رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زينوا الأقصر في الكوشة وأجروها مفروشة

شهدت المسيرة الإنسانية عبر عصورها المتعاقبة أكثر من وقفة في محطات مهمة أتت بمثابة فواصل بين حقب متعددة، وتتصف كل منها بخصائص تميزها عما تسبقها وما تليها من الحقب، ما يجعل لكل منها ملامحها وطابعها وسماتها الخاصة، ويظهر التفاوت في امتداداتها الزمنية وفقا لظروفها الداخلية أو ما يحيط بها من مؤثرات خارجية ومعطيات مستجدة.

بعد هذا الطرح الفكري لقضايا العولمة... وبعد إلقاء كثير من الأضواء علي معالمها مفرداتها، يجدر بنا أن نطرح سؤالاً... كيف نعولم الأقصر؟... بمعني كيف تصبح الأقصر أحد مشروعات مصر العولمية؟... وبمعني أكثر تحديداً... كيف تحتل الأقصر مقعدا لها في سفينة العولمة لتنجو من أنواء المحيطات وأخطار الاحتكار السياحي العالمي؟... ذلك بعد ان اصبحت السياحة العالمية محتكرة وسيطرت عليها ديناصورات رأس المال العالمي.

وإذا توخي بحثنا بسط أمر سبب ضعف حصتنا من السوق للنشاط السياحي العالمي فسوف نجد ان اضعف حلقة في إدارة أمر السياحة في مصر تكمن في ضعف التسويق لمنتجنا السياحي رغم تنوعه من شاطئ وعلاجي وثقافي، ورغم ما تحوزه بلدنا من أماكن تنجح فيها سياحة المؤتمرات وتتباين فيها أنواع المزارات ما بين فرعونية وقبطية وإسلامية.

وخروجا من هذا المأزق الاقتصادي والثقافي والسياحي... وبعد ان انسحبت السياحة الثقافية للخلف وتقدمت عليها سياحات اخري تلبي مطالب المتعة قبل مطالب العقل والفكر... وحتي يرتفع الدخل القومي من السياحة في الفترة القادمة ... وحتي لا تتردي مدينتنا الخالدة » الأقصر« في جب التخلف ، وحتي لا تنسدل عليها ستائر الغفلة والنسيان وحتي لا تتواري أهميتها الحضارية والثقافية والتاريخية لتقف علي حافة النشاط الإنساني تلملم ثوبها وتستر عورتها بما يجود به عليها أهل الفضل والإحسان.

ولمواجهة هذه الحقائق التي اصبحت واضحة لكل ذي عينين وهي ان كافة مشروعات التنمية الشاملة للأقصر إنما تصطدم بجدار قلة الإمكانات المتاحة من استثمارات الدولة ومنح وعطايا المؤسسات الدولية، لكل ذلك اصبح الأمر جد خطير وبات أمر تنفيذ خطط التنمية الشاملة بإقليم الأقصر موضوعا يمس الأمن الاقليمي والقومي.. فلا سبيل أمامنا إذن إلا ان تعمل الدولة علي طرح آثار الأقصر »شرقا وغربا« للاستثمار في عطاء عالمي نعيد به وضع مدينة المجد والخلود علي مقعدها الذي تستحقه عالميا ونجني من وراء ذلك دخلا ماليا نواجه به تنفيذ المشروعات التنموية الضخمة في مجال الآثار والسياحة ونقضي به علي بعض المشكلات المزمنة والتي اصبحت بمثابة قنابل زمنية لا نعلم متي تنفجر.

وبهذا المشروع العالمي تجتاز به مصر اضعف حلقاتها في مجال السياحة وهي

حلقة التسويق .. ان هذا غاية جهده في أن يحتل صحراءها الجرداء إلي جنة وارفة الظلال... وبالقطع سينجح فيما فشلنا فيه، وستعلو في سماء الأقصر شواهد الجذب السياحي المنتظرة وسيظهر التليفريك لينقل السائحين عبر نيل الاقصر الخالد بين ضفتيه الشرقية والغربية ويالها من متعة ... سوف تتعدد صنوف المنتجعات الترفيهية والعلاجية في جوانب مدينة الحضارة ... وستقام الدورات الأوليمبية المصغرة في قريتها الرياضية المنتظرة .. وسيتسابق الزائرون علي حجز تذاكرهم لرؤية الروائع العالمية علي مسرح »أوبرا« الأقصر الحديث.

ولا تخف يا أخي علي الأثر نفسه فسيظل رجال هيئة الآثار المصرية متواجدين ... مراقبين ... مرممين .. مدعمين... ولنترك باب المقبرة أو مدخل المعبد لمن اشتري تذكرة الدخول حسب الاسعار التي يقررها المستثمر ... أليس هو الرجل أو المؤسسة أو الشركة التي أوفت بعطائها وإلتزمت بشروطه، مرحبا في الأقصر.

أنها دعوة تخرج من الاقصر إلي جميع مؤسسات الدولة تنفيذية وتشريعية واقتصادية واجتماعية وثقافية لأعمال فكرنا الوطني الصادق حول هذا المشروع الجسور ولا يخالجنا أدني شك في أن إعلامنا المسموع والمرئي والمقروء لن تبخل علينا آلياته في إدارة الحوار الهادف لتركيز الأضواء علي مشروع استثمار الأقصر عالميا.

إننا نزعم ان الأمر سيفضي إلي ضرورة عقد مؤتمر دولي علي أرض مدينة الأقصر تطرح فيه الرؤية المصرية حول عقد استثمار الأقصر عاليما وصولا إلي رؤية واضحة الأبعاد محددة الجوانب تؤكد للمدينة حق الاحتفاظ القانوني والتاريخي والحضاري بآثارها الخالدة ... وتهيئ  للمستثمر الدولي فرصة إدارة رأسماله في واحد من أضخم المشروعات ترويجا لسلعة نفيسة ومتفردة.. حقا أنه المشروع الذي يستحق ان يطلق عليه »مشروع القرن الواحد والعشرين«.

*عضو الهيئة العليا