رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا للثورة الثانية

 

دعوة غريبة انطلقت من ساحات مواقع الفيس بوك للتواصل الاجتماعي، حيث دعا بعض النشطاء إلى قيام ثورة غضب ثانية يوم الجمعة 27 مايو الجاري، تحت شعار ثورة التصحيح.

الغريب في هذه الدعوة أن هدفها الأساسي ليس واضحا، فالبعض يطالب بإسقاط المجلس العسكري والحكومة والجيش والقضاء والشرطة والإعلام، وآخرون يدعون إلى الإضراب العام.. إلخ.

هذا بالطبع يختلف مع أهداف ثورة 25 يناير، والتي كان مطلبها الرئيسي هو إسقاط النظام، وقد سقط بتنحي مبارك وسجنه مع كافة رجاله وأفراد أسرته.

وفي الوقت الذي انهار فيه الاقتصاد المصري وأصبح على وشك الدمار، نتيجة المظاهرات الفئوية وتوقف الإنتاج، نجد مثل هذه الدعوة التي أراها ستجهز على كافة مكتسبات ثورة 25 يناير.

.. يا سادة الفتنة الطائفية وأعمال البلطجة التي يؤججها فلول النظام السابق لا يصح معها أن ندعوا إلى ثورة ثانية، فالبلد في خطر، وعلينا أن ننتبه.

لقد أصبحت مصر كلها خائفة؛ الحكومة خائفة من غضب الشارع ولذا نجدها تتباطأ في اتخاذ القرارات؛ والمواطن العادي خائف على نفسه وخائف على عائلته، الخوف أصبح السمة السائدة.

أصبحنا حين نسمع أي صوت في الشارع أو المنزل نفزع خوفا من أن يكون صاحب الصوت بلطجيا قتل نفسا بريئة، أو مواطنا تعرض للسرقة وحينما قاوم تعرض لإطلاق النار.

أصبحنا نرتعد حين نجد ازدحاما مروريا، فنخشى أن يكون سببه قاطعي الطريق يفرضون الإتاوات على أصحاب السيارات أو المارة،

أو يكونوا بلطجية ينشرون الذعر في الشارع.. والأحداث كثيرة ولا يمكن حصرها.

إذا كان من حق بعض النشطاء الدعوة لثورة ثانية، فمن حقنا نحن كإعلاميين أن ندعوا إلى رفض تلك الثورة حفاظا على الوطن واقتصاده الذي أصبح لا يحتمل انهيارا جديدا.

.. لا داعي لأن يشكك البعض في نوايانا، فقد كنا في "الوفد" أول من كتب عن ثورة الغضب في 25 يناير، ويعلم الله أننا كنا نبيت في أعمالنا لرصد اعتداءات الأمن على المتظاهرين قبل انهيار جهاز الشرطة في جمعة الغضب، وقت أن كانت وسائل الإعلام الأخرى تتجاهل أصلا وجود أي دعوة للثورة !

من حقنا كإعلاميين أن نحافظ على مصر، وأرجو أن يكون أصحاب الدعوة للثورة الثانية ذوي صدور رحبة، ويتقبلوا دعوتنا لأن نتكاتف سويا من أجل مصر، وأن نؤجل الاعتصامات والإضرابات لحين إجراء الانتخابات البرلمانية، وبعد ذلك إن لم ينصلح الحال سنكون أول من ندعو إلى الثورة الثانية.

[email protected]