عدم الالتزام بالوعود الرئاسية أفقد النظام ورئيسه مصداقيته بشكل كبير.
يضاف إلى ذلك أن فجوة نفسية عميقة آخذة في الاتساع بين الشعب ورئيسه، فجوة بات واضحة جلية، كشف من خلالها الشعب أن الرئيس ليس متخذ قرار الحقيقي ولكنه ناقل له فقط، أو يتولى الإعلان وإعلام الشعب به بالأصالة عن نفسه وبالإنابة عن مجلس إدارة جماعة الإخوان.
أيضا عجيب هو أمر البشر، هؤلاء الذين كانوا بالأمس القريب يجلسون بجوار

رموز المعارضة الوطنية المصرية، يبحثون أمر التخلص من نظام مبارك، ويلتقطون الصور التذكارية بجوار البرادعي وصباحي وغيرهم في الجمعية الوطنية للتغيير، الآن يتهمونهم بقلب نظام الحكم، لكونهم ـ رموز المعارضة الوطنية ـ يعارضون ما كان الإخوان أنفسهم يعانون منه أيام مبارك..
لقد تم تمرير الدستور بالتزوير، وبنسبة مشاركة 32% فقط من إجمالي عدد أعضاء الجمعية العمومية لشعب مصر والتي تقدر بـما يزيد عن 51 مليون مواطن مصري، والإخوان يتحدثون عن الاستقرار وإطاراته التي يجب أن تتحرك وتتجه للأمام...
إن إطارات الاستقرار يا "جماعة" تقوم على نظام سياسي واقتصادي يحقق العدالة الاجتماعية ويحترم الدستور والقانون، وعبر دستور يتوافق عليه شركاء الوطن مسلمين وأقباط وأثرياء وفقراء، ويحمي مبادئ ثورة 25 يناير "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية".
إن إلقاء اللوم على المعارضة الوطنية المصرية والترويج بأنها تعمل ضد مصلحة الوطن وأنها تعطل إطارات الاستقرار عن العمل، لهو خطاب مثير للشفقة ويدعو للرثاء وأحياناً للضحك، ولكنه ضحك كالبكاء، لأن مصر الآن لا تدار وفقاً لبرنامج واضح المعالم والأهداف، وإن كان ثمة برنامج تتحفظ عليه الجماعة بالمقطم ـ فهو بناء على ما نرى من تخبط ـ يفتقر لرؤية وطنية تدعو للالتفاف حولها.
مصر في خطر حقيقي، وأدعو الجماعة لفتح نوافذ الغرف المغلقة في فيلا المقطم لترى قوة شمس مصر وهى تشرق من جديد.