رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: الوفد.. وخصومه

سعد زعلول
سعد زعلول

الأسرار الخفية وراء خصومات الوفد مع جهات عديدة

أمريكا رأت فى الخمسينيات أن «النحاس» عقبة أمام أطماعها

لماذا يكره الخديو عباس حلمى الزعيم سعد زغلول؟

«العيسوى» تقيل أحمد ماهر والاتهام يوجه لشباب الوفد!

 

ملخص الحلقة الماضية

تناولت الحلقة الماضية الثائر الكبير عبدالرحمن فهمى الذى يعد أسطورة ثورة 1919، والذى كان له أدوار رائدة فى تأسيس اتحاد النقابات والجمعيات المناهضة للاحتلال الانجليزى. وآمن عبدالرحمن فهمى بدور العمال والطبقة المتوسطة فى الحرب على الاحتلال من خلال الأنشطة النقابية المختلفة بهدف جلاء المستعمر البريطانى عن أرض الوطن.

 

فى إطار الحديث عن ثورة 1919 ـ نهضة أمة وكفاح شعب.. لا يفوتنا الحديث عن دور حزب الوفد وتاريخه المشرف فى هذا الشأن، ونبدأ فى الحلقات القادمة الحديث عن حزب الوفد وخصومه منذ ثورة 1919 وحتى قيام ثورة 23 يوليو 1952. وتم الرجوع فى هذا الشأن إلى عدة مراجع مهمة أبرزها كتاب الوفد وخصومه للكاتب ماريوس كامل ترجمه عبدالسلام رضوان، ومذكرات إسماعيل صدقى ومذكرات أيام الوفد الأخيرة لإبراهيم طلعت وتطور الحركة الوطنية فى مصر شهدى عطية، والحركة السياسية فى مصر لـ طارق البشرى. ومن خلال رؤية المؤرخ والكاتب الكبير لمعى المطيعى تعرض هذه الحلقات.

على امتداد فترة زمنية طويلة (1919 ـ 1952) وقعت الخصومة بين الوفد وجهات عديدة.. منها أحزاب مثل: «الحزب الوطنى، حزب مصطفى كامل ـ وحزب الأحرار الدستوريين ـ وحزب الهيئة السعدية ـ وحزب الكتلة الوفدية ـ حتى مجموعة أطلقت على نفسها اسم الوفد السعدى وأطلقت الصحافة عليها اسم السبعة ونصف». وجماعات مثل «الإخوان المسلمين وجماعة مصر الفتاة». وأشخاص كانوا فى حياتهم يحاربون الوفد أمثال «على ماهر وأحمد حسنين وإسماعيل صدقى وسليمان حافظ وغيرهم».. ثم دولة كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية التى رأت فى الخمسينيات من القرن العشرين أن «مصطفى النحاس» فى مصر و«مصدق» فى إيران عقبة فى سبيل أطماعها الجديدة.. فنزلت الميدان ضد «النحاس» فى مصر، وضد «مصدق» فى إيران.. وفى مصر كان الموقف رهيبًا.. حرق الأعداء والطامعون القاهرة فى 26 يناير 1952 لإقامة حكومة الوفد والإطاحة بالنحاس باشا فى اليوم التالى 27 يناير 1952.

الحزب الوطنى ـ مصطفى كامل:

نشأ الحزب الوطنى معاديًا للثورة العرابية. وهو موقف الخديو عباس الذى كان معاديًا لأحمد عرابى والشيخ محمد عبده وسعد زغلول الذى كان يكتب فى الوقائع المصرية مؤيدًا لعرابى وللثورة العرابية. وقام بدور سرى مهم فى نقل أخبار الجبهة الوطنية الداخلية إلى أحمد عرابى. وكان ينقل آراء «الشيخ محمد عبده» وقرارات الوطنيين إلى العرابيين فى الجبهة. وبعد هزيمة الثوار فصل من عمله فاشتغل بالمحاماة. وظلت سلات الاحتلال والخديو توفيق تطارده فقبض عليه فى 20 يونيو 1883 بتهمة الاشتراك فى جمعية سرية معادية للاحتلال.

من أجل هذه المواقف كلها كان «الخديو عباس حلمى الثانى» يكره «سعد زغلول» كما كان يكره «الشيخ محمد عبده». ومن أجل العلاقة السرية والعلنية والمالية والصحفية بين «الخديو عباس حلمى الثانى» ويتهمونه بالخيانة، ويكرهون «سعد زغلول» ومبادئه ويعادون «الولد». وقد ظل العداء لسعد زغلول والوفد من جانب قادة الحزب الوطنى مستمرًا للسنوات الأخيرة.

< عبدالرحمن="" الرافعى="" ظل="" على="" خصومة="" مع="" «الوفد»="" لسنوات="" طويلة.="" وحدث="" أن="" قام="" «محمود="" العيسوى»="" وهو="" محام="" فى="" مكتب="" عبدالرحمن="" الرافعى="" باغتيال="" «أحمد="" ماهر»="" رئيس="" الوزراء="" فى="" 24="" فبراير="" 1945.="" وظل="" عبدالرحمن="" الرافعى="" يتهم="" «الوفد»="" بأنه="" وراء="" حادثة="" الاغتيال،="" ويتهم="" قادة="" الشباب="" الوفدى="" وفى="" مقدمتهم="" «مصطفى="" موسى»="" بأنهم="" مشاركون="" فى="" عملية="" الاغتيال.="" وقبض="" فعلاً="" على="" مصطفى="" موسى="" رئيس="" الشباب="" الوفدى="" وأفرج="" عنه="" لعدم="" وجود="">

ويؤسفنى أن أسجل هنا أن هذا العداء المرير من جانب الحزب الوطنى وقيادته استمر إلى السنوات الأخيرة. وهاجم «فتحى رضوان» سعد زغلول وأشاع أن سعدا خائن وأن لديه ـ أى لدى فتحى رضوان ـ الأدلة على ذلك.. إلى هذا الحد وصلت درجة الخصومة بين سعد وقادة الحزب الوطنى، وبين الحزب الوطنى والوفد.

وما دمنا نكتب للتاريخ ولا حيلة لنا فيه نسجل لبعض أعضاء الحزب الوطنى مواقفهم المتزنة بالنسبة للثورة والوفد ونذكر هنا دور «أمين الرافعى» الصحفى الوطنى الشجاع ودور جريدته «الأخبار» فى تأييد سعد والثورة واشتراكه فى عضوية «لجنة الوفد المركزية» وجرت مناورات. والهدف الأساسى هو تحطيم شعبية الوفد وزعامة مصطفى النحاس.

وحزب الأحرار الدستوريين نجد أن تاريخنا الحديث قد شهد ما عرف بوزارات الائتلاف الوفدية (1926 ـ 1928) مثل «وزارة عدلى يكن الثانية 7 يونيو 1926 ـ 21 أبريل 1927». وكان الوفد يحرص على أن تكون الأغلبية له فى مجلس الوزراء. ويعود الائتلاف مرة أخرى فى وزارة «مصطفى النحاس باشا الأولى 16 مارس ـ 25 يونيو 1928» بين الأحرار الدستوريين.. وبفضل مؤامرات «على ماهر» تستقيل هذه الوزارة ويأتى «محمد محمود» ليشكل وزارته الأولى (25 يونيو 1925 ـ 2 أكتوبر 1929) ليعلن سياسية «اليد الحديدية» ويتولى رئاسة «الأحرار الدستوريين» ويعلق الحياة النيابية ويعيد العمل بقانون المطبوعات القديم ويضطهد الوفديين.

وكما قدم «أحمد حسين» فى أخريات أيامه شهادة حق عن الوفد ومصطفى النحاس، قدم «إسماعيل صدقى» شهاد حق عن «سعد زغلول» فى مذكراته اعترف له فيها بالزعامة الشعبية ومكانة سعد بين الجماهير. وفى 14 أبريل 1947 وفى تشييع جنازة «محمد صبرى أبوعلم» السكرتير العام للوفد.. يقبل «مكرم عبيد» على «مصطفى النحاس» ويقول وهو يحتضنه: «إذا كان صبرى قد مات فإن حب مكرم للناس يموت»!

مع أخيه  عبدالرحمن الرافعى أيضاً. وكان «سعد» يقدر هذه المواقف لأمن الرافعى وعندما تعثرت «جريدة الأخبار» كان «سعد» يعرض دئماً معاونة أمين الرافعى الذى يعتذر.

وإذا كان عداء  أبناء الحزب الوطنى للوفد ولزعامة الوفد فى الدم كما يقولون فإننا نتذكر هنا الدور الخطير الذى وقفه «سليمان حافظ» عندما كان نائباً لرئيس الوزراء فى حكومات  ما بعد «23 يوليو 1952»، ووزيراً للداخلية.. تلك المواقف التى اتخذها من شخص «مصطفى النحاس» ومن «الوفد».. ونذكر أيضاً موقفه إبان العدوان الثلاثى على مصر فى اكتوبر 1956 عندما توجه الى مقابلة «جمال عبدالناصر» فى مبنى مجلس الوزراء وطلب  منه التسليم للقوات البريطانية حماية لمصر، وقام «عبدالناصر» باعتقاله، وللأسف فقد خرجت أجهزة ناصر تشيع أن عناصر وفدية هى التى توجهت لطلب التسليم.

وعلى الوجه الاخر نذكر الموقف القيادى السليم الذى اتخذه «سعد زغلول» فى الفترة الأولى عند تأليف الوفد فى «2 ديسمبر 1918»، قام بتعيين اثنين من شباب الحزب الوطنى ممثلين للحزب الوطنى و هما: «مصطفى النحاس وحافظ عفيفى».

بل اننا نذكر ايضاً تشابه المواقف من جانب الوفد والحزب الوطنى.. على سبيل المثال الموقف من «لجنة الدستور» ومن دستور 1923  نفسه.

فى «15 نوفمبر سنة 1919» نعى الى الأمة المصرية المغفور له «محمد فريد بك» رئيس «الحزب الوطنى» وقد توفى بعيداً عن وطنه فى برلين، و الحركة الوطنية فى عنفوانها.. فكان واجباً على الأمة أن تكرم فيه المثل العليا وان تحتفل بتشييع جثمانه وأن يدفن فى الأرض التى أحبها. وتطوع عضو من أعضاء لجنة الوفد المركزية هو «الحاج خليل عفيفى» التاجر فى الزقازيق، بأن ينقل الجثمان من برلين الى القاهرة على حساب «أى حساب الحاج خليل عفيفى» الخاص لا  يبتغى من ذلك الا  رضاء الله والوطن، وسافر «الحاج خليل عفيفى»عضو لجنة الوفد المركزية. وسافر الى  ألمانيا ونجحت فى مساعيه فى نقل الجثمان حتى وصل به على الباخرة «حلوان» صباح يوم الثلاثاء «18 يونيو سنة 1920» وقررت لجنة الوفد الاشتراك فى استقبال العزاء وقامت لجنة من «فتح الله بركات با شا  وعبدالخالق مدكور باشا والدكتور محجوب ثابت وفخرى عبدالنور»، وسافر الأربعة الى الاسكندرية كانوا فى شهر رمضان وقصدوا الى الميناء، كان هناك ايضاً الأمير «عمر طوسون» وأعضاء لجنة الحزب الوطنى، وهتف الجميع بذكرى «فريد بك» وبحياة الوفد وسعد باشا. وقابلت الجماهير مندوبى الوفد بالحفاوة والتكريم، وألقى «فتح الله باشا»  كلمة كان لها

التأثير القوى بين الجماهير، هذه صورة من صور «الوفد» وخصومه» ايجاباً وسلباً.

 

حزب الأحرار الدستوريين:

الواقع التاريخى يوضح ان «الخصومة» نشأت داخل «الوفد الأول» الذى تكون فى نوفمبر 1918، برياسة «سعد  زغلول باشا» وكان الأعضاء هم «على شعراوى وعبدالعزيز فهمى ومحمد محمود وعبداللطيف المكباتى ومحمد على علوبة وأحمد لطفى السيد»، ونشير هنا الى أن «أحمد لطفى السيد» كان منذ العدد الأول للجريدة «الجريدة ـ 9 مارس 1907» مديراً للجريدة ورئيسا لتحريرها والتى دعت فيما دعت اليه الى «محاسنة» السلطة الفعلية ونقصد بها الانجليز، وفى سبتمبر عام 1907 تم الاعلان عن قيام «حزب الأمة» واختير «محمود سليمان» رئيساً للحزب والمعروف أن «محمود سليمان» هو والد «محمد محمود» الذى كان فيما بعد أشد الناس خصومة للوفد ولرئيسه مصطفى النحاس، ونود أن نؤكد هنا حقيقة تاريخية وهى أن «سعد زغلول» رفض المشاركة

فى تأسيس «الجريدة» وأن العمل على اصدارها كان قد تم وهو بعيد عن مصر، ولم يكن لسعد صلة بحزب الأمة، والذى كان له صلة بالجريدة هو «أحمد فتحى زغلول» شقيق «سعد زغلول»؟ الصديق الصدوق لأحمد لطفى السيد، وتردد: «أن الجريدة أنشأها أحمد فتحى زغلول» «راجع حلقتنا عن احمد فتحى زغلول فى موسوعتنا هذا الرجل من مصر ـ ص 55 ص 67 المجدد الأول».

والمعروف أيضاً، ومن الثابت أيضاً أن «حمد لطفى السيد» عندما كان «الوفد» برائسة «سعد» فى أوروبا ظهر «لطفى السيد» باعتباره العقلية المفكرة لغالبية المجموعة المعارضة لسعد، والمؤيدة لعدلى يكن والرغبة فى الوصول مع الانجليز الى حدود هى فى رأى «سعد» مجرد حماية مستترة، وقد سجل «محمد كامل سليم» سكرتير سعد زغلول فى كتابه «صراع سعد فى أوروبا» واقعة البرقية التى أرسلها «مصطفى النحاس» من القاهرة الى «سعد باشا» فى لندن فى أول يوليو 1920 وبها خبر قيام سلطات الاحتلال الانجليزى باعتقال حوالى ثلاثين من الشباب والطلبة الوفديين وعلى رأسهم: «طالب الحقوق ابراهيم عبدالهادى».. وغضب «سعد زغلول» أشد الغضب ورأى قطع المفاوضات مع «ملنر» والعودة الى مصر، هنا ظهرت نغمة التريث وأن يقوم «عدلى يكن» بمقابلة «ملنر» ويحاول ان يصلح الموقف، وكان أصحاب موقف التريث، هم «عدلى يكن وحمد الباسل، وعبدالعزيز فهمى وأحمد لطفى السيد، ومحمد على علوبة، ومحمد محمود، والمكباتى».

وعلق «سعد زغلول» على موقف التريث هذا: «لا يأتى لضعيف أن يبث روح الثورة.. لقد ضاق صدرى من أحوال هؤلاء الذين قضت الظروف القاسية أن يكونوا زملاء فى عمل لا هم يليقون به، ولا لهم قابلية للقيام به فضلاً عما عندهم من غرور  عجيب».. وفى تقديرنا الخاص للانقسام الذى وقع فى الوفد فى أكتوبر 1922 وتأسيس «حزب الأحرار الدستوريين» منشقاً على الوفد.

وعادت  غالبية الوفد من أوروبا  وعاد  "عدلى يكن" ليشكل وزارته الأولى فى 16  مارس 1921، وعاد «سعد زغلول،» فى «5 ابريل 1921» ليشن حملة شعواء على «عدلى يكن» والانجليزي، ووقف «سعد» خطيباً فى حى شبرا ليعلن ان «جورج الخامس يفاوض جورج الخامس،». ووقف «سعد» خطيباً فى حى شبرا ليعلن أن «جور الخامس يفاوض جورج الخمس» وفى تلك الأيام نشط «حافظ عفيفى» فى تأييد «عدلى» ومعارضة «سعد» ومساندة «عدلى يكن» فى وزارة الأولى وفى المفاوضات مع الإنجليز، شكل «حافظ عفيفى» جمعية  مصر المستقلة» ومعه «حسن عبدالرازق وعلى ابراهيم واسماعيل زهدى وصليب سامى ومحمد صالح وآخرون» كان هدف الجمعية مساندة وفد المفاوضات الذى يرأسه «عدلى يكن» وأرسلت الجمعية برقية تأييد باسم الجمعية، وسار انصار عدلى فى طريق تحويل «الجمعية» الى حزب سياسى وحصل «حافظ عفيفى» على امتياز اصدار «جريدة السياسة» وجاءت وزارة عبدالخالق ثروت «أول مارس 29  نوفمبر 1922».

واستقالت الوزارة بعد ان مارست نفوذها من اجل اصدار «جريدة السياسة» وإعلان حزب «الأحرار الدستوريين» فى 30 أكتوبر 1922واختيار ثلاثين عضواً لمجلس الإدارة ومن بينهم الاعضاء البارزون فى «جمعية مصر المستقلة»، وكان لحافظ عفيفى وجمعيته دورا ملحوظا فى اختيار «عدلى يكن» رئيساً لحزب الأحرار الدستوريين.

وبهذا تكون البداية بين الوفد والأحرار الدستوريين خصومة واضحة بين «سعد زغلول» وعدلى يكن، وعلى الرغم من أن «سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وفتح الله بركات وسينوت حنا» قد تم اعتقالهم فى سيشل قبل استقالة «عدلى يكن» من ر ئاسة الوزارة فى «24 ديسمبر 1921» فقد وافق «سعد زغلول» على اشتراك الوفد فى وزارة «عدلى يكن الثانية» «7 يونيو 1926 ـ 21 ابريل 1927» وتشكلت وزارة ائتلافية أخرى من الوفد والأحرار الدستوريين فى وزارة مصطفى النحاس باشا الأولى مارس ـ 25 يونيو 1927» وبعد  هذه الهدنة القصيرة هبت عاصفة من الخصومة بتشكيل  حكومة «اليد الحديدية» برياسة «محمد محمود باشا» «25 يونيو 1928 ـ 2أكتوبر 1929»  ومحمد محمود كان عضواً

 با لوفد الأول برياسة «سعد زغلول» وأحد الأربعة الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال فى «8 مارس 1919» «سعد زغلول، وحمد الباسل واسماعيل صدقى ومحمد محمود»، وخرج من الوفد فى «28 ابريل 1921» وشارك فى تأسيس «حزب الأحرار الدستوريين» الذى أعلن فى أكتوبر 1922» وكان «محمد محمود» هو الوحيد من بين قادة الأحرار الدستوريين الذى نجح في انتخابات يناير 1924» أمام

مرشحى «سعد زغلول» وهو ابن «محمود باشا سليمان» رئيس حزب الأمة ورئيس لجنة الوفد المركزية، ومن أسرة لها عصبية معروفة فى مديرية أسيوط، واختير وزيراً للمواصلات فى وزارة «عدلى يكن» «11 يونيو 1929 ـ ابريل 1927» واختير وزيراً للمالية فى وزارة «مصطفى النحاس» الأولى وهى من الوزرات الائتلافية «مارس ـ يونيو 1928» واستقال الوزراء الأحرار الدستوريون لتسقط وزارة «النحاس باشا» وتولى «محمد محمود» رياسة الوزارة فى «25 يونيو 1928» وتخلى «عبدالعزيز فهمى باشا» عن رياسة «حزب الأحرار الدستوريين» لمحمد محمود وفى الوزارة احتفظ «محمد محمود» بوزارة الداخلية ليمارس سياسة «اليد الحديدية» وأوقف الحياة النيابية ثلاث سنوات فى «19 يوليو 1928» وأعدا العمل بقانون المطبوعات

القديم الصادر سنة 1881. وألغى ترخيص حوالى مائة مطبوعة ومنع الموظفين من الاشتغال بالسياسة وحرم قيام الطلبة بالتظاهر وأصدر مصطفى النحاس باشا بيانه الذى دعا فيه الأمة للدفاع عن دستورها وعجزت حكومة «اليد الحديدية» أمام مقاومة الوفد وانهارت مفاوضات «هندرسن ـ محمد محمود» التى لم يوافق عليها «الوفد» واصبحت  حكومة محمد محمود «يداً من حديد فى ذراع من جريد» على حد قول كاتب بالوفد فى ذلك الوقت «عبا س محمود العقاد» واستقالت الحكومة فى «2 اكتوبر 1929» واضطر  حزب الأحرر الدستوريين الى وقف الخصومة مع الوفد لأن «اسماعيل صدقى» فى وزارته الأولى «18 يونيو 1930 ـ 4 يناير 1933» عطل د ستور 1923 وأعلن ما عرف بدستور 1930 وسعى الى تكوين «حزب الشعب».

 

غداً نستكمل الحديث